قصة صفقة.. فان بيرسي يحطم قلوب المدفعجية
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علماً بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم.
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما بأن سوق التعاقدات، أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، إحدى الصفقات المثيرة التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن المهاجم الهولندي روبين فان بيرسي وانتقاله المفاجئ من أرسنال إلى مانشستر يونايتد.
مقدمات الرحيل
منذ انتقاله إلى أرسنال في 17 مايو/أيار 2004 قادما من فينوورد الهولندي مقابل 2.75 مليون جنيه إسترليني، نجح فان بيرسي في احتلال مكانة، خاصة بين قلوب أنصار النادي اللندني، من خلال مجهوده الرائع وأهدافه الحاسمة.
ظل فان بيرسي منذ 2004 إلى قبل بداية موسم 2011-2012، اللاعب الملهم وأصبح النجم الأول للفريق، بعد رحيل عدة نجوم على غرار الفرنسي تييري هنري صوب برشلونة الإسباني في صيف 2007، ثم سيسك فابريجاس إلى النادي الكتالوني أيضا، بصيف 2011، وهو ما سمح له بحمل شارة قيادة "المدفعجية".
ومع بدء موسم 2011-2012، بدأت الشائعات، تحوم حول مستقبل فان بيرسي، خاصة وأن عقده مع الفريق سينتهي في صيف 2013، ولا توجد أي مؤشرات على احتمالية تجديده، قبل نهاية ذلك الموسم.
وبعد شد وجذب بين اللاعب الهولندي والإدارة اللندنية، خرج فان بيرسي في 4 يوليو/تموز 2012، وأعلن عدم وجود نية لديه لتجديد عقده مع النادي، وهو ما جعل كبار أندية أوروبا يبحثون ضمه على غرار مانشستر سيتي ويوفنتوس الإيطالي، مستغلين عدم ممانعة أرسنال، بيع اللاعب، لتحقيق استفادة مالية، مع قرب نهاية عقده.
تحطيم قلوب المدفعجية
في ذلك الوقت، استقر السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري، على ضرورة رحيل مهاجمه الأساسي بذلك الوقت، البلغاري ديميتار برباتوف، ومن ثم وجب ضرورة البحث عن لاعب بذات القدرات بل وأفضل منه.
وحين علم فيرجسون، أن مهاجم بقيمة فان بيرسي، متاح في سوق الانتقالات، بدأ يسأل نفسه، عن سبب قرار لاعب مثله بالرحيل عن أرسنال، وما إذا كان ذلك لأسباب مالية أو طموحات تتعلق بالتتويج بالألقاب الكبرى، خاصة وأنه مع "المدفعجية" لم يفز سوى ببطولتي كأس محليتين.
فيرجسون، قرر خوض المغامرة وجعل مانشستر يونايتد يدخل بشكل مفاجئ على خط الأندية الراغبة في ضم فان بيرسي، معتمدا على سلاح التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو حلم اللاعب الذي لم يتحقق مع أرسنال، وذلك كونه يعلم أن الاعتماد على العنصر المالي لن يكون بالأمر الكبير، خاصة وأن يوفنتوس ومانشستر سيتي يمتلكان قدرات مالية كبيرة.
وبعد جولات من المفاوضات، استطاع فيرجي إقناع فان بيرسي بالقدوم لقلعة الشياطين الحمر، ليبدأ يونايتد التفاوض المباشر مع أرسنال، وينجح في التوصل لاتفاق في 15 أغسطس/آب 2012، على ضم الروبن هود مقابل 24 مليون جنيه إسترليني.
وفي 17 أغسطس، حدثت المفاجئة التي حطمت قلوب جماهير أرسنال، ووقع فان بيرسي على عقود انتقاله إلى مانشستر يونايتد، والتقط الصور التذكارية مع قميص الفريق بجوار فيرجسون، وهي مشاهد ظلت عالقة في أذهان عشاق النادي اللندني، وجعلتهم يفتحون النار على اللاعب ويتهمونه بالخيانة.
اتهام اللاعب بالخيانة، جاء كونه اختار الانتقال إلى مانشستر يونايتد، الذي كان المنافس الأول لأرسنال على الألقاب المحلية في تسعينيات القرن الماضي وأول 10 سنوات من الألفية الحالية.
انتهت رحلة الروبن هود، مع أرسنال، بعد أن لعب له 278 مباراة بكل المسابقات، سجل خلاها 132 هدفا، وساهم في حصده لقبي كأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية، فضلا عن الوصول معه لنهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره الفريق ضد برشلونة الإسباني 1-2، وذلك بنسخة البطولة عام 2006.
وبدأت رحلة فان بيرسي مع يونايتد، وحقق حلمه بالفوز بالدوري الإنجليزي في أول مواسمه مع الفريق، وهو الموسم الأخير لفيرجسون، الذي قرر اعتزال التدريب نهائيا، لينتهي شهر العسل سريعا في النادي، إذ شهد تراجع مخيف على مستوى المنافسة على الألقاب.
وبعد 3 مواسم في يونايتد، قرر فان بيرسي الرحيل في صيف 2015 صوب فنربخشه التركي، بعد أن لعب للشياطين الحمر 105 مباريات سجل خلالها 58 هدفا، وحصد معهم لقبي البريمييرليج والدرع الخيرية.
حاول فان بيرسي بعد اعتزاله اللعب نهائيا، تبرير قراره بالانتقال إلى يونايتد، حيث قال: "تعرضت لانتقادات عنيفة من جماهير أرسنال، بعد رحيلي عن النادي، ولكن للأسف الحقيقة لم تذكر حينها".
وأضاف: "الحقيقة هي أنني رحلت بعد قرار النادي بعدم تقديم عرض جديد لي، بل سأكون متحديا، وسأوافق على دفع مليون جنيه إسترليني، إن خرج أي مسؤول في أرسنال بذلك الوقت، وأكد تقديمهم لي عقدا جديدا".
وأردف: "خلال موسمي الأخير في أرسنال، حدثت مناقشات بيني وبين الإدارة، وقد وجدت الفريق يسير في طريق لن يمكنه من المنافسة على الألقاب، ولذلك قدمت 7 نصائح لهم، حتى يستطيع مقارعة الكبار، ولكن للأسف لم تسير الأمور بالشكل الصحيح، وأصبح هناك اختلافات واضحة".
وأتم: "رفضت الإدارة مقترحاتي لتحسين وضعية الفريق، ويبدو أن ذلك دفعهم لعدم تقديم عرض جديد لي، وكانت هذه رسالة واضحة بأنه يتوجب علي البحث عن تحدٍ جديد، وبالفعل انتقلت إلى مانشستر يونايتد، وهو قرار سعيد به لغاية الآن، خاصة وأنني فزت مع الفريق بلقب البريمييرليج".