اللقاح والملكية الفكرية.. هل تنقذ الدول الغنية حياة الفقراء؟
جددت أمريكا تأكيدها على أن هدف محادثات منظمة التجارة، هو زيادة إنتاج اللقاحات.. فهل تنقذ الدول الغنية حياة الفقراء بقرار استثنائي؟
ودعا رئيس وزراء إيطاليا، واشنطن، ولندن لرفع الحظر على صادرات اللقاحات، حتى يتم الاتفاق على التنازل عن براءات الاختراع، كخطوة بسيطة إضافية لضمان توزيع اللقاحات إلى الدول الفقيرة.
زيادة الإنتاج
وقالت الممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاي، الأربعاء، حسب رويترز، إن هدفها في محادثات منظمة التجارة العالمية حول لقاحات "كوفيد-19" هو رفع حقوق الملكية الفكرية "مؤقتا" كعقبة أمام زيادة إنتاج اللقاحات.
وتزايد الدعم الدولي للاقتراح الأمريكي، الأسبوع الماضي، بوقف العمل ببراءات اختراع لقاحات فيروس كورونا التي توجد حاجة ماسة لها.
وأبلغت تاي لجنة المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أنها تولي اهتماما للمحادثات من أجل إيجاد وسيلة للتأثير إيجابيا على أرواح الناس عن طريق إنهاء جائحة فيروس كورونا، أكثر من اهتمامها بمنع دول أخرى من "سرقة" التكنولوجيا الأمريكية.
وأضافت، أنه توجد سابقة في الماضي رفعت فيها منظمة التجارة العالمية حقوق الملكية الفكرية للقاحات أثناء أزمة "اتش آي في" (الايدز) في أوائل الألفية الثانية.
وأوضحت، أن الرفع المقترح لبراءات لقاحات كوفيد-19 سيكون مؤقتا.
وقالت كاثرين تاي، إنها تدفع نحو رفع حقوق الملكية الفكرية للقاحات كوفيد-19 لأن الولايات المتحدة وشركات صناعة الأدوية لديهما "التزام بالمساعدة في إنقاذ العالم الآن."
وأشادت بعمل الشركات الأمريكية في تطوير سريع وإنتاج آمن للقاحات فعالة، قائلة إنه فيما يتعلق بالملكية الفكرية فإن "الرسالة التي أريد أن أوجهها لهم هي: (يمكنكم أن تكونوا أبطالا هنا)."
وانتقد بضعة أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ تاي عن "إهداء" الابتكارات الأمريكية لمنافسين أجانب بدعم مفاوضات منظمة التجارة العالمية.
وقالت تاي إنها تعتبر محادثات منظمة التجارة معنية بإيجاد وسيلة للتأثير إيجابيا على أرواح الناس بإنهاء جائحة فيروس كورونا، أكثر من أن تكون معنية بمنع دول أخرى من "سرقة" التكنولوجيا الأمريكية.
وأضافت قائلة "ما نحاول إنجازه هو إنقاذ الأرواح"، مضيفة أن إنهاء الجائحة خطوة أولى ضرورية في أي سياسة للتجارة من الآن فصاعدا.
وجاء الاقتراح الأمريكي، في وقت سجلت فيه الهند عددا قياسيا من الوفيات والإصابات جراء الموجة الوبائية التي تجتاحها.
رفع حظر على صادرات اللقاحات
وحث رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الأربعاء، الولايات المتحدة وبريطانيا على رفع حظر على تصدير لقاحات "كوفيد-19".
وأبلغ دراجي مجلس النواب الإيطالي، أنه يشارك الرئيس الأمريكي جو بادين دعوته للتنازل عن براءات الاختراع لقاحات فيروس كورونا، مضيفا أن تعليقا مؤقتا لن يعوق على الأرجح الأبحاث الصيدلية.
وقال إن الوضع معقد لكن يمكن اتخاذ خطوات بسيطة إضافية لضمان توزيع اللقاحات إلى الدول الفقيرة قبل أن يمكن الاتفاق على أي تنازل عن البراءات.
وأضاف قائلا "بادئ ذي بدء ينبغي لنا أن نزيل العائق الكبير أمام الصادرات الذي تحافظ عليه دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا".
الاقتراح الأمريكي
وتواجه الدول الغنية اتهامات بتكديس الجرعات، بينما تكافح الدول الفقيرة لإطلاق برامج التطعيم وتطويرها، ففي حين يتفشى الفيروس في كلّ الدول النامية تعمل أوروبا والولايات المتحدة على تخفيف القيود الصحيّة.
والأسبوع الماضي، وتحت الضغط الشديد لتخفيف حماية حقوق الملكية، قالت ممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاي، إن واشنطن "تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19".
وأشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بما وصفه بأنه "قرار تاريخي" للولايات المتحدة.
كما أشاد الاتحاد الأفريقي بالموقف الذي وصفه بأنه "تعبير ملحوظ عن الريادة".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تردد في التنازل عن براءات الاختراع، إن بروكسل مستعدة لمناقشة الاقتراح، وهو موقف رددته ألمانيا.
وأظهرت عواصم أخرى حماسة للفكرة بينها باريس وروما وفيينا إلى جانب 60 دولة أخرى، وذلك من أجل السماح لمزيد من الدول بإنتاج اللقاحات وتسريع برامج التطعيم في الدول النامية.
ولا يزال المقترح الذي طرحته في الأصل جنوب أفريقيا والهند في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قيد الدراسة من جانب منظمة التجارة العالمية. وتشير تقارير إخبارية إلى أن أكثر من 100 دولة من أصل 164 دولة عضوة في المنظمة تؤيد المقترح، وقد يؤدي إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تأييد المقترح إلى تسريع عملية إنتاج وتوزيع اللقاحات عالميا، لكن قواعد منظمة التجارة العالمية الجديدة تتطلب إجماعا من جميع الأعضاء على ذلك.
وأشادت منظمة الصحة العالمية بالإعلان الأمريكي باعتباره "لحظة عظيمة" في المعركة ضد الجائحة، ودعا المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس الحكومات للعمل معا لضمان قدرة البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل للحصول على اللقاحات.
معارضة الشركات
ولقي الاقتراح معارضة من منظمة تمثّل شركات أدوية كبرى، ووصفت الموقف الأمريكي بأنه "مخيب للآمال"، محذّرة من أن الأمر قد يعيق الابتكار.
وبعد إعلان الولايات المتحدة، تراجعت أسهم شركات تصنيع اللقاحات المدرجة في آسيا.
ويقول مؤيدو الاقتراح إن تخفيف قيود براءات الاختراع سيحفّز إنتاج لقاحات منخفضة التكلفة، ما يساعد البلدان الفقيرة التي تكافح من أجل تحصين شعوبها.
ويجادل المعارضون أن الخطوة ستضر بحقوق الملكية الفكرية وتضعف حافز الربح، وتؤثر في النهاية على البحث والابتكار في مجال الأدوية.
وقالت شركتا بوينتك الألمانية، وفايزر الأمريكية، إن حماية براءات الاختراع لا تعيق إنتاج أو إمداد لقاحات كوفيد، وإلغاؤها لن يؤدي إلى زيادة عدد الجرعات على المديين القصير والمتوسط.
كما قالت شركتا نوفافاكس وفايزر إن السماح لمزيد من الشركات بإنتاج اللقاحات سيؤدي إلى نقص في المواد الخام، ويجعل المصنعين الحاليين غير قادرين على الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية.
وتعارض ألمانيا - موطن شركة بيونتك التي زودت فايزر بتكنولوجيا لقاحها المضاد لـ "كوفيد-19" - المقترح، وهو ما يحد من احتمالات الاتفاق على موقف أوروبي موحد تجاهه.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز