«استعدادات مكثفة».. الهند وباكستان في مرمى تهديدات «داعش-خراسان»
استعدادات أمنية مكثفة تشهدها الهند وباكستان لمواجهة تزايد خطر التهديدات التي تشكلها ما يعرف باسم "ولاية خراسان" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وبينما تسعى "ولاية خراسان" إلى ترسيخ وجودها والتوسع من خلال استغلال المشاكل المحلية وانعدام الثقة بين الحكومات، يتبادل المسؤولون من الهند وباكستان اللتين تمتلكان أيضا السلاح النووي اللوم والاتهامات بأن كل دولة لها يد في تعزيز الظروف التي سمحت للإرهابيين بالسيطرة على منطقتهم المشتركة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، حمل العدد الصادر من مجلة "صوت خراسان" التابعة لمؤسسة الأزايم المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي قصة غلاف تدعو المسلمين في الهند إلى الثورة على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وحزبه الحاكم بهاراتيا جاناتا.
الهند ذات الأغلبية الهندوسية تعد موطناً لأكبر عدد من السكان في العالم، حيث يبلغ عددهم نحو 1.5 مليار نسمة، من بينهم أكثر من 200 مليون مسلم.
وسعت ولاية خراسان التابعة لداعش في خطابها أيضا إلى استهداف 240 مليون مسلم إضافي يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان باكستان، حيث كثف التنظيم الإرهابي من استخدام وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأردية إلى جانب الهجمات المميتة على الأرض.
وعلى خط المواجهة بين الدولتين تقع منطقة كشمير المتنازع عليها، والمقسمة بين جامو وكشمير الخاضعة لإدارة الهند وآزاد كشمير الخاضعة لإدارة باكستان، وظهر العداء المستمر لعقود في حملة تجنيد داعش-خراسان.
وقال متحدث باسم الجيش الهندي لـ"نيوزويك" إن "قوات الأمن على دراية بالتهديد المستمر للعنف والإرهاب"، مضيفا أنه "لمنع مثل هذه الحوادث جرى إنشاء آلية أمنية مدعومة بنظام استخباراتي نشط لتوقع واعتراض وتحييد الأنشطة الإرهابية في جامو وكشمير بشكل استباقي".
وأكد أن داعش-خراسان لم ينجح بعد في اختراق الهند أو الجزء الخاضع لسيطرة بلاده من كشمير لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الخطر لا يزال قائما.
كان داعش قد ادعى لأول مرة في مايو/أيار 2019 تأسيس إحدى "ولاياته" المزعومة في الهند وذلك بعدما انهارت المجموعة الرئيسية للتنظيم في العراق وسوريا بفضل الحملات التي شنتها القوات المحلية والإقليمية والدولية هناك.
وفي حين أعلن التنظيم مسؤوليته عن العديد من الهجمات الإرهابية في كشمير، رفض المسؤولون الإعلان إلى حد كبير باعتباره دعاية للمجموعة التي فشلت في التوغل بشكل كبير.
وفي أغسطس/آب من العام نفسه، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلغاء وضع جامو وكشمير شبه المستقل، ووضع المنطقة ذات الأغلبية المسلمة تحت السيطرة الفيدرالية وفرض حملة أمنية شملت نشر 900 ألف جندي في خطوة أدانتها باكستان واعتبرتها انتهاكًا للقرارات الدولية بشأن الإقليم.
لكن القرار قوبل بإشادة داخل الهند باعتباره خطوة ضرورية للقضاء على الاضطرابات الطويلة الأمد وتعزيز التنمية المحلية.
ومع ذلك، لا تزال التوترات ملموسة في كشمير، مع وقوع أعمال عنف عبر الحدود بين الحين والآخر التي تزايدت هذا العام مع وقوع 7 هجمات على الأقل ورغم عدم ارتباطها بتنظيم داعش-خراسان إلا أن نيودلهي ربطتها بإسلام أباد.
لكن المسؤولين في باكستان، التي عانت من هجمات تنظيم داعش-خراسان نفوا منذ فترة طويلة أي علاقات لإسلام أباد بالجماعات المسلحة في كشمير، واتهموا الحكومة الهندية بتشويه مظاهر الاضطرابات في كشمير عمدًا ودعم الجماعات المسلحة الأخرى بما في ذلك حركة طالبان الباكستانية.
وفي تصريحات لـ"نيوزويك"، قال الممثل الدائم الباكستاني لدى الأمم المتحدة منير أكرم "إن باكستان تظل قلقة للغاية بشأن صعود الإرهاب والتهديدات الصادرة من أفغانستان والتي لا تشكلها داعش-خراسان فحسب، بل أيضًا حركة طالبان باكستان".
وأشار إلى تقرير أصدره الشهر الماضي فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة والمكلف بتقييم التهديدات التي يشكلها داعش والقاعدة وغيرهما من الجماعات المسلحة.
وفي أحد أقسام التقرير، بدا أن التنظيم يزعم وجود داعش-خراسان في الهند، حيث ذكر أنه "على الرغم من عدم قدرته على تنفيذ هجمات واسعة النطاق في الهند، فإن داعش-خراسان يسعى إلى تجنيد عناصر منفردة من خلال مشغليه في الهند، وأصدر كتيبًا باللغة الأردية يضخم العداء بين الهندوس والمسلمين ويوضح استراتيجيته فيما يتعلق بالهند".
وقدرت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في التقرير القوة الفعلية لداعش-خراسان بما بين 2000 أو 6000 مقاتل وأشار التقرير إلى أن "استراتيجية داعش في التضمين سراً في الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة تجعل من الصعب تقدير الأرقام الدقيقة للمقاتلين.
وأشار التقرير إلى أن "داعش لا يزال يشكل التهديد الأكثر خطورة في المنطقة، حيث يمتد الإرهاب إلى ما وراء أفغانستان".
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA= جزيرة ام اند امز