سفيرة أمريكا في برلين.. قصة الهروب 7 عقود من هتلر

هربت أسرتها من الجيش النازي في ثلاثينيات القرن الماضي، وانتظرت 72 عاما كاملة للعودة إلى موطن عائلتها السابق، كمبعوثة رسمية.

إنها السفيرة الأمريكية في برلين، إيمي جوتمان (٧٢ عاما) التي كشفت عن عائلتها اليهودية الألمانية، وفرارها من اضطهاد الجيش النازي بقيادة أدولف هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي.

القصة تبدأ مع كورت، والد السفيرة إيمي جوتمان، الذي كان يبلغ من العمر 24 عامًا عندما فر من ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، في عام 1934.

وبحلول عام 1939، تمكن كورت من إنقاذ والديه، وأربعة من الأشقاء، قبل أن ينتقل الشاب الذي عمل كرجل أعمال إلى الولايات المتحدة عام 1948.

وتوفي كورت في وقت لاحق عن عمر يناهز 55 عاما فقط، وتحدث أحيانا مع طفلته عن تجارب سيئة مع النازيين.

وقالت السفيرة الأمريكية عن ذلك، لصحيفة بيلد: "تحدث والدي عن هذا الأمر أكثر فأكثر مع تقدمي في السن".

وتابعت "مات عندما كان عمري 16 عامًا فقط. كنت أدرك جيدا أنه كان يعاني من كوابيس مروعة".

ومضت قائلة "أنا سفير الولايات المتحدة في ألمانيا الموحدة والحرة والمزدهرة اليوم.. قصة هذا التغيير هي واحدة من قصص النجاح العظيمة في أواخر القرن العشرين".

وأضافت "بقدر هذا التقدم الكبير، يجب ألا ننسى الماضي أبدًا. يجب أن نواصل محاربة معاداة السامية والعنصرية".

لكنها أطلقت تحذيرا كبيرا وقالت "يجب ألا نأخذ الديمقراطية كأمر مسلم به. أبي لم يفعل ذلك. لهذا السبب كان قادرًا على إنقاذ الأسرة. أنا مدينة بحياتي لذلك".

وبعد بحث لصحيفة بيلد في الوثائق الألمانية، تبين أن والد السفيرة، كورت ولد عام 1910 في فوشتوانجن (بافاريا)، وكان لديه ثلاثة أشقاء أكبر منه سنا (ماكس، وإرنست، ومانفريد)، وأخت واحدة (أديل).

وكان جد السفيرة؛ أبراهام (1870-1945) يدير متجراً للملابس وكان منخرطاً في المجتمع اليهودي، بما في ذلك خدمة كبار السن كرئيس لجمعية دينية في ذلك الوقت.

وبداية من عام 1933، واجهت العائلة واقعا صعبا مع اعتقال العم الفريد، ثم الصعوبات المالية التي واجهتها بسبب التضييق على تجارتها، واضطرارها لبيع ممتلكات. 

وفي عام 1937، اعتقل الجد إبراهام، حيث ذكرت مذكرة الاعتقال التي عثرت عليها صحيفة بيلد "لا يزال هناك عدد قليل من العائلات اليهودية في مدينة وشتوانجن يُنظر إليها على أنها عناصر أجنبية في المجتمع ويرفضها السكان بشكل متزايد".