"بايدن" يقدم غصن الزيتون إلى "مادورو".. "نفط فنزويلا" كلمة السر
في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ضغطت الولايات المتحدة بشدة لتغيير النظام في فنزويلا، ردا على ما سمته واشنطن الحملة القمعية على الديمقراطية التي شنها الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ما هي قصة الخلاف بين أمريكا وفنزويلا؟
في عام 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع النفط الحيوي لاقتصاد فنزويلا.
إلى جانب أكثر من 50 دولة، اعترفت الولايات المتحدة بزعيم المعارضة خوان جوايدو كرئيس فنزويلا الشرعي، وشجعت الجيش الفنزويلي على إسقاط مادورو.
لكن أيا من هذا لم ينجح، حيث يواصل الجيش دعم مادورو، الذي أبقى اقتصاد فنزويلا بالكاد واقفا على قدميه من خلال بيع النفط إلى الصين وحلفاء آخرين.
يتضاءل دعم جوايدو، الذي لا يتمتع بأي سلطة حقيقية، مع عودة المزيد من الدول للانخراط مع مادورو، الآن، تدفع الحرب الروسية في أوكرانيا والحظر المفروض على واردات النفط الروسية الولايات المتحدة إلى البحث عن مصادر جديدة للطاقة.
وبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن في مد "غصن الزيتون" إلى الرئيس مادورو، والسبب واضح هو نفط فنزويلا.
ما هي الآلية التي تواصلت بها واشنطن مع مادورو؟
أرسلت إدارة بايدن وفودا إلى كاراكاس، حيث تفاوض الجانبان على تبادل الأسرى وإطلاق سراح 7 أمريكيين، من بينهم 5 مديرين تنفيذيين نفطيين. كما ناقشا تخفيف العقوبات الأمريكية، وهي خطوة قد تساعد شركة شيفرون الأمريكية في توسيع عملياتها النفطية في فنزويلا.
ولكن قبل أن يحدث ذلك، تريد الولايات المتحدة أن يعود نظام مادورو إلى المفاوضات المتوقفة في المكسيك مع المعارضة السياسية في فنزويلا، حيث يطالب قادتها بإصلاحات ديمقراطية من شأنها أن تفتح الباب أمام انتخابات رئاسية فنزويلية حرة ونزيهة في عام 2024.
ما فائدة هذا الاتفاق لنظام مادورو؟
سيساعد تخفيف العقوبات على فنزويلا على إعادة بناء صناعتها النفطية والسماح لخامها بالبدء في التدفق إلى الأسواق العالمية مرة أخرى، بما في ذلك إلى الولايات المتحدة، التي اعتادت أن تكون المشتري الأول لفنزويلا.
فنزويلا هي موطن لأكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم وتستخدم لإنتاج ما يقرب من 3 ملايين برميل من النفط يوميا، وانخفض هذا الرقم إلى 534 ألفًا فقط في أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لرويترز.
سيساعد انطلاق قطاع النفط في إنعاش الاقتصاد الفنزويلي المحتضر والذي تقلص بنحو الثلثين بين عامي 2014 و2020، وفقا لـ"NPR".
ماذا تستفيد الولايات المتحدة من وراء هذا الاتفاق؟
يمكن أن تقنع واشنطن مادورو بالعودة إلى المفاوضات مع المعارضة السياسية بهدف إجراء انتخابات حرة وانتقال ديمقراطي.
إذا حدث ذلك، فالرفع التدريجي للعقوبات قد يضع المزيد من النفط الفنزويلي في السوق العالمية، وهو هدف رئيسي وسط صدمة الطاقة التي سببتها أزمة شرق أوروبا.
يمكن أن يساعد تخفيف العقوبات في تحسين اقتصاد فنزويلا وتقليل تدفق المهاجرين الفنزويليين إلى الخارج، فتحت حكم مادورو، فر أكثر من 7 ملايين شخص من فنزويلا وتوجه العديد منهم إلى الولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA= جزيرة ام اند امز