بعد سنوات من الفوضى.. عسكري مخضرم رئيسا لمخابرات ليبيا
قرر المجلس الرئاسي الليبي تكليف اللواء حسين محمد خليفة العائب، بمهام رئيس جهاز المخابرات الليبية.
وأصدر المجلس قراره رقم 17 لسنة 2021، ليخلف العائب، عماد الطرابلسي الرئيس المكلف من حكومة فايز السراج السابقة بإدارة شؤون الجهاز.
ويرى نشطاء ومحللون أن إقالة الطرابلسي هي الخبر الأهم في هذا القرار، على اعتبار أنه قيادي مليشياوي بارز منذ عام 2011، وارتكبت المليشيات التابعة له العديد من الجرائم في العاصمة، ما أجبر السراج على تعيين الطرابلسي في هذا المنصب في وقت سابق.
وعانى الجهاز في حقبة الطرابلسي من سيطرة المليشيات وضعف كبير، وهو ما سبق واعترف به فتحي باشاغا وزير داخلية حكومة السراج في مؤتمر صحفي في وقت سابق.
وتؤكد المصادر أن العائب المعين حديثا رئيسا لجهاز المخابرات الليلية هو ضابط برتبة لواء عمل، طويلا في هذا الجهاز -الأمن الخارجي حينها- ما قبل سقوط نظام العقيد معمر القذافي 2011، ولديه خبرات واسعة في هذا المجال، بتسليم الجهاز لأهل الاختصاص والخبرة ما سيساهم في تطويره عكس ما كان في حقبة سلفه الطرابلسي.
وينتمي العائب إلى منطقة الصيعان في الغرب الليبي وإن كان يسكن العاصمة طرابلس، بحسب المصادر.
ومع اندلاع ثورة 17 فبراير 2011 انشق عن نظام معمر القذافي، وحول اسم جحفل الصيعان الذي كان تحت إمرته إلى لواء ثوار الصـيعان، ورغم ذلك لا تزال تجمعه علاقات قوية بأنصار النظام السابق.
ولم يبرز العائب - الذي كان برتبة عقيد حتى عام 2011- على المشهد السياسي والأمني، إلا عام 2015 حيث رُشح للمنصب ذاته على أعضاء مجلس النواب للتصويت عليه، كما تم ترشيحه لمنصب وكيل وزارة الداخلية في حكومة علي زيدان وعقب اختيار مجلس النواب للواء مصطفي المقرعن رئيسا لجهاز المخابرات تعاون معه لتسهيل مهامه.
ويوصف بأنه من المقربين من القيادة العامة للجيش الليبي، وإن لم يظهر في أي بيان أو مشهد أو صورة مع قياداته، لكنه يدرك حقيقة المليشيات وفي مقابلها الجيش الوطني النظامي.
وتجري خلال هذه الأثناء عملية اختيار المسؤولين القياديين في المناصب السيادية للدولة الليبية بين مجلس النواب وما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة والتي تتضمن رئيس المفوضية العليا للانتخابات.
وتخوض ليبيا في 9 أشهر تبدأ من الآن وحتى إجراء الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل، مسارا صعبا على كافة المستويات لتوحيد مؤسسات الدولة ووضع أسس "ليبيا الجديدة"، وطي صفحة الصراعات والتجاذبات السياسية التي استمرت قرابة عقد من الزمان.
وتعهد المنفي في خطة أعلنها في 13 مارس/آذار الجاري، بالعمل على دعم مسار اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) بُغية توحيد المؤسسة العسكرية "على أُسسٍ مهنية وعقيدة وطنية خالصة"، فيما يعتبر الخطوة الأهم والأصعب في طريق تجاوز الماضي.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز