بايدن والشرق الأوسط.. ردع تدخلات إيران ولجم أطماع تركيا
تغييرات من المنتظر أن تشوب السياسة الأمريكية الخارجية بالشرق الأوسط مع فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بتذكرة الدخول للبيت الأبيض.
خبراء ودبلوماسيون اتفقوا على أنه إذا كان "الاستقرار الإقليمي" سيفرض نفسه على أجندة بايدن في التعاطي مع إيران وتركيا، فهذا يعني أنّ المقاربة الأمريكية ستقوم على ردع الأولى والتصدي لأطماع الثانية.
لكنهم أكدوا ـ بالوقت ذاته ـ في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن سياسات الرئيس الجديد لن تظهر سريعا، وسيكون هناك تريث في التعامل مع قضايا المنطقة.
سياسة جديدة
أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، يرى أن "السياسة الأمريكية ستتغير في المنطقة حيال العديد من القضايا في حال فوز بايدن".
وأوضح ميخائيل، في تصريح عبر الهاتف من واشنطن: "سيكون هناك تركيز على عودة الاتفاق النووي مع إيران، وعلى قضايا حقوق الإنسان في المنطقة، فيما سيستمر زخم عملية الدفع الأمريكي نحو اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية".
ولم يستبعد أستاذ العلوم السياسية أن يكون هناك نوع من أنواع الشد والجذب مع حكومة بنيامين نتنياهو، دون وجود معطيات استراتيجية كثيرة.
من جانبهم، يرى محللون أنه مهما تغيرت السياسة الأمريكية الخارجية في عهد بايدن، إلا أنه لن يكون بمقدورها تجاهل تطوّر كبير يفرض نفسه على الإدارة الجديدة، وهو معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، وإعلان تأييد السلام مع البحرين.
ردع إيران ولجم تركيا
طرح السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لم يذهب بعيدا عن رؤية ميخائيل، حيث اعتبر أن "التغييرات في منطقة الشرق الأوسط ستكون في مجملها إيجابية، خصوصا تأثيراتها على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وتابع: "المرجح أن يقوم الرئيس الديمقراطي بتحجيم الأطماع التوسعية لليمين المتطرف في إسرائيل، مع العمل على إعادة إحياء مبدأ حل الدولتين".
وأضاف أنه "من المتوقع أيضا عودة الاتفاق النووي مع إيران بشروط أبرزها؛ تقليل تدخلات طهران في المنطقة بما سيؤدي إلى حلحلة المشكلات في لبنان واليمن"، حيث مليشيات حزب الله والحوثي.
يشار إلى أن الولايات المتحدة انسحبت في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية في فيينا عام 2015، ثم أعادت واشنطن فرض عقوبات على طهران.
أما بالنسبة للتدخلات التركية في المنطقة العربية، فرأى هريدي أن فوز بايدن سيساهم في "وقف جموح السياسات التركية في سوريا وشمال أفريقيا وشرق المتوسط".
وأكد أن ما تقدم سيسمح على إعادة الهدوء والاستقرار للمنطقة بعد غياب 4 سنوات".
لن تظهر سريعا
السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، أشار إلى أن "ملامح السياسات الثابته والاستراتيجية في التعامل مع قضايا المنطقة، لن تظهر بشكل سريع".
ولفت إلى أنه سيكون هناك تريث في البداية قد يصل إلى 6 أشهر، إلا إذا كانت هناك أحداث ملحة ستفترض نفسها على برنامج بايدن وعلى الأداء الأمريكي.
وقال العرابي إن "الرئيس بايدن سيكون حريصا على عودة توجهات الرئيس الجمهوري السابق باراك أوباما من جديد"، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مقاربة مختلفة عن ترامب بالنسبة للتعامل مع طهران.
وأضاف :"اتفاقيات السلام مع إسرائيل قد تستمر، لكن موقف الرئيس الجديد من حل الدولتين سيكون أفضل بكثير من ترامب، في الوقت الذي سيتعهد فيه بضمان أمن إسرائيل".
وأكد وزير الخارجية الأسبق أن "قدرة ساكن البيت الأبيض الجديد على إعادة الهدوء والاستقرار للمنطقة، سيتوقف على نجاح بايدن في لجم الأطماع التركية، ووقف تغلغلها في المنطقة".