خبير يحدد لـ"العين الإخبارية" موعد عودة الحياة لما قبل كورونا
أثار لقاحا موديرنا وفايزر للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حالة من التفاؤل بأن العالم بات على موعد مع نهاية قريبة للوباء.
وهذه الحالة التي لا ينكرها الخبراء على من يشعرون بها، لكنهم يؤكدون في الوقت ذاته على أن هذا التفاؤل يجب أن يكون " تفاؤلا حذرا".
وشدد خبير استطلعت "العين الإخبارية" رأيه على أن اللقاح خطوة مهمة، لكنه أشار إلى أن الأهم من توفر اللقاح هو التلقيح، وهذا أمر قد يستغرق بعض الوقت، قد يطول أو يقصر بناء على حدوث تعاون عالمي في توزيع اللقاحات بشكل يضمن تلقيح من 60% إلى 70 % من سكان العالم.
ويقول الدكتور أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر بجامعة أكسفورد، وعضو فريق البحثي الخاص باللقاح، الذي تنتجه شركة إسترازينكا: "ليس معنى نجاح دولة في توفير لقاح أن مواطنيها يمكنهم ممارسة حياتهم بنفس كيفية ما قبل وباء كوفيد 19، إذ يلزم في البداية تلقيح من 60% إلى 70 % من مواطني الدولة، لتكوين ما يعرف بمناعة القطيع، كما يجب أيضا الانتظار فترة من الوقت بعد التلقيح حتى تتكون الأجسام المضادة التي تحمي من الفيروس".
ويضيف لـ "العين الإخبارية": "وإذا تحققت مناعة القطيع على مستوى الدولة، فإنه لكي تحيا تلك الدولة حياة طبيعية مع العالم، وتكون هناك حركة سفر طبيعية ذهابا وإيابا، فيجب أن تتحقق نفس نسبة التلقيح عالميا، وهي تلقيح من 60% إلى 70% من سكان العالم، وهذا لن يتحقق قبل عام 2022 وفق التقديرات المتفائلة".
وبنيت هذه التقديرات المتفائلة على انضمام لقاحات أخرى إلى قائمة اللقاحات المرشحة للاعتماد عالميا بعد لقاحي "موديرنا" و " فايزر"، ومن أبرزها لقاح أكسفورد، والذي من المقرر اعتماده نهاية شهر نوفمبر الجاري بعد نشر نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية خلال أيام، كما يؤكد سالمان.
ويقول: "دورة انتاج اللقاحات تكون مدتها حوالي 6 أشهر، وبالتالي فإن تغطية كل دول العالم خلال عامين يحتاج إلى أكثر من لقاح، والحل الذي يمكن ان يساعد في تسريع عملية توفير اللقاح هو وجود شركات وطنية تأخذ حق التصنيع، بدلا من انتظار الحصول على اللقاح جاهزا من الشركات المنتجة، لأن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا".
وكان الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس، مدير منظمة الصحة العالمية، قد أكد على ضرورة عدم الإفراط في التفاؤل بشأن اللقاحات، وقال في بيان الثلاثاء 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أن اللقاح وحده لن ينهى وباء فيروس كورونا، موضحا أن إعطاء اللقاح في البداية سيكون محدودًا، لذلك سيتم إعطاء الأولوية للعاملين الصحيين، وكبار السن، وغيرهم من السكان المعرضين للخطر.
ويضيف: "نأمل أن يؤدي ذلك إلى تقليل عدد الوفيات، وتمكين النظم الصحية من التأقلم، لكن هذا سيترك للفيروس مساحة كبيرة للانتشار، لذلك يجب أن تستمر المراقبة".
وأوضح أنه سيظل الناس بحاجة إلى الاختبار والعزل والرعاية، وستظل جهات الاتصال بحاجة إلى التتبع والعزل، كما ستظل المجتمعات بحاجة إلى المشاركة، وسيظل الأفراد بحاجة إلى توخي الحذر، مؤكدا أنه لا يزال أمامنا طريق طويل.