«الانتقام السريع».. قطار ترامب يدهس الخصوم في أول 12 يوما
لم تشهد أمريكا قط إقصاء أو معاقبة هذا العدد الكبير من الناس على يد رئيس جديد بهذه السرعة.
ورغم ذلك يؤكد موقع "أكسيوس" الأمريكي أن هذه ليست سوى البداية.
ونقل الموقع ذاته عن مذكرة لوزارة الدفاع قولها إن أربع مؤسسات إخبارية رئيسية، هي "نيويورك تايمز"، و"إن بي سي نيوز"، و"إن بي آر"، و"بوليتيكو"، سوف تضطر إلى مغادرة مساحة عملها الطويلة الأمد في ممر المراسلين في البنتاغون، وهي خطوة غير مسبوقة، بموجب برنامج التناوب الإعلامي السنوي الجديد لسلك الصحافة في البنتاغون.
وربما يكون السبب الرئيسي وراء ذلك هو الانتقادات التي وجهتها تلك المؤسسات إلى بيت هيغسيث، وزير الدفاع الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقل "أكسيوس" عن مصدر مقرب من هيغسيث، لكنه غير مشارك في صنع القرار، قوله "آمل أن تكون تلك المقالات التي استهدفت بيت تستحق العناء".
وقال "أكسيوس": "لقد وعد الرئيس ترامب منذ فترة طويلة بإقصاء ومعاقبة الأشخاص الذين اعتبرتهم إدارته أعداءً سياسيين أو منتقدين، وتقوم إدارته بذلك بشكل أسرع وأعمق وأوسع مما توقعه كثيرون في واشنطن".
ويرى الديمقراطيون في الكونغرس أن ترامب يتصرف في بعض الأحيان خارج نطاق القانون، ودون مراعاة الخدمات الحكومية التي يعتمد عليها الأمريكيون، والتقاليد الأمريكية التي تنص على أن الرئيس يجب أن يخضع للضوابط والتوازنات والتدقيق والنقد.
وبحسب "أكسيوس" فإن الخطر الكامن في التحرك بهذه السرعة وعلى نطاق واسع هو فقدان المواهب الحيوية والمتمرسة في الأدوار الحكومية الأساسية التي يصعب شغلها، وهو ما يشكل سابقة للرؤساء في أمريكا لإعادة تشكيل الحكومة بسرعة على صورتهم أو قالبهم الأيديولوجي، وتوسيع سلطة الرئاسة.
ولكن مستشاري ترامب ينظرون إلى الأمر بشكل مختلف تماما، بطبيعة الحال فهم يقولون إن الحكومة مليئة بالناشطين المناهضين لترامب والبيروقراطيين الذين يمكن القضاء عليهم بتكلفة ضئيلة، وتظهر عمق واتساع الإجراءات في الأسبوعين الأولين النتائج.
في الأيام الـ12 من ولاية ترامب الثانية ألغى أيضا التصاريح والحماية الأمنية الحكومية للعديد من المسؤولين السابقين، وفي خطوة كان لها تداعيات على مستوى المدن في مختلف أنحاء أمريكا، كما جمد ترامب مؤقتا تريليونات الدولارات من المنح والقروض الفيدرالية، وأمر قاضٍ فيدرالي ثانٍ في رود آيلاند يوم الجمعة الماضي بوقف مؤقت للتنفيذ.
كما عرض ترامب على نحو مليوني موظف فيدرالي فرصة الاستقالة والحصول على رواتبهم حتى 30 سبتمبر/أيلول المقبل بموجب "صفقة الاستقالة المؤجلة".
وقال "أكسيوس": "إن هذه منطقة غير مسبوقة في تاريخ الحكم في واشنطن، ولنتأمل هنا الضربات المبكرة التي وجهت إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي ودوره في التحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، وملاحقة المتورطين فيه".
ولم يكتفِ ترامب باتخاذ الخطوة غير المسبوقة بالعفو عن كل المتورطين تقريبا، بمن في ذلك المجرمون العنيفون، بل إن فريقه يلاحق المتورطين في التحقيق ويطرد العديد منهم، ولم يختر بعض هؤلاء المدعين والمسؤولين القضية، بل تم تكليفهم بها، وقاموا بوظيفتهم، ثم انتقلوا إلى مهام أخرى.
حدد نائب المدعي العام بالإنابة إميل بوف أكثر من ستة من كبار المسؤولين التنفيذيين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين صدرت أوامر لهم بالتقاعد أو الطرد بحلول يوم الإثنين الماضي، حسب ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وطلب بوف أسماء وألقاب موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين عملوا في التحقيقات في أعمال الشغب في الكابيتول، وهي القائمة التي قال القائم بأعمال مدير المكتب إنها قد تضم الآلاف.
وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن "إجبار العملاء والمدعين العامين الذين عملوا على قضايا 6 يناير/كانون الثاني 2021 على الخروج من شأنه أن يرقى إلى مستوى هجوم واسع النطاق على وزارة العدل".
وأعقب ذلك الإعلان الذي صدر، يوم الجمعة الماضي، بشأن مساحة العمل في البنتاغون لمؤسسات الأخبار الكبرى، فلكل إدارة الحق في اختيار من يحصل على المقاعد ومن لا يحصل عليها.
واعتبر "أكسيوس" أن الرسالة الموجهة إلى وسائل الإعلام الرئيسية كانت واضحة لا لبس فيها ولم تكن مخفية، فقد قال البنتاغون إن الدعوات ستوجه إلى صحيفة "نيويورك بوست"، وشبكة "وان أمريكا نيوز"، و"بريتبارت" (المنافذ المؤيدة لترامب)، بالإضافة إلى "هافينغتون بوست" (التي ليس لديها مراسل في البنتاغون ولم تطلب مساحة للتغطية)".