فيديو لرهينة أمريكية بغزة.. هل يحرك مياه الصفقة الراكدة؟
في توقيت قد يحرك مياه صفقة الرهائن الراكدة، بثت حركة حماس فيديو لأسير إسرائيلي شاب يحمل الجنسية الأمريكية أيضا.
وأمس، بثت حركة حماس مقطع فيديو لرهينة إسرائيلية أمريكية يُدعى هيرش غولدبرغ بولين، 23 عاما، في أول علامة على حياته منذ اختطافه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين، يتحدث الشاب هيرش غولدبرغ بولين، مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويحثه على إعادته هو والرهائن الآخرين إلى وطنهم.
لم يكن الفيديو مؤرخا، لكن غولدبرغ بولين قال إنه احتُجز لمدة 200 يوم تقريبا، وتحدث عن عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الإثنين الماضي، مما يشير إلى أنه تم تصويره مؤخرا.
دلالة التوقيت
وقال مصدران مطلعان على القضية لموقع "أكسيوس" الأمريكي إن الفيديو بمثابة "لفتة" للحكومة القطرية، التي ضغطت على الحركة لتقديم دليل على حياة الشاب في الأسابيع الأخيرة"، في ظل تعثر المفاوضات.
ونقل الموقع عن مصادر لم يسمها، أن مقطع الفيديو غير المؤرخ لهيرش غولدبرغ بولين، "سلمته حماس إلى قطر".
وبحسب المصادر "مررت قطر" مقطع الفيديو، الذي يظهر غولدبرغ بولين وهو يتحدث أمام الكاميرا برأس محلوق وذراع مشوهة، إلى الولايات المتحدة وإسرائيل يوم الإثنين قبل أن تعلنه حماس مساء الأربعاء.
وهو ما أكده مسؤول أمريكي لشبكة "سي بي إس نيوز"، مشيرا إلى أن البيت الأبيض تلقى الفيديو يوم الإثنين.
ولفت المسؤول نفسه إلى أن البيت الأبيض على اتصال بعائلة غولدبرغ بولين منذ استلام الفيديو.
وفي الفيديو، اتهم غولدبرغ بولين الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن الأشخاص الذين تحتجزهم حماس كرهائن.
وأصبحت والدة غولدبرغ بولين، راشيل، ناشطة بارزة في الجهود الأمريكية لإطلاق سراح الرهائن، وظهرت الأسبوع الماضي في قائمة مجلة تايم "لأكثر 100 شخصية تأثيرا في عام 2024". وفق "أكسيوس"
في هذه الأثناء، ذكر مصدر مطلع على الأمر، أن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الحكومة القطرية عدة مرات المساعدة في الحصول على دليل على حياة بولين ورهائن أمريكيين آخرين.
وظهرت هذه القضية خلال مكالمات هاتفية بين رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في البيت الأبيض.
ويأتي نشر الفيديو وسط أسابيع من الجمود في المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن، مع رفض كل من إسرائيل وحماس التراجع عن المطالب الرئيسية.
احتجاجات ومطالبات
وحثت الحكومة الإسرائيلية مواطنيها على عدم مشاهدة الفيديو الذي وصفته بـ”الإرهاب النفسي”.
لكن في خطوة نادرة، سمحت عائلة الرهينة بنشر الفيديو واستخدامه بعد أن بثته حماس، مما يسلط الضوء على موقف العائلات التي تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بعد نحو سبعة أشهر من الحرب.
وبعد نشر الفيديو، تجمع مئات الإسرائيليين خارج مقر إقامة نتنياهو الرسمي في وسط القدس، ودعوا الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن إلى الوطن.
وحمل العديد منهم ملصقات غولدبرغ-بولين، وقام بعض المتظاهرين بإشعال النار في الشوارع.
ويرى مراقبون أن الفيديو يمكن أن يزيد الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على مطالب حماس بصفقة الرهائن.
كما يمكن أن يساعد الفيديو أيضا، الدوحة، على درء انتقادات إسرائيل وأعضاء الكونغرس بأنهم لا يفعلون ما يكفي للضغط على حماس للمضي قدما في صفقة الرهائن.
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء القطري أن بلاده ستعيد تقييم دورها في التوسط في محادثات وقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن بين إسرائيل وحماس، بعد انتقادات مكثفة من أعضاء الكونغرس.
يأتي ذلك في وقت يجتمع فيه مجلس الحرب الإسرائيلي، اليوم الخميس، لمناقشة مبادرة جديدة لدفع مفاوضات الرهائن، حسبما صرح مسؤول إسرائيلي كبير لموقع "أكسيوس".
وبدأت المناقشات الأولية في اجتماع مجلس الوزراء الحربي يوم الأحد حول أفكار جديدة لكسر الجمود. ومن المتوقع أن يتم تقديم هذه المقترحات بمزيد من التفصيل في اجتماع اليوم.
واختطفت حماس ومسلحون آخرون نحو 250 شخصا في هجوم السابع من أكتوبر وقتلوا نحو 1200 شخص.
ويعتقد أن حماس ما زالت تحتجز حوالي 100 رهينة ورفات حوالي 30 آخرين.
وتم إطلاق سراح معظم الباقين في نوفمبر/تشرين الثاني مقابل الإفراج عن 240 فلسطينيا تعتقلهم إسرائيل.
وأمضت الولايات المتحدة وقطر ومصر أشهرا في محاولة التوسط في وقف آخر لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكن يبدو أن المحادثات قد تعثرت.
وقالت حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن المتبقين ما لم تنه إسرائيل الحرب التي أودت بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني، بحسب مسؤولين محليين.
وقد رفض نتنياهو هذه المطالب، وقال إن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالقضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن.
وقد تعرض نتنياهو لانتقادات متزايدة في إسرائيل، حيث يقول البعض إنه سيكون من المستحيل القيام بالأمرين معا.