30 دقيقة "دراما".. الوجه الآخر لـ"أكشن" مقتل بن لادن (صور)
ماذا لو لم يكن أسامة بن لادن في بلدة أبوت أباد بباكستان، وارتدت سهام الغارة على القوات الأمريكية الخاصة وفشلت العملية بأسرها؟
ظان ذلك الوجه الآخر للغارة التي منحت واشنطن رأس تنظيم القاعدة السابق، الجانب الذي لا يعرف عنه الجمهور سوى تلك الصورة المتداولة للرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما ونائبه جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وكبار مساعديه الآخرين.
جلسوا جميعا يتابعون الغارة وعملية الإنزال في وقتها الحقيقي، وما عدا ذلك، أي باستثناء تلك الصورة المتداولة، لا أحد كان يعرف التفاصيل الدقيقة لواحدة من العمليات التي استقطبت اهتمام العالم.
دراما
صور لم يسبق رؤيتها من قبل، نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تظهر الحدة والدراما خلال الغارة التي قتلت أسامة بن لادن.
وفي إحدى الصور المنشورة حديثًا من داخل البيت الأبيض، يظهر أوباما ونائبه بايدن في غرفة العمليات وهما يتابعان أحداثا في ذلك اليوم: الأول من مايو/أيار 2011.
وعلى وجهيهما، بدا توتر واضح فيما يضغطان على وزير الدفاع غيتس.
وفي تعليق على الصور، يقول بيتر بيرغن، محلل الأمن القومي في شبكة "سي إن إن": "كانوا يعلمون جميعا إنه إذا ما حدث خطأ ما، فإن تنظيم القاعدة ستقاتل، أو يتم القبض على عناصر من العمليات الخاصة أو قتلهم".
وأضاف أنه "في حال لم يكن بن لادن موجودا، كان من الممكن أن يتدخل الجيش الباكستاني، هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تسوء".
والصور حصلت عليها "واشنطن بوست" من مكتبة أوباما الرئاسية، بعد طلب بناء على "قانون حرية المعلومات"، بحسب "سن إن إن".
وفي السابق، كانت الصورة التي عرفها الجمهور بشكل أفضل عن ذلك اليوم تظهر أوباما جنبا إلى جنب مع بايدن، ووزيرة الخارجية حينها هيلاري كلينتون وكبار مساعديه الآخرين، يشاهدون الغارة على بن لادن في وقتها الحقيقي.
وحينها، كانت هيلاري تضع يدها على فمها.
ويعتقد محلل الأمن القومي بالشبكة الأمريكية أن هذا كان في نفس الوقت الذي اصطدمت فيه طائرة مروحية تابعة للبحرية بجدار وتعرضت لأضرار خلال هبوط حاد.
وأجرى بيرغن مقابلة مع أوباما وجميع اللاعبين الرئيسيين من أجل فيلم "سي إن إن" بعنوان "حصلنا عليه".
ويقول أوباما لمحلل الشبكة الأمريكية: "هنا حيث لاحظنا على سبيل المثال أن إحدى المروحيات تعرضت لأضرار في أثناء الهبوط".
وسأله بيرغن: "وبماذا كنت تفكر؟"، فأجاب أوباما مبتسما: "بأن هذه ليست بداية مثالية".
"قلبي في حنجرتي"
وصفت هيلاري كلينتون تلك الدقائق العصيبة التي اختبرتها في أثناء الغارة، بالقول: "قلبي كان في حنجرتي طوال الوقت الذي كنت فيه هناك".
وأضافت: "لم أمضِ وقتا أكثر توترا من الـ30 دقيقة هذه في حياتي".
صورة أخرى تظهر أوباما وهو يشاهد باهتمام ويطرح أسئلة، وعندما وردت أنباء تفيد بأن الغارة ناجحة، تم تصويره وهو يصافح غيتس.
وفي صور أخرى يظهر أوباما وهو يجري مكالمات لإخبار الرؤساء السابقين جورج دابليو بوش وبيل كلينتون وإجراء مكالمات مع قادة بالعالم.
فيما يظهر أوباما وفريقه في صورة أخرى وهم يعملون على الخطاب الذي سيلقيه للأمة في وقت متأخر من تلك الليلة.
وفي صورة أخرى، يظهر بايدن ورئيس هيئة الأركان المشتركة حينها الأدميرال مايك مولين، يعرضان أمام مصور البيت الأبيض حبات مسبحة قاما بلفها حول سبابة كل منهما في أثناء الغارة.