بين لامين يامال وفينيسيوس.. كيف تكسب ود الجماهير أو تخسره؟
مثلت إشادة جماهير فياريال بأداء المغربي لامين يامال، نجم برشلونة الصاعد، عند خروجه من مباراة الفريقين الأخيرة بالدوري الإسباني لفتة فريدة من نوعها.
ونجح يامال، المولود في 13 يوليو/تموز 2007، في فرض نفسه بالقوة على ملعب "لا سيراميكا" بأداءات ومساهمات تهديفية تجاوز بها حدود عمره الصغير (16 عاما)، وهو ما تسبب في تعاطف جماهيري كبير معه من جمهور الغواصات الصفراء.
ورغم عدم تسجيله للأهداف ضد فياريال، فإن يامال كان صانع هدفي برشلونة الأهم، وهما هدف التقدم 1-0 والذي سجله غافي، ثم هدف حسم النتيجة بشكل نهائي 4-3 والذي وقع عليه البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
وبات صاحب الـ16 سنة و45 يوما أصغر لاعب يصنع هدفا في تاريخ الدوري الإسباني.
ولم تكن جماهير فياريال أول من يشيد بالموهوب ذي الأصول المغربية، حيث نال إشادة مماثلة يوم 20 أغسطس/ آب الحالي حين شارك في فوز برشلونة 2-0 على قادش، وبات أصغر لاعب يشارك كأساسي في تاريخ الفريق الكتالوني بالدوري، حيث صفقت له جماهير المنافس في أثناء خروجه من أرض الملعب قبل 5 دقائق من النهاية.
فينيسيوس جونيور
قد يقارن البعض بين ما تعرض له البرازيلي فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد وما حدث مع يامال، خاصة أن الثنائي يمثلان أهم فريقين في إسبانيا، الميرينغي والكتالوني قطبي الكلاسيكو.
لكن فينيسيوس جونيور تورط على مدار الموسم الماضي في العديد من الأمور المثيرة للجدل، منها ما كان فيها ضحية ومنها ما اعتبره البعض استفزازا رغم أن البعض الآخر لم يره هكذا.
وتعرض جونيور لحملة هجوم كبيرة قبل مباراة فريقه مع أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي في سبتمبر/ أيلول 2022، حيث تحدث وقتها بيدرو برغو رئيس رابطة وكلاء اللاعبين عبر برنامج "إيل شيرينغيتو" الشهير عن رقصات البرازيلي، مؤكداً أن عليه احترام الخصم والذهاب لصالة السامبادروم في البرازيل لممارسة الرقص.
ولأن حديثه بدا بعيدا عن المنطق قام بيدرو لاحقا بالاعتذار عبر موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي ("تويتر" سابقاً")، لكن كلماته جاءت بعد إشعال الفتنة التي تسببت في هجوم كبير على اللاعب من جماهير أتلتيكو مدريد بهتافات عنصرية.
وعانى فينيسيوس جونيور من أزمات أخرى في الموسم الماضي، منها دخوله في صدامات مع الجماهير في ملعب فريق فالنسيا بسبب الهتافات العنصرية التي تزامنت مع تدخلات عنيفة عليه من قبل لاعبي الخفافيش، مما تسبب في عصبية اللاعب وتعرضه للطرد.
لكن إدارة الاتحاد الإسباني لاحقاً قررت إلغاء طرد اللاعب وتغريم فالنسيا مبلغ 45 ألف يورو بسبب الهتافات العنصرية التي أصدرتها جماهيره، خاصة أن الموضوع تحول لقضية رأي عام بعد تدخل الحكومة البرازيلية في الأمر.
ولمحت البرازيل إلى إمكانية استخدام مبدأ "تطبيق القانون خارج الإقليم" من خلال فلافيو دينو، وزير العدل البرازيلي، وذلك من أجل حفظ حقوق نجم هجوم السيليساو.
وفي النهاية، تسببت كل هذه الأمور في تحويل فينيسيوس جونيور، سواء بإرادته أو رغماً عنه، إلى عدو لجماهير الفرق المنافسة في الليغا، بينما كان الوضع مختلفا مع الطفل يامال.
منتخب إسبانيا
يمكن إضافة نقطة أخرى لتوضيح الفارق بين تعامل الجماهير مع فينيسيوس وتعاملها مع يامال وهو رغبة الجماهير الإسبانية في استقطاب الأخير ذي الأصول المغربية من أجل حسم مستقبله الدولي وارتداء قميص منتخب الماتادور الأول بدلا من تمثيل أسود الأطلس.
وتدور في الكواليس حرب خفية خلال الفترة الأخيرة، بين مسؤولي الاتحاد الإسباني ونظرائهم في الاتحاد المغربي من أجل خطف لامين يامال لتمثيل منتخبهم، في ظل امتلاكه الجنسيتين الإسبانية والمغربية وعدم حسم مستقبله الدولي حتى الآن.
ويبدو أن الجماهير الإسبانية تحاول لعب دور في حسم مستقبل يامال، عبر تشجيعه ومنحه المزيد من الثقة والارتباط معه بعلاقة كبيرة من أجل استمالة مشاعره نحو تمثيل "الماتادور" في الفترة المقبلة.