عيد الحب في اليمن.. "الأحمر" يمحو ذاكرة الحرب بعدن
توشحت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الاثنين، باللون الأحمر الذي غزا شوارعها ومحالها التجارية، وحتى ملابس بعض سكانها ابتهاجًا بعيد الحب.
هذا الحب الذي تتوق إليه أفئدة أبناء اليمن قاطبة، في ظل زمن الحرب الذي فرضته مليشيات الحوثي الإرهابية على اليمنيين، هو ما يحاولون التشبث بما تبقى منه.
وتجلى هذا التشبث في حياة أبناء مدينة عدن، وبالتأكيد بقية مدن اليمن، التي هجرها الحب بسبب الحرب، إلا أن ذكرى الـ 14 من فبراير/شباط أعادت ذكراه من جديد إلى حياة الناس لمحو ذاكرة الحرب الحوثية.
وفي يومٍ كهذا، لا بد أن تكتسي مدينة المحبة والسلام مثل عدن، بكل ما له علاقة رمزية بالحب، فكانت تفاصيل الحياة هناك تغرق بالاحمرار منذ الصباح الباكر.
حب رغم قسوة الحياة
"العين الإخبارية" نزلت صباح عيد الحب إلى مدينة عدن، واستطلعت آراء اليمنيين، وكيف يعيشون هذه المناسبة، رغم الظروف التي يكابدونها.
وتقول الأربعينية، أم شادي، إن الحب الذي يتمسك به اليمنيون رغم الحرب، حبٌ قاسٍ، إلا أنه يحافظ لهم على شيء من الحياة التي تكدرت بسبب حروب الحوثيين.
وتضيف لـ"العين الإخبارية" أن ما يميز أهالي عدن أنهم يعيشون اللحظة ولا يقفون مليًا أمام المشكلات والصعاب التي تضرروا منها كثيرًا، مشيرةً إلى أن مشاكل الحرب كثيرة، كارتفاع الأسعار وضعف العملة المحلية، وانقطاع الخدمات، إلا أنك ترى الناس يقبلون على الحياة وعلى الحب ويزدحمون في الأسواق.
وأكدت أنها برفقة بناتها تنزل الأسواق في هذا الوقت من كل عام، لتوفير حاجيات الزينة والجلسات العائلية الجماعية في المنزل للاحتفاء بعيد الحب، وسط جمع من الأهل والأقارب والجيران، فالحب معناه واسع، ويشمل حب الأبناء والآباء والعائلة وكل من نعرفه وتربطنا به علاقة جيدة.
الأحمر في كل مكان
صدى الأسواق والشوارع العامة، والألوان الحمراء، تردد حتى في الكليات والمدارس و"كافيهات" مدينة عدن، التي صُبغت هي الأخرى بألوان الحب.
ويؤكد مصطفى منير الشعيبي، الطالب في كلية الآداب بجامعة عدن، أن الحياة في الكلية هي الأخرى تلونت بالأحمر، وحرص الطلبة والطالبات على ارتداء كل ما له علاقة بعيد الحب.
وأشار إلى أن هناك قاعات في كليات مختلفة تلونت بألوان الحب، بالإضافة إلى المقاهي و"الكافيهات" الشبابية المحيطة بالكلية تستقبل الشباب بشكل احتفالي، بل إن عددا من الأصدقاء من الفتيان والفتيات أقمن احتفالات منفصلة في تلك الأماكن، التي أيضا توفر أكلات ومشروبات تلائم هذه المناسبة.
الحب بأي ثمن
الألوان الحمراء التي تلونت بها عدن، وكثير من مدن اليمن المحررة، لم يكن الحصول عليها سهلا، فهي باهضة الثمن، وتحتاج ميزانية ضخمة، لاقتناء الدببة الحمراء والورود مثلا، أو القلوب المعبرة عن المناسبة.
ويتحدث غير واحد من أصحاب المحال التجارية التي تبيع مثل هذه المستلزمات، مشيرين إلى ارتفاع الأسعار نتيجة ظروف الحرب القاسية، وتدهور سعر العملة المحلية.
وأكدوا أن اليمنيين وأهالي عدن بالتحديد يقدمون الحب ويمارسون حياتهم بكل تفاصيلها وبهجتها بأي ثمن، وعلى حساب ارتفاع الأسعار، غير آبهين بكل تلك التكاليف، ما داموا أنهم يعيشون الحب في زمن الحرب.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg
جزيرة ام اند امز