عيد الحب في تونس.. الأحمر يكسو الشوارع وانتعاشة لأسواق الورود
طغى اللون الأحمر على الشوارع والمحلات في تونس، احتفالا بعيد الحب، وانتعشت تجارة الورود والشوكولاتة وبطاقات المعايدة.
وفي عيد الحب يحرص التونسيون على اقتناء الهدايا التذكارية، إضافة إلى حجز أماكن للسهر.
عندما تجوب شوارع تونس ترى تخفيضات كبيرة تصل إلى 50% في محلات العطور تجذب المحتفلين بالعيد.
وتحوّل عيد الحب إلى ظاهرة اقتصادية مهمة، لا سيما بيع الورد الذي يشهد انتعاشاً كبيراً إذ تُباع عشرات الآلاف من الورود.
حمادي الشاربي، صاحب محل ورود في وسط تونس العاصمة، قال إن قيمة مبيعات الورد في يوم عيد الحب تفوق أحياناً قيمة مبيعات السنة بأكملها لذلك يستعد جيداً بتوفير كميات وأنواع مختلفة منها.
وأضاف الشاربي لـ"العين الإخبارية" أن الأسعار ترتفع أيضاً في هذا اليوم لأنه ليس من السهل توفير الآلاف من الورود في يوم واحد.
وفسّر أستاذ علم الاجتماع التونسي علي الخماسي، إقبال التونسيين على الاحتفال بعيد الحب رغم أنه تقليد أوروبي، قائلاً: "اقتناء هدايا للاحتفال بعيد الحب أصبح عادة تندرج في زمن العولمة الذي يوحّد العالم من خلال الاحتفال بنفس الأعياد".
وتابع: "المجتمع التونسي من أكثر المجتمعات العربية تفاعلاً مع العولمة لأسباب تاريخية وجغرافية".
وتفاعل مشاهير تونس على مواقع التواصل الاجتماعي مع الاحتفال بعيد الحب، حيث كتب الإعلامي التونسي سمير الوافي على "فيسبوك": "هنيئا للعشاق في عيد الحب.. الحب ليس عيباً ولا شبهة.. عيشوا حبكم واصنعوا منه عيداً دائماً.. فقصص الحب هي الشموع التي تضيء ظلام هذا الكون المليء بالشر والحقد والكره.. ومن يقول لكم إن الحب إشاعة ووهم ليس سوى فاشل أو محبط أو بلا شعور".
وقال: "الحب قدر لا يستأذن أحداً حين يأتي.. إنه مثل الموت في مباغتته وفجئيته وسطوته وجبروته.. لا تقرره ولا تختاره ولا تحدد موعده.. وإذا جاء يصبح حياة داخل حياتك.. عيشوا حبكم واحتفلوا به وتجاهلوا النكديين والمحبطين والفاشلين".
وكتبت الإعلامية التونسية ألفة الساحلي على "فيسبوك": "الحب: تجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة".
وسبق أن أعلن مفتي تونس، عثمان بطيّخ، أن عيد الحب ليس حراماً وأن الاحتفال به جائز شرط "عدم الخروج عن الأخلاق" حسب تعبيره، مستنكرا رأي بعض الدعاة والمتشددين ممن يعتبرون هذه المناسبة "تقليدا للغرب"، داعياً بهذه المناسبة إلى نشر المحبة بين الناس.
وقال بطيخ: "عيد الحب ليس حراماً، كما أن كل ما يقرّب الناس ويجمعهم هو أمر جيد ومطلوب"، مشيرا إلى أنه “ليس هنالك أيّ مانع بخصوص الاحتفال بعيد الحب، شرط عدم الخروج عن الأخلاق، فكل ما فيه مصلحة للناس لا إشكال فيه”.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg جزيرة ام اند امز