بحضور أوباما وكلينتون.. حرب غزة «تحرج» بايدن في نيويورك

قد لا يكون التطرق لسياسة أمريكا في حرب غزة قرارا سليما خلال أمسية لجمع تبرعات للحملة الانتخابية لجو بايدن، فما حدث أحرج الرئيس الأمريكي.

إحراج جديد يثقل دفاتر بايدن الغارق في تبعات زلاته وحمم هفواته، حيث بدا الموقف ثقيلا ليس عليه فقط بل على الرئيسين الديمقراطيين السابقين، باراك أوباما وبيل كلينتون، حيث جاءا لدعم الرئيس الحالي.

حدث ذلك في قاعة موسيقى "راديو سيتي" الشهيرة في نيويورك، هناك حيث ازدحم أكثر من 5 آلاف شخص لحضور أمسية خصصت لجمع التبرعات لحملة بايدن الانتخابية.

بدا أن الأمور تمضي بسلاسة، وحتى في حال كان البعض ينتظر وقوع حوادث، فإن الأنظار كانت تتركز بالأساس على بايدن المعروف بهفواته وزلاته، خصوصا في التجمعات.

لكن فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث اندلعت احتجاجات داخل القاعة الضخمة، وتعالى صياح أشخاص من المشاركين ينتقدون دعم بايدن لإسرائيل في حرب غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

وفي خضم تلك الاحتجاجات ارتفع صوت امرأة عاليا مرددة "عار عليك عار عليك"، قبل أن يطوقها رجال الأمن في القاعة على ما أظهرت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

رغم الدفاع

كان يمكن للرؤساء الديمقراطيين الثلاثة أن يدركوا أن دفاعهم عن موقف بلادهم من حرب غزة سيزيد الأمور سوءا، خصوصا أن مؤشرات أولية كثيرة أوضحت وجود حالة من التململ بصفوف بعض الحاضرين بالقاعة الشهيرة.

فقبل انطلاق الأمسية مرّ موكب القادة الثلاثة بمئات المتظاهرين ممن رفعوا شعارات رافضة لحرب إسرائيل في غزة، وبدا من الواضح أن الحشود الحاضرة تضم نسبة كبيرة من المناهضين لما يحدث في القطاع المحاصر، حيث الحرب الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني.

غضب أكد القناعة أن بعض الناخبين الشبان وغيرهم من التقدميين الذين صوتوا لصالح بايدن في 2020 غاضبون من دعمه تل أبيب في حربها بغزة.

لكن القادة الثلاثة ممن كانوا يأملون في جمع الكثير من التبرعات مضوا في دفاعهم عن سياسة واشنطن، قبل أن تصدمهم ردود الفعل من جانب بعض الحاضرين بالقاعة.

وقال أوباما الذي وصل مع بايدن على متن طائرة الرئاسة، إن "الرئيس يجب أن يكون قادرا على دعم إسرائيل، بينما يسعى في الوقت عينه من أجل أن يحصل الفلسطينيون على المزيد من الغذاء والإمدادات".

وأضاف خلال مناقشة أدارها مضيف برنامج "ذا ليت شو" ستيفن كولبير بالقاعة، أن "العالم مليء بالجمال والأمور المفرحة، لكنه يزخر أيضا بالكثير من المآسي والقسوة".