"التسمم" يعزل غرفة ترامب.. السرير وفرشاة الأسنان خط أحمر
من يعتقد أن ذلك الرجل الذي طالت سهام تصريحاته الداخل والخارج مسكون بهاجس التسمم لدرجة أنه لا يترك أحدا يقترب من سريره أو فرشاة أسنانه؟
دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق يعود لدائرة الأضواء مجددا بترشحه لانتخابات 2024، ويدخل بالتالي مرمى البحث عن غرائب رافقته أو هواجس سكنته خصوصا بفترة توليه المنصب من 2017 إلى 2021.
خط أحمر
قبل سنوات، صدر كتاب بعنوان "نار وغضب" للكاتب الصحفي مايكل وولف، استعرض جوانب من شخصية ترامب اعتبر كثيرون أنها لم تكن أكثر غرابة من تصرفاته المعلنة.
وقال مؤلف الكتاب إن ترامب كان يتوجه، يوميا، إلى غرفة نومه في تمام الساعة السادسة ونصف مساء، وكان يغلق الباب على نفسه بعد أن وضع عليه قفلا جديدا.
وتسبب تصرف ترامب حينها بتغيير قفل الباب في اندلاع خلاف مع الحراس ممن صمموا على الاحتفاظ بحقهم في الولوج إلى الغرفة، كما هو معمول به.
تملك المحيطين بترامب فضول اكتشاف سلوكه الغريب والذي بدأ، بحسب الكتاب، منذ أن وطئت قدماه المقر الرسمي لإقامة الرؤساء الأمريكيين، حيث انزوى داخل غرفة نومه، ليكون بذلك ثاني رئيس أمريكي، بعد جون كنيدي، ينام في غرفة نوم منفصلة عن زوجته.
ولاحقا، وضع ترامب 3 شاشات تلفاز في غرفته، وكان يحرص أن لا يدخل الغرفة أحد في غيابه، وأكثر من ذلك، كان يحظر على العاملين بالمقر الاقتراب من ملاءات سريره، وكان يستبدلها بنفسه.
وليس ذلك فقط، كان أيضا يمنع لمس فرشاة أسنانه، في تصرفات لافتة أرجعها مؤلف الكتاب إلى هاجس كان يسكنه بالتعرض للتسمم.
لم تكن لديه شكوك معينة أو دائرة محددة، لكن جنون العظمة الذي كان يسكنه، منحه شعورا بأن رئيس أقوى دول العالم، وخصوصا رجلا مثله، مستهدف من قبل الجميع، وأن أيسر طريق للتخلص منه هو دس السم له.
ومع الوقت، سرت عدوى الهاجس إلى جميع أغراضه، فمنع لمسها أو تحريكها من مكانها، فكان يفتح غرفته بمفتاح لا يمتلكه أحدا من عائلته أو العاملين بمقر إقامته، ثم يغلق الباب من الداخل، وينزوي في المكان يرتب أغراضه ويتفقدها، دون أن يفارقه ذلك الشعور بإمكانية تعرضه للخديعة رغم كل احتياطاته.
هوس قديم
الكتاب أشار إلى أن تصرفات ترامب تعود إلى هوس قديم يرافقه لسنوات من التعرض لتسمم، ولذلك كان يفضل تناول الطعام في مطاعم شهيرة، لأنه كان يدرك أن لا أحد سيعلم بوجوده فيها، كما أنه يتم تحضير الطعام فيها مسبقاً، ووفق شروط السلامة.
وفي أحيان كثيرة، كان يحضر وجبة "البرغر بالجبنة" إلى غرفة نومه ليأكلها هناك، وكان ذلك يحدث حين تتصاعد في رأسه مؤشرات الخوف من اكتشاف هويته في المطاعم أو كنوع من التمويه الذي يعتقد أنه ضروري لحماية حياة رئيس أمريكا.
وخلف الكاميرات، عاش ترامب حياة رئيس مسكون بالخوف من تسميمه، فكان أن كبل حياته بقيود فجرت خلافات مع محيطه، وأثارت استغرابا كان من البديهي أن يعبر أسوار البيت الأبيض إلى الكتب ومواقع التواصل.