"عيد الحب" يغلق جسرا في السودان.. وقرار أمني استثنائي
أغلقت السلطات السودانية جسراً رئيسياً بالخرطوم، الإثنين، وحددت الميادين العامة كنقاط للتجمع السلمي وستتولى الأجهزة النظامية تأمينها.
يأتي ذلك إثر دعوات أطلقتها لجان المقاومة للخروج في مسيرات احتجاجية يوم الإثنين تتجه إلى القصر الرئاسي للمطالبة بالحكم المدني، في ما سمته "مليونية عيد الحب".
قال شهود عيان لـ"العين الإخبارية" إن منطقة وسط الخرطوم شهدت هدوءا فجر الإثنين، بينما انتشرت سيارات معدودة من الشرطة بالشوارع القريبة من القصر الجمهوري.
وأشار الشهود إلى إغلاق جسر الملك نمر الذي يربط مدينتي الخرطوم وبحري، ويمر على بعد أمتار من القصر الجمهوري المطل على النيل الأزرق.
وكان تجمع المهنيين السودانيين دعا، في بيان، العاملات والعاملين بأجر وكافة القطاعات المهنية والنقابية وجماهير الشعب المقاوم إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في مليونية الاثنين.
وعلى ضوء هذه الدعوات، أعلنت لجنة تنسيق شؤون الأمن بولاية الخرطوم أن حرية التعبير حق مكفول بموجب الوثيقة الدستورية الانتقالية.
لجنة الأمن قالت إن "حركة السير ستكون يوم غد الاثنين كالمعتاد والجسور ستترك مفتوحة ولن يتم قطع الاتصالات"، مشددة أنها ستقوم بواجباتها نحو تأمين المواكب والتجمعات لتمكينها من توصيل رسالتها.
وحثت اللجنة المواطنين بأن يكون تجمع المواكب بالميادين العامة بالمحليات بالتنسيق مع لجان أمنها والابتعاد عن المستشفيات والمؤسسات التعليمية.
وقالت إن منطقة وسط الخرطوم (من السكة حديد جنوبا حتي القيادة العامة شرقا وحتي شارع النيل شمالاً) غير مسموح بالتجمعات فيها حيث تضم القصر الرئاسي ومؤسسات سيادية هامة.
وفي 25 أكتوبر الماضي، أصدر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قرارات وصفها بالتصحيحية لمسار الثورة، قضت بإقالة الحكومة وفرض حالة الطوارئ، ما أدى للإطاحة بشريك الانتقال تحالف الحرية والتغيير.
ومنذ ذلك الحين تعيش البلاد في حالة اضطراب سياسي وتوترات كبيرة، نتيجة استمرار الاحتجاجات الشعبية الرافضة لهذه الإجراءات والمناداة بالحكم المدني.
وسقط خلال حركة الاحتجاجات التي أعقبت قرارات الجيش 79 قتيلا من المتظاهرين، وفق لجنة أطباء السودان المركزية، وهي واجهة نقابية، ولا توجد إحصائية رسمية بضحايا المظاهرات.
وتقود الأمم المتحدة عبر بعثتها في الخرطوم جهودا لحل الأزمة السياسية في البلاد من خلال المشاورات مع الأطراف الفاعلة في المشهد، ولكن لم تعلن عن أي تقدم حتى اللحظة، رغم مضي نحو شهر على انطلاق العملية التشاورية.