عواء "الذئاب المنفردة".. مخاوف ما بعد مقتل البغدادي
مقتل البغدادي قد يدفع تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة لعقد تحالفات مع جماعات كانت عدوة له في السابق.
لم ينته داعش بمقتل زعيمه، رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب، الأحد، مقتل زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، فكما هو الحال مع معظم الجماعات الإرهابية، فإن التنظيم أكثر بقاء من زعيمه.
الخوف أصبح من عواء "الذئاب المنفردة" المنتمية للتنظيم الإرهابي وأيدلوجيته المتطرفة وخلاياه النائمة التي تسعى للانتقام لمقتل البغدادي بتنفيذ هجمات إرهابية عشوائية.
مقال للكاتب رافاييلو بانتوشي، مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية، في صحيفة "التليجراف" تناول أموراً أساسية يجب مراعاتها عند التفكير في مقتل البغدادي، وماذا يعني اتساع تهديد داعش والإرهاب بشكل أوسع؟
يرى الكاتب أن مصدر القلق الأكثر إلحاحاً هو أنصار البغدادي الذين يعتنقون أيديولوجية التنظيم الإرهابي في جميع أنحاء العالم، فبالنسبة لبعض هؤلاء الأفراد المعزولين قد تكون وفاته بمثابة اللحظة التي ينتظرونها لتنفيذ أعمال إرهابية.
وسيدعي هؤلاء "الذئاب المنفردة" سواء أفراد أو جماعات تبني أيدلوجية داعش أن هذه الهجمات انتقام مخطط لها، على الرغم من أنها ستكون في واقع الأمر استغلالاً لقصور أمني في أحسن الأحوال.
وبالنسبة لداعش، سيكون السؤال الأهم هو هل سيتمكن التنظيم من الحفاظ على تماسكه في غياب زعيمه الذي قاده في أكثر اللحظات؟
ويقول "بانتوشي": "ربما لم يكن البغدادي يمتلك نفس كاريزما أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة السابق)، لكنه كان الشخصية الأهم عندما كان التنظيم في أوج صعوده".
ويرى أن وجود البغدادي حافظ على تماسك التنظيم ولكن في غيابه ستكون هناك شكوك حول قدرة خليفته على الحفاظ على استمرار الجماعة.
وبرز اسم "عبدالله قرداش" المكنى بـ"أبوعمر" الذي تولى منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين" داخل داعش، وأحد المقربين من أبوالعلاء العفري، النائب السابق للبغدادي، كخليفة محتمل لزعيم التنظيم الإرهابي.
وذكر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن القيادي الداعشي المعروف بـ"عبدالله قرداش" هو من سيتولى خلافة أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي.
يرى كاتب المقال أن الخطر سيكون هو التشرذم بين الجماعات الإقليمية الموالية لداعش، التي قد تقرر إعادة تحديد أولوياتها وتقديم اهتماماتها المحلية على جدول أعمال التنظيم عالمياً.
لكن قد ينشأ، بحسب الكاتب، سؤال أكبر بشأن أتباع التنظيم السوريين والعراقيين. فغالبية عناصر داعش من العراقيين الذين استغلوا الصراع في سوريا لتوسيع سيطرتهم، ومع تنامي سيطرتهم في سوريا، انضوى تحت لواء التنظيم الكثير من المتشددين السوريين.
وبمرور الوقت، أدى ذلك إلى ظهور مجموعتين اتحدتا معاً تحت فكرة واحدة هي إقامة "خلافة" بقيادة البغدادي.
مقتل البغدادي يتوقع أن يؤدي إلى صدام بين المجموعتين، مما قد يؤدي بهما إلى الانقسام، حيث يتوقع أن تختلف الفصائل السورية أو العراقية حول المكان الذي يجب أن يتركز الاهتمام عليه، وهذا الانقسام قد يجعل التنظيم أكثر خطورة.
وتشير بعض الأنباء إلى أن الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة كانوا يرقصون لنبأ مقتل البغدادي ويسخرون من تنظيمه، لكن بعض هذه الجماعات قد تستغل هذا الحدث على المستوى الاستراتيجي وتحاول استخدام هذه الفرصة للتقريب بين المجموعتين بطريقة ما.
الصدام بين داعش والقاعدة شهد سقوط الكثير من الضحايا لكن موت زعيم داعش قد يغير الديناميكية بطريقة قد تخلق فرصة لتجديد تحالف أو اتفاق بين الطرفين.
ومهما يكن الأمر، فإن موت البغدادي هو بلا شك انتصار للغرب. قد يكون من المنصف القول إنه لا يعني نهاية داعش، لكنه بالتأكيد ضربة ناجحة ودليل إضافي على أهمية الحفاظ على حرب استنزاف قوية ضد هذه الجماعات.