الصراع يحتدم.. فنزويلا بين جنود موسكو ومساعدات واشنطن
الفصل الجديد من الصراع بين موسكو وواشنطن، يشتعل بعد اعتراض أمريكا على الوجود العسكري الروسي الذي وصفته بالتسبب في "مفاقمة التوتر".
دخلت الأزمة الفنزويلية في فصل جديد من المواجهة بين القوى الإقليمية "واشنطن وموسكو"، على خلفية الصراع الدائر حول الحصول على السلطة في البلد النفطي الذي يعاني اقتصاده من تدهور حاد.
الفصل الجديد من الصراع بين موسكو وواشنطن اشتعل بعد اعتراض أمريكا على الوجود العسكري الروسي الذي وصفته بالتسبب في "مفاقمة التوتر".
الوجود الروسي
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، أن قرار موسكو إرسال خبراء عسكريين إلى كراكاس يراعي القانون الفنزويلي، بعد أن قامت طائرات عسكرية روسية بإنزال جنود ومعدات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في بيان إن موسكو "تطور تعاونها مع فنزويلا وفقا لتطبيق دقيق لدستور هذا البلد مع الاحترام الكامل لقوانينه".
وأضافت أن "وجود اختصاصيين روس على الأراضي الفنزويلية يخضع لاتفاق بين الحكومتين الروسية والفنزويلية حول التعاون العسكري والتقني تم توقيعه في مايو/أيار 2001".
والإثنين، هبطت طائرتا شحن تحمل العلم الروسي في مطار ماريكشا على مشارف العاصمة كاراكاس، وشوهدت الطائرة في المطار، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، تحرسها كتيبة من الحرس الوطني الفنزويلي.
الوجود الروسي في فنزويلا، اقتصر على نحو 100 جندي يقودهم الجنرال فاسيلي تونكوشكوروف، رئيس مديرية التعبئة في القوات المسلحة الروسية، وما يقرب من 35 طنا من المعدات.
الوجود الروسي الداعم للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أثار غضب أمريكا الداعمة بقوة للمعارض خوان جوايدو الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد في 23 يناير/كانون الثاني الماضي؛ ما أدى إلى دخول واشنطن وموسكو في مواجهة على خلفية الأزمة السياسية التي تشهدها فنزويلا، واتّهمت زاخاروفا في بيانها واشنطن باعتماد "خطاب عدواني" في هذه القضية.
مكالمة تليفونية
اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف واشنطن بالسعي لتدبير "انقلاب" في فنزويلا، فيما حذّر نظيره الأمريكي بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة اليدين إذا استمرت روسيا "في مفاقمة التوتر".
وبحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أخبر نظيره الروسي سيرجي لافروف، الإثنين، أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي لو أرسلت روسيا أفراد عسكريين إلى فنزويلا لدعم رئيسها نيكولاس مادورو، وفقا للخارجية الأمريكية.
وجاءت المكالمة الهاتفية لبومبيو مع لافروف بعد هبوط الطائرتين الروسيتين في فنزويلا.
وقال بيان الخارجية الأمريكية: "إن استمرار إدخال أفراد الجيش الروسي لدعم مادورو يهدد بإطالة أمد معاناة الشعب الفنزويلي"، ودعا بومبيو روسيا إلى التوقف عن سلوكها "غير البناء" والانضمام إلى دول أخرى تريد مستقبل أفضل للشعب الفنزويلي.
المساعدات الإنسانية
المساعدات الأمريكية التي وصفها الرئيس الفنزويلي بالذريعة من أجل التدخل في شؤون بلاده الداخلية، أثارت أزمة بين موسكو وواشنطن.
فبحسب صحيفة "ميامي هيرالد" الأمريكية، ناقش مجلس النواب الأمريكي تبني ثلاثة مشاريع قوانين لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية الأمريكية في فنزويلا، ودراسة الوجود العسكري الروسي.
وفي فبراير/شباط الماضي غادر المعارض الفنزويلي جوايدو الذي تدعمه واشنطن إلى الحدود الكولومبية ليحاول شخصيا إدخال المساعدات الإنسانية الأمريكية التي يرفضها الرئيس مادورو.
وبأوامر من مادورو، عزز الجيش أمن الحدود وأغلق جسراً حدودياً مهماً لمنع المساعدات من دخول البلاد من كوكوتا في كولومبيا، التي تكدست فيها أطنان المساعدات.
وأكد نائب الرئيس ديلسي رودريجز آنذاك أن الحكومة ستغلق المعابر الجوية والبحرية بين كوراساو وفنزويلا.
وأعلن الجيش في مرسوم حظر مغادرة السفن الموانئ الفنزويلية؛ لتجنب أي تحركات لجماعات "إجرامية".
كما حذر وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو من أن القوات المسلحة "منتشرة في حال تأهب على طول حدود البلاد لمنع أي انتهاك لسلامة أراضيها".
وأقدم خوان جوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الخاضع لسيطرة المعارضة، على إعلان نفسه "رئيسا بالوكالة" لبلاده بدلا من الرئيس نيكولاس مادورو في 23 يناير/كانون الثاني الماضي.
وعقب إعلان نفسه رئيسا حظي جوايدو على الفور باعتراف واشنطن ودول أخرى في القارة الأمريكية، الأمر الذي قابله الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بقطع علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، معلنا تمسكه بمنصبه وداعيا قوات الجيش، التي تواليه في تلك الأزمة، إلى الحفاظ على وحدة الدولة.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA==
جزيرة ام اند امز