لماذا يطلق على كوكب الزهرة "توأم الأرض"؟.. 3 أسباب
تكتب الإمارات فصلا جديدا في سجلها الفضائي المشرق بإعلانها عن مهمة علمية طموحة لاستكشاف كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية.
المشروع الفضائي غير المسبوق يأتي بعد أشهر من نجاح الإمارات في تحقيق إنجاز تاريخي بإرسال أول مسبار عربي إلى مدار المريخ في فبراير/شباط 2021، لتكون خامس دولة في العالم تصل إلى الكوكب الأحمر.
الزهرة هو الكوكب الثاني من الشمس والأقرب للأرض، فهل كان هذا القرب كفيلا بإطلاق لقب "توأم الرض" على الشقيق غير المطابق؟.
ما توصل إليه علماء الفضاء حتى الآن يؤكد أن الإجابة القاطعة لا، إذ إن الكوكبين المتجاورين يتشابهان في بعض الخصال التي تجعلهما توأماً، وإن كان التعبير الأكثر دقة "توأم غير متطابق".
"العين الإخبارية" تستعرض أبرز المعلومات المثيرة عن الكوكب المتاخم للأرض التي جعلته توأماً مغايراً؛ استناداً لبعض المواقع الرائدة في الفضاء مثل NASA وProfoundSpace.or.
1- التشابه في الحجم
إذا كان للأرض أي شيء مثل التوأم في النظام الشمسي فهو كوكب الزهرة بالتأكيد، لأنهما متشابهان في الحجم تقريبًا.
ويبلغ حجم كوكب الزهرة 12.104 كم، بينما يقدر حجم كوكب الأرض 12.756 في تشابه كبير بين الجارين.
2- التشابه في التركيب
كوكب الزهرة لا يطلق عليه "شقيق الأرض" لأنه متشابه في الحجم فقط، لكن أيضاً البنية والهيكل والتكوين شبيه جداً لكوكب البشر.
تبلغ كتلة الزهرة نحو 0.81 من كتلة الأرض، وقطرها أقل من قطر الأرض بـ650 كيلومترا فقط، ونظراً لأن كتلتيهما متشابهة جداً فهذا يعني أن لهما الكثافة نفسها تقريباً وبالتالي التركيب نفسه.
3- قد يستضيف حياة
تعرّف العلماء على دوران الزهرة الفائق من خلال مراقبة حركة الخطوط المظلمة في غلافه الجوي، وتوصلوا إلى احتمالية وجود حياة ميكروبية على الكوكب.
تبلغ درجة حرارة سطح كوكب الزهرة 482 درجة مئوية، لكن بين 50 و60 كيلومتراً (31 و37 ميلًا) فوق السطح تكون درجة الحرارة والضغط مثل تلك الموجودة على سطح الأرض.
لكن ماذا عن سحب حامض الكبريتيك؟ يمكن تغليف الميكروبات في جزيئات من ثماني ذرات كبريتية (S8) تكون منيعة على حامض الكبريتيك، حيث يمتص S8 أيضًا الضوء فوق البنفسجي.
اختلافات جوهرية بين الزهرة والأرض
العديد من الاختلافات الجوهرية رصدها علماء الفلك بين كوكبي الزهرة والأرض، رغم ما يطلق عليهما من أنهما "توأم"، منها:
- كوكب الزهرة أكثر الكواكب سخونة في النظام الشمسي، وحرارته الشديدة كفيلة بإذابة معدن الرصاص، إذ تبلغ 482 درجة مئوية (900 درجة فهرنهايت)، وهذا مغاير للوضع على الأرض.
- الغلاف الجوي لكوكب الزهرة السميك مليء بغازات الاحتباس الحراري وثاني أكسيد الكربون، وغيومه حمض الكبريتيك، وكلها غازات سامة في اختلاف آخر مع الأرض.
- ضغط الغلاف الجوي لثاني أكسيد الكربون في الزهرة يبلغ 95 ضعف ضغط الغلاف الجوي للأرض.
- إضافة إلى ما سبق، فإن كوكب الزهرة يدور في الاتجاه المعاكس للأرض ومعظم الكواكب الأخرى، ما يجعل الشمس تشرق عليه من الغرب وتغرب من الشرق.
- سطح كوكب الزهرة أرض قاحلة غير مضيافة، لكون صلب مغطى بالبراكين الشبيهة بالقبة والصدوع والجبال، مع سهول بركانية شاسعة وهضاب متعرجة شاسعة.
- ليس هذا فحسب، إذ إن الزهرة كوكب بطيء للغاية ودورانه حول الشمس أيضا بطيء للغاية ما يجعل طول يومه يقترب من سنة كاملة على الأرض.
- يوجد عدد من البراكين على الزهرة أكثر من أي كوكب آخر في النظام الشمسي، ويقدر العلماء عددها بأكثر من 1600 بركان على سطحه، ومن المحتمل أن يكون هناك الكثير من البراكين الصغيرة جدًا التي لا يمكننا رؤيتها.
- أحد أهم الاختلافات بين الكوكبين أن الزهرة مكان غير محتمل للحياة، وإن كان بعض العلماء يفترضون العكس مع وجود الميكروبات عالياً في السحب حيث تكون أكثر برودة ويكون الضغط مشابهًا لسطح الأرض.
- من الاختلافات المعروفة بعد الزهرة عن الشمس نحو 108 ملايين كيلومتر، ومَدَارُه حول الشمس ليس دائريًا تمامًا، بينما الأرض على بعد 150 مليون كيلومتر من "القرص الساخن".
- الزهرة تبدو كألمع كوكب في النظام الشمسي رغم أنها ليست الأكبر، ويفسر العلماء ذلك بأن قربها من الأرض هو السبب، إذ تعتبر ثاني أكثر الأشياء سطوعًا في سماء الليل بعد القمر.