الانسحاب الأمريكي وسيطرة طالبان يلهبان حدود إيران
يلهب الانسحاب الأمريكي الحدود الإيرانية مع أفغانستان، مع إعلان حركة طالبان اقتراب سيطرتها على غالبية الأراضي الأفغانية.
وتشن طالبان هجوما واسعا سيطرت خلاله على مناطق عدة منها معبر حدودي مع إيران، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الجمعة.
- طالبان تسيطر على معبر حدودي بين أفغانستان وتركمانستان
- طالبان تؤكد سيطرتها على أهم معابر أفغانستان مع إيران
وقال العميد فرهاد آريانفر، نائب قائد عمليات القوات البرية للجيش الإيراني، في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" للأنباء الإيرانية، إننا " نراقب عن كثب أدنى تحرك قرب الحدود بفضل جهود القوات البرية على مئات الكيلومترات من الحدود الشرقية، وأيضا جهود (قوات) حرس الحدود والحرس الثوري".
وأضاف "لن نسمح بأدنى (عملية) تهريب أو دخول غير قانوني عبر هذه الحدود".
وأتت تصريحات آريانفر على هامش زيارة إلى "الحدود الشرقية" للوقوف على جاهزية القوات العسكرية "في المناطق الحدودية الشرقية والجنوبية الشرقية"، وفق ما أوردت "إرنا".
وفي سياق متصل، أكدت المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن حدودها مع أفغانستان "آمنة".
وقال المتحدث سعيد خطيب زاده في بيان إن "حدود إيران هادئة، ولا يوجد انعدام للأمن على حدود بلادنا مع أفغانستان".
يأتي هذا بعدما أعلنت طالبان سيطرتها على إسلام قلعة، وهو أهم معبر حدودي لأفغانستان مع إيران، في خضم هجوم واسع يشنه مقاتلوها تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية من بلادهم.
ويعد هذا المعبر من الأهم في أفغانستان، ويمرّ من خلاله معظم التجارة المشروعة مع إيران.
وأفادت وكالة "تسنيم" الجمعة عن وجود "عشرات" الشاحنات الإيرانية عند الجانب الأفغاني من المعبر الحدودي مع محافظة خراسان رضوي (شرق إيران).
ونقلت عن المفتش الجمركي في المحافظة أمید جهانخواه قوله إن "45 شاحنة فارغة" عادت اليوم إلى داخل الأراضي الإيرانية، من دون أن يوضح ما إذا كان هذا هو العدد الكامل للشاحنات الموجودة عند النقطة الحدودية.
وكانت وكالة "إرنا" نقلت عن المتحدث باسم الجمارك الإيرانية روح الله لطيفي، الخميس، قوله إن الحركة التجارية عبر 2 من المعابر البرية الثلاثة مع أفغانستان ستتوقف "حتى إشعار آخر".
وإسلام قلعة هو ثالث معبر حدودي رئيسي تسيطر عليه طالبان منذ إطلاق هجومها في أوائل مايو/أيار مع بدء القوات الأمريكية المرحلة الأخيرة من انسحابها من البلاد بعد وجودها عشرين عاما.
ويقع المعبران الآخران عند الحدود مع كل من تركمانستان وطاجيكستان.
ويثير الوضع في أفغانستان قلق إيران، اذ يتشارك البلدان حدودا تمتد لنحو 900 كيلومترا، كما تستضيف إيران ملايين اللاجئين الأفغان.
واعتبر الجانبان الأفغانيان في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، أن "الحرب ليست الحل للمشكلة الأفغانية ويجب تركيز جميع الجهود للتوصل إلى حل سياسي وسلمي".
واتفق الطرفان على "مناقشة القضايا التي تحتاج إلى مزيد من التشاور والوضوح، بما في ذلك إنشاء آلية للانتقال من الحرب إلى السلام الدائم، خلال الاجتماع المقبل الذي سيعقد في أقرب وقت ممكن"، دون تحديد موعد.
ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الطرفين إلى "انتهاز هذه الفرصة ووضع حد للحرب في أفغانستان في أسرع وقت ممكن"، مبديا استعداد بلاده "لتسهيل استكمال المباحثات"، وفق ما أفادت الخارجية الإيرانية الخميس.
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA= جزيرة ام اند امز