بايدن يغازل اللوبي الإسرائيلي.. الوجهة إيران والعين على الكونغرس
كانت جملة مقتضبة لكنها مكثفة بجميع الأدوات والمعاني المطلوبة، لتكون طعما أو جسرا يحدد موقع حزبه في الكونغرس الأمريكي.
فمع بدء العد التنازلي لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، بدا أن الوقت لم يعد يسمح للديمقراطيين باللعب على أوتار جافة تفرضها تداعيات حكم الرئيس جو بايدن المنتمي للحزب.
تضخم ومؤشرات ركود اقتصادي يمنحان بايدن تقييما سيئا لدى الأمريكيين، وهو ما تترجمه نتائج استطلاعات الرأي للانتخابات النصفية المقررة الثلاثاء المقبل.
ولأن الوقت بات يمضي عكس آمال الديمقراطيين، يبدو أن بايدن قرر الاتجاه مباشرة نحو ورقة بالغة التعقيد تكمن في ود للوبي الإسرائيلي في أمريكا، لكن الحصول عليها من شأنه أن يقلب ملامح الكونغرس برمته بعد التاريخ المذكور.
"تحرير" إيران
خلال حملة انتخابية واسعة النطاق في كاليفورنيا، تعهد بايدن، الخميس، "بتحرير" إيران، في تصريحات جاءت تعليقا على تجمع للعشرات حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين.
وقال بايدن متوجها لهؤلاء المحتجين: "لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريبا".
ولم يسهب في الكلام، كما لم يحدد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها خلال التصريحات التي ألقاها في كلية ميراكوستا بالقرب من سان دييجو، تاركا المجال مفتوحا.
ومع أن مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لم يصدر بعد أي بيان توضيحي حول ما قاله بايدن، وإن كان الأمر سيكون متبوعا بتدابير ملموسة، لكن يبدو أن الهدف أكبر من كل ذلك.
اللوبي الإسرائيلي
مراقبون يعتقدون أن تصريحات بايدن لم تكن عبثية أبدا كما لم تكن وليدة اللحظة أو مجرد تعليق على حدث يتزامن مع وجوده، إنما يشكل استراتيجية كاملة لحزب يتطلع لإحداث الفارق مع منافسه التاريخي.
فبايدن يدرك أن ورقة إيران محورية في كسب ود اللوبي الإسرائيلي، وتصريح مماثل من شأنه أن يغير بوصلة دعم مجموعات الضغط لصالح الديمقراطيين.
ورقة مهمة بالنسبة لمجموعات تتقاطع أهدافها العليا عند دعم إسرائيل، لكنها تبدو منسجمة اليوم بشكل أكبر مع قواعد الحزب الجمهوري من القوميين والإنجيليين، فيما توسعت الهوة مع الديمقراطيين ممن يعتبرون أن قواعدهم تخلت عن مساندة تل أبيب ما يجعلهم أقل أمانا.
والمعروف أن اللوبي الإسرائيلي يمتلك تأثيرا واسعا على السياسة الأمريكية، ما يعني أن دعمه لأي حزب سيمنحه بلا شك مفاتيح الكونغرس.
وسبق لواشنطن أن أعلنت قبل يومين أنها ستحاول إخراج إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والمكونة 45 عضوا بسبب إنكار الحكومة حقوق المرأة والقمع الوحشي للاحتجاجات.
وبدأت إيران للتو فترة مدتها أربع سنوات في اللجنة التي تجتمع سنويا في شهر مارس/آذار من كل عام وتهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وتستمر الاحتجاجات في إيران منذ وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية، في موجة غضب لم تهدأ، وسط حصيلة قتلى واعتقالات ترتفع تباعا.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg جزيرة ام اند امز