ألا يعلم تميم وتنظيم الحمدين أن الجنسية ليست هبة عابرة، وإنما هي حق من الحقوق الإنسانية الأصيلة؟
ما بُني على الباطل فهو باطل، فالحاكم الذي لا يثق في شعبه لن يثق في نفسه، لنستذكر القليل من الماضي عندما شهد شهر رمضان قبل قرابة 124 عاماً، حدثاً مشهوداً تمكّن فيه أبناء قطر، بقيادة الشيخ جاسم آل ثاني من إلحاق هزيمة مذلة بالأتراك، عند قلعة "الوجبة" التي باتت منذ تلك اللحظة رمزاً لإرادة القطريين، وتمسكّهم بانتمائهم العربي، وهو ما يُدير الأمير الحالي تميم بن حمد ظهره له اليوم باستدعائه للأتراك مجدداً من أجل حماية حكمه، ولو على حساب أشقائه في الخليج وتضحيات أبناء وطنه.
ألا يعلم تميم وتنظيم الحمدين أن الجنسية ليست هبة عابرة، وإنما هي حق من الحقوق الإنسانية الأصيلة؟ إن هذا الانتهاك الفاضح، والعقاب الجماعي لأبرياء لا ذنب لهم، وصمت العالم في المقابل عن هذه الانتهاكات يعادل المشاركة فيه، ويضرب مصداقية حقوق الإنسان وقيمها العالمية
لقد صُدم العالم في عام 2005 عندما طردت الحكومة القطرية نحو 6000 عائلة من مواطنيها من فخيذة آل غفران، وسحبت جنسياتهم دون أي مبرر أو سبب يتفق مع المعايير الدولية.
واليوم، يواصل النظام القطري انتهاكه ضد القبائل العربية، وتنكيله بكل من يُعارض تهوره السياسي والاجتماعي في داخل قطر وخارجها، حيث تم سحب جنسية شيخ شمل الهواجر، ومجموعة من عائلته، في أعقاب سحب الجنسية من شيخ قبيلة "آل مرة" و54 فرداً من القبيلة، في الأسابيع الماضية، بسبب معارضتهم لسياسات السلطات القطرية التي طلبت منهم "شتم المملكة"، وبسبب إعلانهم عن رفضهم لما تقوم به الدوحة من أعمال تهدد الأمن الداخلي لدول الخليج، وهذا القرار الذي أصدره النظام القطري يشير إلى أن الدوحة تمضي قدماً في تكريس سلطاتها عبر انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة أنه يأتي بعد أقل من شهر من سحب جنسية شيخ قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم، وأكثر من 55 شخصاً من أسرته.
ألا يعلم تميم وتنظيم الحمدين أن الجنسية ليست هبة عابرة، وإنما هي حق من الحقوق الإنسانية الأصيلة؟ إن هذا الانتهاك الفاضح، والعقاب الجماعي لأبرياء لا ذنب لهم، وصمت العالم في المقابل عن هذه الانتهاكات يعادل المشاركة فيه، ويضرب مصداقية حقوق الإنسان وقيمها العالمية.
ما يمارسه تميم بن حمد ومن قبله أبوه؛ لم تكن أعمالاً سياسية بقدر ما كانت أجندة لتدمير الأمة العربية، وخاصة منطقة الخليج العربي، والضغوطات التي يقودها تميم بن حمد على القبائل القطرية وصلت إلى حد الترهيب والتهديد بالملاحقة والنَيْل من رموز القبائل القطرية، إنما هي محاولة يائسة لإجهاض أي تحركات قد تقودها القبائل لعزله من منصبه، عقب سياسته التخريبية ودعمه للإرهابيين في البلدان العربية، والعبث بأمن واستقرار دول المنطقة.
"عدل الحاكم لا ينشأ من فراغ، وإنما هو بعد توفيق الله تعالى، ثمرة لتربية إيمانية أخلاقية سلوكية، ولنصح البطانة الصالحة التي ترشده إلى الخير وتعينه عليه، تبتغي بذلك رضا الله تعالى والجنة"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة