الانتهاكات داخل سجون أردوغان ترويها والدة أحد المعتقلين
صحيفة تركية تنقل عن الأم قولها إن نجلها يقبع في سجن "باتنوس" منذ 26 عاما، ويعاني من إهمال شديد زادت وتيرته بعد تفشي فيروس كورونا
سلطت صحيفة تركية، السبت، الضوء على انتهاكات حقوق المحكومين بأحد السجون التركية، نقلا عن مسنة دأبت على زيارة نجلها المعتقل منذ 26 عاما، التي أشارت إلى أن هذه الانتهاكات زادت بعد تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ونقلت صحيفة "آرتي غرتشك" التركية المعارضة، عن عاصمة سَفَر (80 عاما)، روايتها للمعاناة التي يعيشها ابنها وسط الإهمال داخل السجن الذي يقبع فيه منذ 26 عاما.
الأم قالت للصحيفة إن نجلها يقبع في سجن "باتنوس" بولاية آغري، جنوب شرقي تركيا، ذات الأغلبية الكردية، منذ 26 عامًا، ويعاني من إهمال شديد، وانتهاك لحقوقه داخل السجن منذ اعتقاله، مشيرة إلى أن وتيرة الإهمال هذه زادت بعد تفشي فيروس كورونا.
وتابعت "وصل الأمر لدرجة أن مياه الشرب التي تأتي من الصنابير كلها ديدان وغير صالحة للشرب، ناهيكم عن أن الأكل الذي يقدم للمحكومين والمسجونين لا يؤكل هو الآخر لرداءته وعدم نظافته، ومن ثم يبقون جوعى لفترات طويلة".
كما أشارت إلى أن "المسجونين لا يتم إخراجهم للتريض والتهوية، وهذا أمر بالغ الخطورة لا سيما في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا داخل السجون التركية".
وأوضحت الأمر كذلك أن "المحكومين باتوا يرفضون الاستحمام بالمياه داخل السجون نظرًا لقذارتها ورائحتها الكريهة".
وطالبت الأم بضرورة إيصال أصوات هؤلاء المحكومين للعالم أجمع، وتسليط الضوء على انتهاكات الحقوق التي يتعرضون لها.
وأضافت قائلة "لقد شاهدت ابني يعاني أوضاعًا سيئة، لقد خسر كثيرًا من وزنه؛ لذلك أطالب كأم أن يتم تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرضون لها؛ فأنا لم يعد أمامي كثيرًا من العمر الذي أفنيته ذهابًا وإيابًا لزيارة ابني".
وأردفت قائلة "حتى زوجي مات بحسرته مشتاقًا لابنه، ولم تعد لدي رغبة في الحياة سوى إطلاق سراح ابني بأي شكل".
ولم توضح الأم ولا الصحيفة السبب في اعتقال ابنها كل هذه المدة، إلا أن النظام التركي دأب لا سيما خلال السنوات الأخيرة على اعتقال المعارضين لها من حقوقيين ونشطاء، ولا سيما إن كانوا أكرادًا كحال نجل هذه الأم.
والأحد الماضي، قال وزير العدل التركي، عبد الحميد جول، إن بلاده أنشأت خلال السنوات الخمس الماضية، 94 مؤسسة عقابية(سجون)، ليبلغ عددها الإجمالي حتى 8 أكتوبر/تشرين أول الماضي 355 سجنًا.
وأفاد الوزير، أنه حتى يوم 17 يوليو/تموز الجاريي، بلغ عدد المحكومين(صادر بحقهم أحكام) 232 ألفًا و342 محكومًا، فيما بلغ عدد المعتقلين(على ذمة قضايا) 48 ألفًا و752 شخصًا.
وأشار جول إلى أن "هناك 94 مؤسسة عقابية من مختلف الأنواع، تم بناؤها ووضعها في الخدمة في السنوات الخمس الماضية، واعتبارًا من 8 أكتوبر 2019 ، بلغ إجمالي مؤسسات السجون في تركيا 355 سجنًا".
انتهاكات حقوق الإنسان بالسجون
وخلافًا للأرقام التي ذكرها الوزير، كان نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، قال أرقامًا أخرى في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية".
وذكر جرجرلي أوغلو أن انتهاك نظام أردوغان لحقوق الإنسان وصل مداه، مشيرًا إلى أن أوضاع المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي في السجون زادت سوءًا بعد تفشي فيروس كورون.
حديث جرجرلي أوغلو كان وردًا على سؤال حول مدى انتهاك النظام الحاكم في تركيا لحقوق الإنسان، وتماديه في ردع وترهيب المعارضة بين الحين والآخر.
وأضاف جرجرلي أوغلو في إجابته على هذه النقطة موضحًا أن "السجون والمعتقلات التركية ممتلئة عن آخرها بالمحكومين؛ لدرجة أن هذه السجون تبلغ سعتها الإجمالية 120 ألف سجين، وبها الآن أكثر من 300 ألف، وهذه الأعداد الكبيرة مردها إلى انتهاك النظام الحاكم لحقوق الإنسان بشكل كبير".
وأضاف قائلا "ولقد شكل تفشي فيروس كورونا في تركيا ضغوطًا على نظام أردوغان لم يستطع تحملها بسبب الأعداد المتكدسة في السجون، فلجأ إلى قانون العفو العام الذي قام بموجبه بإخراج محكومين جنائيين يقترب عددهم من 90 ألف شخص".
وأردف قائلا "لكنه استثنى من ذلك القانون معتقلي الرأي، والمعارضين ممن يتهمهم بالإرهاب لمجرد معارضتهم له، وتركهم وجهًا لوجه مع الموت".
وفي سياق انتهاكات حقوق الإنسان أيضًا لفت جرجرلي أوغلو إلى أن "هناك عشرات الآلاف من المعتقلين من بينهم نساء ومرضى ومسنين، وحوامل، تنتهك حقوقوهم داخل السجون، حيث مات كثيرون منهم لعدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة ولم يسمح لهم بالخروج للعلاج".
وأشار المعارض الكردي كذلك إلى أن "هناك أيضًا أطفال حبسوا مع أمهاتهم داخل السجون، يعانون من مشاكل نفسية كبيرة بسبب الأجواء التي يعيشون بها، ناهيكم عن السيدات الحوامل اللاتي يزج بهن في السجن لأرائهم السياسية المعارضة دون مراعاة لظروفهن".
واستطرد قائلا "والنظام التركي ينتهك حقوق الإنسان بشكل فج، فهو يريد فرض إملاءاته على المجتمع لتطويعه، ومن يرفض ذلك يلصق النظام به على الفور تهمة الإرهاب، ويجد له نفسه الحق في تبني كافة أشكال المعاملة غير القانونية وغير الأخلاقية تجاه هؤلاء".
وفي نهاية حديثه عن الجزئية المتعلقة بحقوق الإنسان في تركيا قال جرجرلي أوغلو "خلاصة القول هناك انتهاك كبير لحقوق الإنسان بتركيا، وانتهاك لحرية الرأي والتعبير، وإذا أردنا أن نفصل القول في ذلك فسنكون بحاجة لأيام من الحديث".
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز