محور فيلادلفيا.. واشنطن تبحث عن «ثغرة» في عناد نتنياهو
الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تغيير موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وتركز محادثات إسرائيلية ومصرية وأمريكية في العاصمة المصرية القاهرة على هذه المسألة تحديدا بما في ذلك موضوع الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
ومساء الأربعاء، بحث الرئيس الأمريكي جو بايدن، هاتفيا، مع نتنياهو محاولة لإحداث ثغرة في عناد نتنياهو بشأن مطلبه السيطرة الإسرائيلية على المحور.
وترفض حماس موقف نتنياهو وكذلك مصر التي تصر -أيضا- على وجوب الانسحاب الإسرائيلي من المحور الذي اعتبره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بأنه "الحدود الجنوبية لإسرائيل".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ديفيد بارنياع، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، وصلا إلى القاهرة، الخميس، لبحث موضوع فيلادلفيا.
حل للنزاع
وأضافت الهيئة أنه "لا يتم تعريف المحادثات في العاصمة المصرية على أنها جولة من المفاوضات، بل كمحاولة للتوصل إلى حل للنزاع حول طريق فيلادلفيا، ومراجعة الاقتراح الإسرائيلي على خرائط محدثة".
وأشارت في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، إلى أنه في حال إحداث اختراق، فإن ذلك قد يمهد لجولة جديدة من المفاوضات يوم السبت أو الأحد في العاصمة القاهرة، بمشاركة إسرائيلية ومصرية وأمريكية وقطرية.
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لم تنته بعد. هناك جهود كبيرة لتحقيق ذلك".
وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أنه يشارك في المباحثات من الجانب الأمريكي مبعوث الرئيس للشرق الأوسط بريت ماكغورك، وفي حال إحراز تقدم فسيأتي رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز.
من جهتها، قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، إن المحادثات مع المسؤولين المصريين في القاهرة ستركز على التوصل إلى تفاهمات بشأن محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وأشارت إلى أنه في حال إحراز تقدم، فسيعقد لقاء موسع في القاهرة يوم الأحد بمشاركة إسرائيلية ومصرية وأمريكية وقطرية.
«العقبة الأكبر»
ينظر إلى مطلب نتنياهو بشأن السيطرة على محور فيلادلفيا بأنها العقبة الأكبر -وإن كانت ليست الوحيدة- أمام التوصل لاتفاق.
لكن واشنطن تنظر إلى إحداث انفراجة في هذه القضية بأنها المفتاح لتقدم كبير نحو الاتفاق.
وجدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، رفض أي تراجع بشأن مطلب السيطرة على محور فيلادلفيا.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "أشاد مسؤولون أمريكيون، الأربعاء، بنتنياهو لتقديمه بعض التنازلات في مكالمة هاتفية مع بايدن، بما في ذلك خريطة توضح المكان الذي تعتزم إسرائيل نشر قوات فيه بممر فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة".
إلا أن مكتب نتنياهو رد على ذلك في بيان قال فيه: "رئيس الوزراء لم يغيّر موقفه بشأن ضرورة السيطرة والوجود الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا".
وجاء نفي مكتب نتنياهو بعد ساعات من نفي خبر آخر نشرته هيئة البث الإسرائيلية.
فقد قالت القناة 11 الإسرائيلية: "مصادر ملمة بتفاصيل المحادثات حول قطاع غزة أكدت أن إسرائيل مستعدة لتقليص تواجد قوات الجيش الإسرائيلي على امتداد محور فيلادلفيا غير أنها ترفض الانسحاب منه كليا".
لكن مكتب نتنياهو رد بالقول: " التقرير الذي بثته القناة 11 بأن نتنياهو وافق على انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا، غير صحيح".
وأضاف: "ستصر إسرائيل على تحقيق كافة أهدافها من الحرب، كما حددها مجلس الوزراء الأمني، بما في ذلك أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدًا أمنيًا لإسرائيل. وهذا يتطلب تأمين الحدود الجنوبية".
وردا على ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن "تشبث إسرائيل بموقفها يحول دون تحقيق اتفاق".
«أكثر خطرا»
في قراءته للموضوع، يرى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، أن "عودة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، تشير إلى اقتراب مرحلة جديدة، ربما أكثر خطراً، للحرب".
وأضاف: "يبدو أن احتمال التوصل إلى صفقة التبادل في الفترة القريبة انخفض جداً".
وتابع في مقال تابعته "العين الإخبارية": "من الصعب معرفة مدى إيمان الإدارة الأمريكية بإمكانية إغلاق الفجوة الكبيرة بين الطرفين في المفاوضات حول الصفقة".
ومستدركا: "ولكن الرئيس الأمريكي ومساعدين حرصوا في الأسابيع الأخيرة على بث تقديرات متفائلة حول احتمال التقدم في المفاوضات. في عملية مختلف عليها، أعلنوا -أيضاً- موافقة نتنياهو على الخطة المقترحة، وأدخلوا عليها عدداً من التحديثات لصالح إسرائيل".
وبحسب هارئيل، فإن "حماس رفضت الخطة بشكل غير رسمي حتى الآن. وفي غضون ذلك، ومثلما تصرف في الأشهر الأخيرة، أرسل نتنياهو رسائل متناقضة؛ فقد وعد قاعدة اليمين بعدم التراجع عن طلباته، ولأنه مصمم على استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا وممر نتساريم".