تايلور سويفت تكشف ثغرة «الجيل Z» بأوروبا.. ما علاقة داعش؟
تايلور سويفت مغنية أمريكية تحظى بشعبية جارفة بين المراهقين حول العالم، لكن حفلاتها التي طال انتظارها كانت محل تهديد من نفس "العمر".
التفاصيل التي ظهرت عن المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف حفلات تايلور سويفت الثلاث في فيينا شحيحة، ولكنها تلتزم بالفعل بنمط مألوف لدى مسؤولي مكافحة الإرهاب الأوروبيين.
إذ قالت الشرطة النمساوية يوم الأربعاء، إن شابًا يبلغ من العمر 19 عامًا اعتُقل في مدينة ترنيتز، على بعد ساعة بالسيارة من المكان الذي كان من المقرر أن تحيي فيه سويفت حفلات الخميس والجمعة والسبت أمام 65 ألف مشجع متوقع كل ليلة في ملعب إرنست هابيل لكرة القدم.
وقالت الشرطة إنه تم اكتشاف "مواد كيميائية" من المحتمل أن تكون مرتبطة بصناعة القنابل أثناء تفتيش منزل المواطن النمساوي، معلنةً أنه "المشتبه به اتخذ إجراءات تحضيرية محددة" لاستهداف حفلات سويفت.
اعتقالات
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن عملية تفتيش المنطقة المحيطة بالمنزل أدت إلى إخلاء 60 منزلًا، واستمرت حتى المساء.
وألقي القبض على مشتبه به ثانٍ في فيينا بعد ظهر ذلك الأربعاء. ولم تفصح الشرطة عن عمره أو جنسه، ولكن أشارت إلى أن التحقيق جارٍ ويبدو أن نطاقه يتسع.
وقالت الشرطة أيضا، إنه "تم تنفيذ اعتقالات أخرى"، موضحة أن "كلا المشتبه بهما الرئيسيين اعتنقا التطرف عبر الإنترنت".
الشرطة قالت إن "المشتبه به البالغ من العمر 19 عاما بايع زعيم داعش الجديد الشهر الماضي".
كما ألمحت الشرطة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تطرف المشتبه بهما والتخطيط المزعوم للهجمات.
وقال المدير العام للأمن العام فرانز روف، للصحفيين: "عادةً ما تتم اتصالات الجناة بشكل مشفر"، وغالبًا ما يتم إخفاء محادثاتهم عن المراقبة الروتينية لمكافحة الإرهاب.
وأصبح مسار تحول أحاديث المراهقين عبر الإنترنت إلى خطط في العالم الحقيقي شائعًا بشكل مقلق في الأشهر الأخيرة. إذ أظهرت دراسة أجراها الخبير في شؤون الإرهاب بيتر نيومان، الشهر الماضي، أن المراهقين يمثلون ما يقرب من ثلثي الاعتقالات المرتبطة بـ"داعش" في أوروبا في الأشهر التسعة السابقة.
وكشفت الدراسة التي أجريت على 27 هجومًا أو مخططًا مرتبطًا بداعش منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أن 38 من بين 58 مشتبهًا تتراوح أعمارهم بين 13 و19 عامًا (أي المنتمين لما يعرف بالجيل Z)، وفقًا لنيومان، أستاذ الدراسات الأمنية في كلية كينغز كوليدج لندن.
وأشار نيومان إلى أن أحدث بيانات اليوروبول أظهرت أن "عدد الهجمات والهجمات المخطط لها قد تضاعف أكثر من أربع مرات" منذ عام 2022.
سلسلة من المخططات
ومن بين الحالات التي أشار إليها نيومان حالة أخرى في النمسا، حيث تم القبض على فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا من الجبل الأسود في مايو/أيار في مدينة غراتس الجنوبية بعد أن اشترت سكينًا وفأسًا لتنفيذ هجوم يُزعم أنها كانت تخطط له.
كما تم العثور على مواد لتنظيم داعش على جهاز الكمبيوتر الخاص بها.
وفي فرنسا، اعتقلت السلطات مراهقين خلال حملة أمنية قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
ففي أواخر شهر مايو/أيار، تم توجيه الاتهام لشاب من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا بتهمة "الارتباط بجريمة إرهابية"، وذلك بسبب خطط مزعومة لاستهداف المتفرجين في مدينة سانت إتيان خلال الألعاب الأولمبية، وفقًا لبيان صدر عن المدعين الفرنسيين لمكافحة الإرهاب.
وقبل ذلك بنحو أسبوعين، تم القبض على مراهقين اثنين في شمال شرق وجنوب فرنسا بتهمة التخطيط لشن هجوم إرهابي، دون توضيح الهدف، بحسب البيان.
وفي ألمانيا، كشفت الشرطة، مخططين إرهابيين مزعومين تورط فيهما مراهقون في الأشهر الأخيرة.
في أبريل/نيسان، قال مسؤولون في مدينة دوسلدورف غربي البلاد إنهم اعتقلوا فتاتين تبلغان من العمر 15 و16 عامًا، وصبيا يبلغ من العمر 15 عامًا متهمين بالتخطيط لهجوم إرهابي.
وجاء في بيان صادر عن المدعي العام الألماني أن مخططا آخر لهجوم محتمل بالسكين على كنيس يهودي في هايدلبرغ، تم إحباطه في مايو/أيار، تورط فيه شاب يبلغ من العمر 18 عاماً.
أما في سويسرا، فقد اعتقلت الشرطة في مارس/آذار صبيًا سويسريًا يبلغ من العمر 15 عامًا وصبيًا إيطاليًا يبلغ من العمر 16 عامًا بتهمة دعم داعش والتخطيط لشن هجمات بالقنابل، وفقًا لبيان الشرطة.
لماذا المراهقون؟
قال نيومان، الخبير في شؤون الإرهاب، إن المراهقين غالبًا ما يتم تجنيدهم عبر الإنترنت، حيث لا يحتاج تنظيم داعش وفرعه في آسيا الوسطى (داعش-خراسان) سوى مئات المجندين لتنفيذ المهمة.
ومضى قائلا: "جماعات مثل (داعش-خراسان) تستهدف المراهقين الشباب على وجه التحديد، مضيفا: "قد لا يكونون مفيدين للغاية. قد يخفقون... قد يغيّرون رأيهم".
لكنه تابع: "لكنهم أقل إثارة للشبهات: من قد يفكر في طفل يبلغ من العمر 13 عامًا كإرهابي؟".
نيومان قال أيضا إن المراهقين يتم تجنيدهم من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، حيث يتم جرهم من خلال الخوارزميات إلى "فقاعات" على الإنترنت حيث يمكن للمجندين الوصول إليهم.
وأضاف أن تنظيم "داعش-خراسان" كان "إلى حد بعيد الجزء الأكثر طموحًا وعدوانية في الوقت الحالي"، حيث يخطط لهجمات معقدة ويقوم بالتجنيد عبر الإنترنت.
تهديد متصاعد
وفي حين أن تفاصيل خطط مهاجمة حفلات سويفت الموسيقية لا تزال غير واضحة، إلا أن مصادر أمنية أوروبية تشعر بقلق متزايد من أن الخطط الإرهابية أصبحت "موجهة" أكثر، أو منظمة من قبل مجندين أكثر خبرة.
وقال مصدر أمني بريطاني لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ما يسمى بـ"التهديد الإرهابي الموجه" أصبح مصدر قلق أكبر خلال الأشهر الـ18 الماضية، حيث أصبح تنظيم "داعش-خراسان" أكثر التنظيمات التي تخضع للتدقيق.
وقال المصدر إن وصول الشباب إلى الأماكن ووسائل الإعلام المتطرفة عبر الإنترنت لا يزال يمثل مشكلة كبيرة.