"استخدمها أو اتركها".. أزمة الشوارع تنتقل لمطارات أوروبا
تصاعدت أزمة شركات الطيران منخفض التكلفة، ومطارات أوروبا، بسبب التراخي في تطبيق مبدأ "استخدمها أو اتركها".. فما هو؟
أثار تراخي المطارات الأوربية في تطبيق هذا المبدأ، احتجاج شركات الطيران منخفض التكلفة، التي تحرص على التوسع في المطارات، التي كانت ذات يوم مكدسة.
بداية، قال جوزيف فارادي، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران منخفض التكلفة الأوروبية، "ويز إير"، الخميس، إن القواعد التي تحكم عدد وأزمنة الرحلات الجوية في مطارات أوروبا، يجب ألا تتغير من أجل حماية الشركات القديمة.
وأضاف فارادي، أن الشركة التي لا يمكنها الاستفادة من الجداول الزمنية المخصصة لها عليها تركها لمنافسيها، وذلك حسب رويترز.
مبدأ استخدمها أو اتركها
وسمح التراخي في تطبيق مبدأ "استخدمها أو اتركها"، للشركات القديمة، بالحفاظ على الجداول الزمنية المخصصة لها في المطارات أثناء أزمة كورونا على الرغم من التراجع الحاد في حركة الطيران.
وقال فارادي: "اتركوا قواعد عدد وأزمنة الرحلات الجوية كما كانت قبل الجائحة، والسوق كفيل بحل المسألة".
وأضاف: "لماذا تجري حماية هذه القواعد لصالح الشركات القديمة غير القادرة على الاستفادة منها بسبب قلة كفاءتها؟".
وأوضح، أن هذا يعطل السوق لأن شركات أخرى مثل "ويز إير"، يمكنها الاستفادة منها.
وتقضي قواعد المطارات في الاتحاد الأوروبي بأنه يتعين على شركة الطيران استخدام 80 % على الأقل من الجداول الزمنية المخصصة لها للإبقاء عليها للعام التالي.
وعلق الاتحاد الأوروبي هذه القاعدة مع بدء أزمة "كوفيد-19"، لكنه بدأ في إعادتها جزئيا.
التعافي يستغرق 10 سنوات
وفي يونيو/حزيران الماضي، توقّعت المطارات الأوروبية، أن يستغرق تعافيها المالي من تداعيات أزمة "كوفيد-19" أكثر من 10 سنوات.
وحذر"المجلس الدولي للمطارات في أوروبا"، بأن ذلك سيكون على حساب أمور عدة خصوصا الاستثمارات في مجال مكافحة التغيّر المناخي.
وحسب وكالة فرانس برس، تضرّر قطاع الطيران الأوروبي بشدة جراء الأزمة الصحية وسلسلة القيود المفروضة على التنقل، لا سيّما المطارات التي تراجع إجمالي إيراداتها 60% وتكبّدت خسائر بلغت 12 مليار يورو في عام 2020، وفق المجلس.
وحذّر المجلس الذي يمثّل أكثر من 500 مرفق في 55 بلدا بأن حركة النقل التي ستُستأنف ستكون ضعيفة ومتقلبة، وبأن حركة المسافرين لن تعود إلى المستوى المسجّل في عام 2019 إلا في عام 2025 على أقرب تقدير.
إصلاح تمويل عمليات المطارات
وتوقّعت المنظمة أن تشمل التداعيات مزيدا من المديونية لقطاع اقترض 20 مليار يورو في العام 2020.
وبحسب المجلس:" ستبقى إيرادات المطارات غير كافية للاستجابة إلى الاحتياجات الاستثمارية، وإلى تسديد الديون حتى العام 2032 على الأقل"، وهو ما خلصت إليه إحدى الدراسات.
واعتبر المجلس الدولي للمطارات في أوروبا، أن أعضاءه تلقوا مساعدات أقل في مواجهة الجائحة مقارنة بشركات الطيران.
وشدد على أن هذا الأمر جعل من إصلاح تمويل عمليات المطارات ضرورة ملحّة، خصوصا السقف المحدّد للرسوم التي تسدّدها الشركات لهذه المنشآت.
وشدّدت المنظمة على أن "المطارات لا تطالب بمعاملة تفضيلية بسبب أزمة كوفيد-19، بل بالمساواة لكي تتمكّن من الاستثمار بحذر في بناها التحتية (...) ومن تحقيق أهدافها البيئية".