كيف سيتعامل بايدن مع تركيا وإيران والإخوان؟.. قيادي ديمقراطي يجيب
تركيا وإيران والإخوان.. ملفات ساخنة على طاولة إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، ستنكشف خلال الأيام المقبلة طريقة تعامله معها.
ولاستشراف طبيعة علاقة تعامل بايدن مع ما يطلق عليه "محور ثلاثي الشر" في منطقة الشرق الأوسط، طرحت "العين الإخبارية" على طاولة مهدي عفيفي، العضو البارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي والكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي، هذه الملفات في محاولة للكشف عنها.
يأتي هذا لتوضيح شكل علاقة إدارة بايدن مع تركيا، مرورا بالتعامل مع أزمة النووي الإيراني ووقف تمددها بالمنطقة، وصولا إلى خطورة تنظيم الإخوان، وتفنيد ما جرى الترويج له حول علاقة التنظيم بإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
تفنيد مزاعم دعم أوباما للإخوان
البداية مع تفنيد عضو الحزب الديمقراطي البارز مزاعم طالما روجها تنظيم الإخوان بشأن تواصل التنظيم مع إدارة باراك أوباما السابقة ودعم الأخير لها.
ومن واقع عمله مع حملة الرئيس الأمريكي الأسبق، قال عفيفي إن ما يتردد عن دعم إدارة أوباما للإخوان، ووجود قنوات تواصل بينهما عار تماما عن الصحة، فلم يكن لديها أي استعداد لفتح مجالات للتعاون مع الجماعة.
وقال عفيفي، في تصريحات مطولة من واشنطن لـ"العين الإخبارية"، إن "إدارة أوباما لم تدعم تنظيم الإخوان سواء في مصر أو في المنطقة، وإلا لما تركتهم يرحلون بهذا الشكل".
وتابع: "إضافة إلى أنه لم يحدث إطلاقا أن تعاملت إدارة أوباما مع القاهرة أو جاء في خطابات الإدارة الرسمية، على أن ثورة 30 يونيو/حزيران التي أطاحت بالإخوان في مصر عام 2013 انقلاب".
مشروع لحظر الإخوان
ولمح "عفيفي" إلى أنه في عهد أوباما، "جرى عرض أكثر من مرة قرارات لتصنيف جماعة الإخوان على أنها إرهابية أمام الكونجرس الأمريكي، كما كان هناك مشروع قانون عرض في مجلس الشيوخ، ومقدم لوزراء العدل والخارجية والمالية والدفاع بشأن القواعد التي يمكن بها تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية".
وفي هذا الصدد، دعا عضو الحزب الديمقراطي المشرعين في الدول العربية إلى تقديم دلائل تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية بشكل يتوافق عليها القانون الأمريكي.
وأردف قائلا: "ينبغي أن يكون هناك تعاون بين البرلمانات العربية والكونجرس الأمريكي وملفات مفتوحة وقضايا تتابع بينهما، وهو أمر غير موجود، واليوم نحن نتعامل مع مؤسسات وليس أشخاصا".
لا تنظيم للإخوان بأمريكا
وأكد "عفيفي" أن الحديث المتداول عن تعاون إدارة أوباما مع الإخوان رددته الجماعة نفسها وإعلامها، لأنهم كانوا يريدون أن يروجوا كذبا أنهم بهذه القوة التي أسفرت عن تواصلها مع الإدارة الأمريكية.
وشدد على أن "الإخوان ليس لديها تنظيم ثابت داخل الولايات المتحدة، وما يحدث أنهم يتواجدون كأفراد في بعض المؤسسات الإسلامية، لكن لا يمكنهم الحديث باسم الجماعة".
وذهب عفيفي إلى أن "الجماعة لن تقوم لها قائمة في أمريكا للخمسين عاما المقبلة".
وبشأن تسريب ترامب لمحتوى بريد هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وما تضمنه من تواصل بينها وبين الجماعة، قال عفيفي: "جرى التحقيق في بريد هيلاري ليس بسبب انقلابها على السياسة الأمريكية بالتعاون مع الإخوان، لكن لأنها كانت تستخدم سيرفرا خاصا غير مسموح به وغير مؤمن تقنيا بشكل كامل".
لا وجود للإخوان
كما أبرز عفيفي أن "الإدارة الأمريكية تعاملت مع الإخوان في عام 2012 وفقا للواقع، بعد وصولهم للحكم"، مشيرا إلى أن الإدارات المتعاقبة تتعامل مع كل الأطراف.
ودلل بأن "إدارة دونالد ترامب جلست على الطاولة نفسها مع تنظيم طالبان بأفغانستان العدو الأساسي الولايات المتحدة، فهل معنى هذا أنهم أصبحوا أصدقاء وبينهم مجالات للتعاون؟ هناك مرحلة تستدعي وفقا لاعتبارات عديدة التفاوض".
وشدد على أنه "لا وجود لإخواني واحد في إدارة بايدن، وجرى استبعاد أسماء ذات توجهات بعينها".
لكنه أكد أن "إدارة بايدن ستتعامل مع المسلمين في أمريكا بطبيعة الحال كأي أقليات ثانية".
شروط جديدة للتفاوض مع إيران
وحول إيران وما تمثله من تهديدات في المنطقة، توقع العضو البارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي أن "تسمح إدارة بايدن لطهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، لكن بشروط جديدة، وليست شروط الاتفاق السابق الموقع في 2015 مع مجموعة 5+1 (إيران، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا)".
وتابع: "سيكون هناك شروط جديدة للتفاوض مع إيران تعمل على تقويض تخصيب اليورانيوم، والحد من تمددها في المنطقة، وضمان التزامها بعدم دعم التنظيمات الإرهابية".
وأضاف: "سيكون هناك شروط جديدة للتفاوض مع طهران، وليس كارت سماح لإيران لتفعل ما تشاء".
تحجيم تركيا
وبشأن العلاقات الأمريكية المرتقبة مع نظام رجب طيب أردوغان في تركيا، قال المحلل السياسي والاقتصادي إن "إدارة بايدن ستتعامل كما عهدنا بالأدوات المحترفة السابقة، بالشكل الذي يحمي مصالح واشنطن، ويحجم ويردع النظام التركي".
وهو ما يستدعي -وفقا لعفيفي- مساندة ودعم أوروبا الحليف الأساسي للولايات المتحدة.
وفي هذا الشأن، أكد عفيفي أنه "لم يحدث التمدد التركي في سوريا بهذا الشكل، أو التدخلات في ليبيا، أو بشرق البحر المتوسط، إلا في فترة ترامب".
وهو ما أرجعه عضو الحزب الديمقراطي إلى "العلاقة القوية والشخصية بين ترامب وأردوغان، لأن ترامب كان الرئيس الأمريكي الوحيد الذي كان يتعامل مع الإدارة على أنها إحدى شركاته"، حسب وصفه.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز