أمريكا في 2018.. إيران ونتائج انتخابات الكونجرس النصفية تتصدران
إلغاء الاتفاق النووي مع إيران والانتخابات النصفية أبرز أحداث ٢٠١٨، وتوقعات باصطدام الكونجرس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ٢٠١٩.
أجمع عدد من الخبراء والباحثين الأمريكيين على أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، فضلا عن الموجة الوردية، أهم الأمور التي سيطرت على اهتمام الرأي العام الأمريكي خلال 2018.
أما فيما يتعلق بالأحداث المتوقع سيطرتها خلال العام المقبل 2019، فاتفق الخبراء أنفسهم على احتمالية وقوع اصطدام بين الكونجرس والبيت الأبيض.
وقالت الدكتور كاثرين ديبالو أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا، إنه لا شك أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس كانت أهم أحداث 2018؛ حيث حددت الانتخابات من سيتحكم في الأجندة التشريعية للبلاد لمدة عامين مقبلين.
الدكتور ديبالو أكدت أيضا أنه بالنسبة للرأي العام الأمريكي، فإن الانتخابات الوطنية مثل الكونجرس أو الرئاسة تعد أهم ما يتابعه، وفقا لأرقام استطلاعات الرأي والمراكز البحثية، مضيفة أن عملية اعتماد ترشيح البيت الأبيض للقاضي كافانو في المحكمة الدستورية العليا كانت أهم القصص التي حظيت باهتمام الرأي العام الأمريكي، خلال العام 2018.
وأشارت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية إلى أن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران احتل كذلك مكانة مميزة في أهم أحداث 2018 بالنسبة للأمريكيين؛ إذ يتابع الجميع الأحداث ليس لاهتمامهم بالشأن الدولي، وإنما بسبب خوفهم من أن تؤثر الأزمة على حياتهم اليومية عن طريق أسعار الوقود في الولايات المتحدة.
ديبالو توقعت أيضا أن تسيطر خلافات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الديمقراطيين على الأنباء في 2019.
من جانبها، اعتبرت الدكتور باربرا ريدل أستاذ علوم الاجتماع في جامعة جنوب فلوريدا، الموجة الوردية التي تُطلَق للإشارة على وصول أكبر عدد من السيدات للكونجرس الأمريكي، أهم أحداث 2019، مؤكدة أن أوروبا سبقت الولايات المتحدة في مجال مشاركة النساء في الحياة العامة.
واستندت الدكتور ريدل في حديثها إلى ترأس سيدتين لحكومتي ألمانيا وبريطانيا، بينما لا تزال النساء يعجزن عن الفوز برئاسة أمريكا؛ حيث كانت المرة الأقرب في 2016؛ لكن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لم تتمكن من الفوز.
وتوقعت ريدل أن تكون التحقيقات الجارية حول مدى تدخل الروس في الانتخابات الأمريكية 2016 في صدارة المشهد 2019.
أما نيل فولز رئيس منظمة حقوق فلوريدا، فيؤكد أن إقرار التعديلات الدستورية الأخيرة في دستور فلوريدا، خلال انتخابات التجديد النصفي، أهم أحداث العام الجاري؛ حيث دعمت منظمته التعديلات الدستورية، بحيث تسمح للمجرمين السابقين (من غير مرتكبي الجرائم الخطيرة)، أن يستعيدوا حقهم التصويتي للمشاركة في الانتخابات.
وتابع فولز أنه وفقا للتعديل الأخير فقد استرد نحو مليون شخص حقهم التصويتي للمشاركة في الانتخابات، وهو ما يمكن أن يؤثر إيجابا على مساهمتهم في المجتمع، لافتا إلى أن أغلب أولئك المجرمين السابقين تورطوا في جرائم ليست جنائية بالضرورة.
وعن توقعاته لـ2019، نبّه فولز إلى إمكانية زيادة حدة المعارك بين الجمهوريين والديمقراطيين في واشنطن على السياسات العامة، مثل الميزانية وقضايا الهجرة وغيرها، مشيرا إلى إمكانية توقف عمل الحكومة في 2019، عدة مرات؛ بسبب هذا الخلاف، وهو الإجراء الذي يقتضيه النظام القانوني الأمريكي في حال الاتفاق بين البيت الأبيض والكونجرس وعدم نجاحهم في تمرير القوانين.
على الجانب الآخر، اعتبر أرماندو جيبارا رئيس منظمة الشباب الجمهوري في ميامي، انتخابات التجديد النصفي الأخيرة، واعتماد القاضي كافانو في المحكمة الدستورية العليا، أهم أحداث 2018 على الصعيد الوطني الأمريكي، مؤكدا أن الواقعتين أكدا ثقة الناخب الأمريكي في قيادة الجمهوريين للبلاد، مؤكدا أنه رغم أن الديمقراطيين حققوا الأغلبية في النواب، إلا أن الجمهوريين وسعوا غالبيتهم في مجلس الشيوخ.
وأشار إلى أنه في 2019 من المتوقع أن تظهر ملامح الحملة الرئاسية للرئيس ترامب لانتخابات 2020، مقللا من أهمية المعارك الجانبية بين الجمهوريين والديمقراطيين على الساحة السياسية الأمريكية، موضحا أن المعارك بين الحزبين الكبيرين أمر اعتاد عليه ملايين الأمريكيين.