البنتاغون يكشف لـ"العين الإخبارية" تحركات أمريكا بالشرق الأوسط
ملامح تحركات عسكرية أمريكية جديدة بالشرق الأوسط تختزل الوجه الآخر لسياسة واشنطن الخارجية وتعكس رؤيتها للملفات الشائكة بالمنطقة.
حيثيات يكشف تفاصيلها الكولونيل فيليب فينتورا، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في تصريحات لـ "العين الإخبارية".
ويقول فينتورا إن التحركات الجديدة تتضمن وضع مجموعة حاملة الطائرات "جورج إتش دبليو بوش" (GEORGE H.W. BUSH Carrier Strike Group) في اتصال مباشر مع القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.
خطوة يوضح أنها تأتي لخدمة أي خطط أو عمليات طارئة، بالإضافة إلى نشر سرب من طائرات "إيه- 10" المقاتلة بالمنطقة.
وبحسب المتحدث باسم البنتاغون، فإن هذه الإجراءات مجتمعة تظهر قدرة الولايات المتحدة على إعادة نشر وتمركز قواتها بسرعة في جميع أنحاء العالم.
وشدد على أن واشنطن ستتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن القوات الأمريكية في المنطقة، قائلا: "نحن لا نسعى للصراع مع إيران في سوريا، لكننا سندافع عن جنودنا هناك".
ونهاية مارس/آذار الماضي، شهدت سوريا سلسلة من الهجمات أسفرت عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة أكثر من 12 جنديا أمريكيًا.
وحينها، استهدف هجوم بطائرة مٌسيرة "منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف (الدولي) قرب الحسكة في شمال شرقي سوريا"، ما أسفر عن مقتل "متعاقد وإصابة خمسة عسكريين ومقاول"، جميعم أمريكيون، وفق البنتاغون.
فيما أكدت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن الطائرة المُسيرة "إيرانية المنشأ".
قدرات ردع
حول نشر سرب المقاتلات الأمريكية من طراز "إيه-10"، في المنطقة منذ عدة أسابيع، أشار الكولونيل فينتورا إلى أن عملية النشر دليل على قدرة البنتاغون على نشر القوات الجوية بسرعة في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أنه على مدى السنوات العديدة الماضية، دفعت وزارة الدفاع الأمريكية قواتها إلى الشرق الأوسط عدة مرات ردًا على التهديدات الموجهة للقوات الأمريكية ولردع العدوان.
وردا على سؤال حول إمكانية ردع المجموعات المسلحة المرتبطة بإيران في سوريا عبر التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة، أعرب الكولونيل فينتورا عن أمله في أن يؤدي النشاط العسكري الأمريكي الأخير إلى ردع الجماعات المرتبطة بالحرس الثوري لعدم شن هجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا.
وأضاف الكولونيل فينتورا أن الغرض الوحيد من الوجود الأمريكي في سوريا هو دعم القتال المستمر ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث تلتزم الولايات المتحدة بدعم مهمة هزيمة التنظيم جنبًا إلى جنب مع التحالف الدولي في سوريا.
ومستدركا أن الولايات المتحدة مستعدة للرد على مجموعة من الحالات الطارئة في الشرق الأوسط إذا لزم الأمر، دون تفاصيل أكثر حول الجزئية الأخيرة.
جورج إتش دبليو بوش
جدير بالذكر أن مجموعة حاملة الطائرات جورج إتش دبليو بوش تضم القطع البحرية USS Leyte Gul، وUSS Delbert D. Black ، إضافة إلى USNS Arctic.
وتضم أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي، وتتمركز في شرق المتوسط ضمن نطاق عمل القيادة الأوروبية الأمريكية.
وكان من المقرر، عودتها إلى الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، لكن تم تمديد عملها بقرار من البنتاغون، ووضعها في اتصال مباشر مع القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط تحسبا لخطط أو عمليات طارئة، فيما ستظل تحت قيادة القيادة الأمريكية الأوروبية بشكل رسمي.
وبالأيام الماضية، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن الولايات المتحدة ستتصرف بقوة لحماية الأمريكيين.
وقدرت البنتاغون أن ثمانية مسلحين قتلوا خلال ضربات جوية أمريكية انتقامية ضد منشأتين مرتبطتين بإيران في سوريا ردا على الهجوم الأول في 23 مارس/آذار الماضي على قاعدة أمريكية بالقرب من مدينة الحسكة السورية.