هل تحتاج إيران خط سكك حديدية لنقل إرهابها إلى بغداد؟
روحاني يسعى من خلال هذه الخطوة لمد جذور إيران داخل العراق للاستفادة من ثرواته وموقعه الذي يعطيه ثقلا سياسيا وعسكريا كبيرا داخل المنطقة
في مسعى من النظام الإيراني لربط طهران ببغداد بصفة دائمة والسيطرة على ثروات البلد المضطرب أمنيا وسياسيا؛ أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، الإثنين، أنه يتطلع لإقامة مشروع سكك حديدية مع العراق في المستقبل القريب.
ولم يكشف التلفزيون العراقي الذي نقل تصريحات روحاني أي تفاصيل؛ ولكنه زعم أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز التعاون بين البلدين.
وحذر مراقبون من الخطوة الذي يسعى إليها روحاني، مؤكدين أن الهدف منها السيطرة على ثروات العراق والاستفادة من موقعه الذي يعطيه ثقلا سياسيا وعسكريا كبيرا داخل المنطقة إذا نجح في إخضاعه لسلطاته.
وخط السكك الحديدية الجديد من المتوقع أن يمتد ليصل إلى العاصمة العراقية بغداد.
وبحسب مراقبين، فالعراق يمثل البوابة الوحيدة التي تتنفس من خلالها إيران في الحصول على الأموال الصعبة والطاقة، وكل ما تحتاج إليها اقتصاديا رغم فرض الولايات المتحدة عقوبات دولية مشددة عليها.
وبإنشاء خط سكك حديدية سيكون لإيران القدرة على الوصول للعراق والسيطرة عليها بشكل أسرع ويجعلها خاضعة له اقتصاديا وديموجرافيا.
ويلعب النظام الإيراني عبر الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الجناح الخارجي لمليشيات الحرس الثوري الإرهابية، دورا تخريبيا كبيرا على الساحة السياسية العراقية، يتمثل في تعميق الخلافات بين الأطراف السياسية العراقية، وفرض أسماء تابعة لإيران على عادل عبدالمهدي لشغل الوزارات المتبقية، ودفع أموال طائلة لنواب العراق من أجل التصويت لصالح مرشحي طهران.
زيارة روحاني الحالية للعراق والتي تمتد 3 أيام هي الأولى له منذ توليه منصب الرئاسة في إيران عام 2013، تأتي بعد سريان حزمتي عقوبات أمريكية منذ العام الماضي طالتا قطاعات نفطية ومصرفية واسعة النطاق، يبدو أنها تحاول من خلال هذه الزيارة البحث عن موطأ قدم لنفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي داخل بغداد.
روحاني الذي تواجه حكومته ضغوطا داخلية دفعت ظريف مؤخرا إلى الاستقالة اعتراضا على تجاهل وضع وزارته الدبلوماسي لن يجد الكثير من الملفات التي تستحق المراجعة في بغداد، إذ يستأثر جنرالات مليشيا الحرس الثوري، وعلى رأسهم الإرهابي قاسم سليماني بمفاتيح العلاقات العراقية - الإيرانية.
ويرى مراقبون للشأن العراقي أن زيارة روحاني لن تتجاوز إطارها الشكلي، في ظل تغول مليشيا نظام ولاية الفقيه المنخرطة في القتال عسكريا خارج الحدود على عمل الأجهزة الدبلوماسية والسياسية الإيرانية إقليميا، إلى حد دفع أبرز وزراء حكومة طهران إلى الاستقالة بعد تغييبه خلال لقاءات حضرها بشار الأسد رئيس النظام السوري في طهران.