أزمة "سيولة" تدفع شركة النفط الإيرانية لدوامة الاستدانة
تراجع صادرات النفط الخام في إيران، يدفع الشركات الإيرانية لتجميد مشروعات حالية، وإلغاء مشروعات محتملة
بحثا عن السيولة التي قد تنقذ مشروعاتها المجمدة، طرحت شركة النفط الإيرانية، الثلاثاء، سندات بقيمة إجمالية 20 تريليون ريال (468 مليون دولار أمريكي)، بعد تراجع حاد في مواردها المالية بسبب تراجع صادرات النفط الخام.
وأدى التراجع الكبير لصادرات النفط الخام في إيران، لنقص حاد في السيولة، ما دفع الشركات الإيرانية لتجميد مشروعات حالية، وإلغاء مشروعات محتملة، بعد حزمة عقوبات أمريكية طالت النفط وصادراته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وجرى طرح السندات في السوق الموازية للبورصة الإيرانية، بنسبة فائدة لهذه السندات 19%، وبأجل 3 سنوات، وتدفع فوائدها بواقع دفعة واحدة كل 6 أشهر، وفق ما أوردته وكالة فارس الإيرانية للأنباء.
- أزمة الأجور في إيران تتصاعد.. معركة تكسير العظام بين البرلمان والحكومة
- إيران في الإعلام.. أزمة النفط تقود لمزيد من الخسائر والفساد في إيران
ولم تكتف الشركة بطرح السندات اليوم، بل أعلنت على لسان المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية مسعود كرباسيان، عن عزمها طرح عدة أدوات تمويلية في السنة المالية الجديدة التي تبدأ في 21 مارس/آذار المقبل.
وتواجه شركة النفط الإيرانية، صعوبات حادة في توفير السيولة، في أعقاب العقوبات الأمريكية التي طالت العمليات المصرفية والتحويلات النقدية العابرة للحدود، في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي.
كانت "فارس" ذكرت أن الطرح يهدف إلى تمويل مشاريع في مجال النفط والغاز، كما يأتي "لمواجهة المشاكل التي تواجه الشبكة المصرفية في تمويل المشاريع الكبرى بسبب العقوبات الأمريكية والقيود التي تفرضها على تدفق الاستثمارات على إيران".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قالت شركة الخدمات المالية المتخصصة في التحويلات المالية حول العالم "سويفت"، إنها منعت بنوكا إيرانية من الولوج إلى خدماتها، مع دخول العقوبات الأمريكية على طهران، حيز التنفيذ.
و"سويفت"، توفر شبكة تواصل آمنة بين البنوك حول العالم، من خلال نظام عمليات التحويلات المالية بمختلف العملات، وعبرها تمر الغالبية العظمى من الحوالات المالية بين المصارف والبنوك المركزية.
وبحسب تصريحات سابقة لـ "وكالة فارس"، فإن الهدف من إصدار أدوات الدين، هو تطوير مشاريع نفطية وغازية قائمة، بعد تخارج العديد من الشركات من المشاريع والحقول الإيرانية، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018.
ووفق بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، تراجع إنتاج طهران النفطي بأكثر من 1.1 مليون برميل يوميا في يناير/كانون الثاني الماضي، على أساس سنوي، مقارنة بالفترة المقابلة من 2018.
وبلغ إنتاج طهران من النفط الخام في يناير الماضي، نحو 2.74 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ3.85 مليون برميل يوميا في الفترة المقابلة من عام 2018.
وقالت وكالة "فارس" الشهر الماضي، إن البنوك العاملة في السوق الإيراني، غير قادرة في الوقت الحالي على تمويل قروض تطلبها الحكومة، بسبب أزمة شح النقد، وتذبذب أسعار النقد الأجنبي بين السوقين الرسمي والموازي.