العنف بالصومال.. 3 أسباب تعيد "المشهد الدموي"
"تأخر الإصلاح.. وفشل الخطة الأمنية.. واستعراض عضلات من حركة "الشباب" الإرهابية.. 3 أسباب اعتبرها خبيران في تصريحات لـ"العين الإخبارية" وراء عودة العنف والمشهد الدموي بالصومال".
ويشهد الصومال خاصة العاصمة مقديشو منذ أسابيع تجدد العمليات الإرهابية، بعد أشهر من الهدوء النسبي، وأحدثها العملية التي استهدفت فندق الحياة وسط مقديشو، حيث اقتحم عناصر من حركة "الشباب" الفندق وأطلقوا النار على الموجودين، واستمرت الاشتباكات أكثر من ٢٤ ساعة.
وتبنت حركة الشباب الإرهابية الهجوم الذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا، بينهم ضابط من المستوى الرفيع، فيما يعد الهجوم الأكبر منذ تولي الرئيس الجديد الحكم.
وأرجع الخبيران في تصريحات لـ"العين الإخبارية" تجدد العنف والعمليات الإرهابية وعودة المشهد الدموي للصومال إلى 3 أسباب، وهي تأخر الإصلاح، وفشل الخطة الأمنية، واستعراض عضلات من التنظيم الإرهابي.
الإصلاح الأمني
يقول المحلل الأمني الصومالي عبدالفتاح محمود إن تأخر الإصلاح الأمني، وانشغال القيادة الصومالية الجديدة بالتعامل مع أزمة الجفاف كانت من أسباب عودة العنف من جديد.
وأضاف أن وجود الحرس القديم، والقيادات الأمنية التي عينها الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو، يعد خطرا كبيرا على الأمن في البلاد.
واعتبر المحلل الأمني الصومالي أن القيادات الأمنية الحالية لا يمكن أن تساهم في تعزيز الأمن، حيث تفتقد إلى ثقة الشعب بسبب تصرفاتها في عهد النظام السابق.
من جانبه، قال المحلل الأمني الصومالي سالم سعيد إن "حركة الشباب الإرهابية تريد من وراء هذا الهجوم إرسال رسالة استعراضية بأنها قادرة على ضرب أهداف كبيرة، نظرا لموقع الفندق الذي يقع قرب مقار حساسة مثل الطريق الرئيسي لمطار مقديشو، ومقر المباحث الجنائية التابعة للشرطة".
وأضاف سالم أن الحركة تبرهن على قدراتها في المواجهة في ظل أجندة الحكومة الجديدة التي يتصدرها الملف الأمني، ومحاربة الإرهاب فكريا واقتصاديا وعسكريا.
ويعزي سالم أسباب عودة العنف إلى فشل الخطة الأمنية بالعاصمة مقديشو، التي تم صياغتها للدفاع عن المناطق الحكومية أكثر من مواجهة الإرهاب.
ويرى مراقبون بأن عدم تغيير كل قادة الشرطة والجيش وعمدة مقديشو والاحتفاظ بمناصبهم رغم تحيزهم المعروف للرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو قد يساهم بشكل غير مباشر في الخروقات الأمنية، وموجة العنف.
تاريخ من العنف
حالة فوضى ضربت الصومال منذ سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري، عام 1991، والذي أعقبته حرب بين زعماء العشائر وظهور حركة الشباب الإرهابية.
عقد منصرم منذ العمليات التي شنت لطرد المتطرّفين الشباب المرتبطين بتنظيم "القاعدة" من العاصمة أغسطس/آب 2011، على يد قوة الاتحاد الأفريقي (أميصوم) وفقدوا معاقلهم تدريجياً.
وفي فبراير/شباط 2017، انتخب البرلمانيون محمد عبدالله محمد الملقب "فرماجو" رئيساً.
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أدى انفجار شاحنة مفخخة في مقديشو إلى مقتل 512 شخصاً على الأقل في هجوم نسب إلى "الشباب" وكان الأكثر دموية في أفريقيا على الإطلاق.
توترات انتخابية
وفي 25 يوليو/تموز 2020، سقط رئيس الوزراء حسن علي خير بعد تصويت بحجب الثقة من قبل النواب رسمياً لفشله في تنظيم انتخابات بالاقتراع العام، ثم في 18 سبتمبر/أيلول، عيّن محمد حسين روبلي خلفاً له بعدما تمّ التوصل إلى اتفاق لتنظيم انتخابات بالاقتراع غير المباشر قبل نهاية ولاية فرماجو في فبراير/شباط 2021.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أمر في 5 ديسمبر /كانون الأول 2020، بسحب "غالبية" القوات الأمريكية من الصومال "بحلول أوائل 2021".
نهاية الولاية ومواجهات
في 7 فبراير/شباط 2021، انتهت ولاية "فرماجو" بدون اتفاق بين الحكومة الفيدرالية والولايات بشأن الانتخابات، وفي الثامن من الشهر نفسه، اعتبر تحالف من مرشحي المعارضة أن الرئيس الذي انتهت ولايته غير شرعي.
وبالفعل، دعت الأسرة الدولية إلى إجراء انتخابات سريعة بينما مدد أعضاء بالبرلمان موالين لـ"فرماجو" ولايته لمدة عامين في 12 أبريل/نيسان، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة استمرت عدة أيام في مقديشو وسقط خلالها ثلاثة قتلى.
وفي 31 مارس/آذار، وافقت الأمم المتحدة على قوة جديدة لحفظ السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي سُميت "أتميس" (خلفا لأميصوم)
وبعد ذلك وفي 26 و28 أبريل/نيسان 2022، تم انتخاب رئيسي مجلسي البرلمان. وأخيرا وفي منتصف مايو/أيار الماضي تم تنظيم الانتخابات وانتُخب حسن شيخ محمود رئيساً للمرة الثانية.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز