فالنتين موينزيل.. من شغف الابتكار إلى ريادة تخزين الطاقة في Relectrify

ما الذي يتطلبه تحويل فكرة رائعة إلى شركة تُحدث نقلة نوعية في مجال تخزين الطاقة عالميًا؟
هذا ما يمكن أن نكتشفه عند التعرّف على حياة الدكتور فالنتين (فال) موينزيل، الذي بدأ من طالب هندسة موهوب في ألمانيا إلى مؤسس شركة ريلكتريفاي ومبتكر في مجال التكنولوجيا النظيفة.
قصته تتجاوز مجرد ابتكار تقنية ذكية لإدارة البطاريات، بل تتعداها إلى رؤية ثاقبة، ومرونةً، ونهج عملي يُشكّل مستقبل الطاقة المتجددة.
بداياته من التعليم إلى ريادة الأعمال
وحتى منذ مراهقته، بدا مستقبل فالنتين موينزيل واعدًا، بعد أن أنهى دراسته ضمن أفضل 2% من طلاب مدرسة يوهانس كيبلر الثانوية في رويتلنجن، كرّس دراسته للرياضيات والفيزياء والكيمياء لأجل مستقبل واعد، حيث علم أنه سيحتاج إلى كل هذه الأسس لما سيأتي لاحقًا.
وبعد انتقاله إلى جامعة ساوثهامبتون، حصل فال على درجة الشرف الأولى في الهندسة الكهروميكانيكية، وفي أطروحته الجامعية، صمم دراجة كهربائية تعمل ببطارية هجينة ومكثف فائق، وهو مشروع عملي أظهر شغفه المبكر بتوسيع آفاق تخزين الطاقة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تخرج بامتياز في تقنيات الطاقة المستدامة من الجامعة نفسها، وفي أطروحته للماجستير، ابتكر إجراءات اختبار كهربائية لنظام بطاريات سيارة BMW i3 الكهربائية.
وبحلول الوقت الذي انتقل فيه إلى جامعة ملبورن للحصول على درجة الدكتوراه، كان تركيزه قد تقلص إلى أنظمة إدارة بطاريات الليثيوم أيون المتقدمة.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الأنظمة سوف تصبح العمود الفقري لحلول الطاقة المتجددة الفعالة والمستدامة.
إطلاق Relectrify.. رحلة المؤسس
ومتسلّحًا بشهادة دكتوراه ومجموعة من مهارات الهندسة الكهربائية، أطلق فال وزملاؤه المؤسسون شركة Relectrify عام ٢٠١٥.
وكانت مهمتهم بسيطة وطموحة في آنٍ واحد، وهي هندسة تقنية بطاريات متقدمة تُسرّع من اعتماد الطاقة المتجددة حول العالم.
وأكسبته أبحاثه المبكرة، التي شاركت في تمويلها شركة Better Place الرائدة في مجال السيارات الكهربائية، أساسًا متينًا في هذا المجال.
كما اكتسب خبرة قيّمة من خلال عمله في مؤسسات رائدة مثل IBM Research، ومجموعة BMW، وCSIRO.
وسمح هذا المزيج النادر من الخبرة الأكاديمية والخبرة في المجال لمؤسس Relectrify بجذب شركاء رئيسيين، بما في ذلك Toyota Ventures ونيسان 4R Energy، للانضمام إلى مسيرة Relectrify.
وتقنية بطاريات Relectrify قائمة على التحكم في البطاريات على مستوى الخلية، كل خلية بشكل منفرد.
وتتمثل جوهر ابتكارات Relectrify في إدارة البطاريات من الجيل التالي، فبدلًا من التعامل مع مجموعات البطاريات كوحدات فردية، طوّر فال وفريقه تقنية تراقب وتتحكم في كل خلية تقريبًا بشكل مستقل.
ويُعدّ التحكم على مستوى الخلية جزءًا أساسيًا من ميزة "تقنية بطاريات ريلكتريفاي".
وما أهمية هذا؟، أنظمة البطاريات التقليدية محدودة بـ"الحلقة الأضعف" - إذ يُمكن لخلية واحدة معيبة أن تُضعف أداء حزمة كاملة.
ولكن تتجاوز تقنية بطاريات ريلكتريفاي الخلايا المعطلة، مما يُطيل عمر البطارية الافتراضي بنسبة تصل إلى 30%، ويُعزز السلامة للبطاريات بشكل كبير.
وأدى ذلك إلى ابتكار منتجات مميزة مثل AC1، وهو نظام بطاريات معياري، حيث يُمكن لنظام AC1 توليد طاقة تيار كهربائي متردد متوافقة مباشرةً من الخلايا الصالحة للعمل.
كما يُقلل من تكاليف النظام والتركيب، ويُسخّر التحسين الفوري باستخدام خوارزميات التعلم الآلي والتكيف مع تفادي الخلايا المعطلة في البطارية.
الرؤية والأثر.. طاقة أكثر، نفايات أقل
ولا يقتصر طموح شركة ريليكتريفاي على الجانب التقني فحسب، بل يتعداه إلى طموح عالمي ومجتمعي.
حيث تسعى الشركة إلى أن تصبح "نظام التشغيل" لأفضل حلول تخزين طاقة البطاريات في العالم، مما يجعل الطاقة النظيفة في متناول الجميع وبأسعار معقولة.
ويتجاوز نظام AC1 الرائد، المدعوم بالتحسين التكيفي، والتحكم المستقل بالخلايا، وسهولة التوصيل والتشغيل، حدود الأداء قصير المدى.
حيث يحافظ هذا التصميم على توفير طاقة أكثر بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% طوال عمره الافتراضي، ويحافظ على سعة أكبر بنسبة 40% بعد عقدين من الاستخدام اليومي للبطاريات.
هذا يعني انخفاض تكاليف المشاريع للمستخدمين التجاريين، وانخفاض الإنفاق طويل الأجل على المرافق، ومستقبل أكثر خضرة للجميع.
ويساهم النظام في تحويل بطاريات السيارات الكهربائية القديمة إلى حلول جديدة.
ومن أبرز ابتكارات ريليكتريفاي في هذا الشأن، التركيز على الاستفادة من البطاريات المستخدمة بمنحها عمر افتراضي ثاني.
وذلك من خلال إعادة استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة، حيث تمنح ريليكتريفاي هذه البطاريات حياة جديدة مربحة تُغذي المنازل والشركات.
ويمكن حتى دمج هذه البطاريات مع الألواح الشمسية لتزويد الشبكة بالطاقة، وكان نظام تخزين الطاقة ReVolve الخاص بهم، والمُصمم باستخدام بطاريات نيسان ليف المُعاد تدويرها، أول نظام تجاري يمد البطارية بعمر ثاني، مُزود بتحكم على مستوى الخلية يحصل على شهادة IEC العالمية.
والنتيجة هي إعادة استخدام المزيد من البطاريات، وتقليل النفايات البيئية، وخطوة حقيقية نحو الاقتصاد الدائري بقطاع الطاقة الخضراء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز