ما بين تصريحه لـ"العين الرياضية" وتتويجه بالأفضل.. فان ديك ذكي أم متواضع؟
تقرير يحاول الإجابة عن سؤال يتعلق بما إذا كان فيرجيل فان ديك ذكيا أم متواضعا بالعودة لتصريحات اللاعب لـ"العين الرياضية" منذ 3 شهور
"أعتقد أنني لا أستحق الفوز بالكرة الذهبية.. كل شخص له مطلق الحرية في رأيه فلست أنا من يختار الفائز في النهاية، لكن أعتقد أنني لست مرشحا لتلك الجائزة.. كما قلت من قبل ميسي هو أفضل لاعب في العالم ويستحق التتويج بالكرة الذهبية".
كانت تلك هى الكلمات التى رد بها النجم الهولندى فيرجيل فان ديك، مدافع ليفربول الإنجليزي، على سؤال حول ترشيحه لجائزة الأفضل فى العالم، فى اللقاء الحصرى الذى أجرته معه "العين الرياضية" على هامش نهائى دورى الأمم الأوروبية الذى أقيم فى مدينة بورتو البرتغالية يوم 9 يونيو/حزيران الماضى، وانتهى بتتويج منتخب البرتغال على حساب هولندا.
تصريحات فان ديك لـ"العين الرياضية"
وبعد أقل من 3 أشهر من تصريحات فان ديك، جاءت اختيارات الاتحاد الأوروبي لتتوج مدافع ليفربول بجائزة لاعب العام في أوروبا على حساب الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة الإسباني، والذي كان منافسا لفان ديك ومعه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الإيطالي، الذي توج بدوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده على حساب طواحين هولندا بقيادة فان ديك في نهائي البطولة بنتيجة 1-0.
فان ديك ذكي أم متواضع؟
وبالنظر لتصريحات النجم الهولندي، فقد رأى البعض أنها تعكس ذكاء كبيرا للاعب، فهو قالها بعد فوزه بجائزة لاعب العام في الدوري الإنجليزي، وتتويجه مع الريدز بدوري أبطال أوروبا، وبالتالي فمن المنطقي أن يكون مرشحا للفوز بجائزة لاعب العام في أوروبا والعالم.
لكن وجهة النظر هذه ترى أن فان ديك أراد بتصريحاته إظهار عدم اهتمامه بالجوائز الفردية، وأن كل ما يركز عليه هو الألقاب الجماعية، مما يؤدي إلى كسب اللاعب تعاطف الجماهير والنقاد على حد سواء، وبالتالي تزيد شعبيته، وهو ما يصب في صالحه في نهاية الأمر بالفوز بالجوائز الفردية التي استبعد مسبقا استحقاقه لها أو اهتمامه بها.
على الجانب الآخر، يرى آخرون أن هذه هي عقلية فان ديك بالفعل، وأن طبيعته الشخصية تميل للتواضع والإيثار وجميع مواقفه وتصريحاته مع ناديه ومنتخب بلاده تؤكد وتوضح ذلك، وتلك الشخصية جعلته محبوبا للغاية بين جميع زملائه ومدربيه منذ بداية مسيرته الاحترافية.
كما أن فان ديك عبر في مناسبات عديدة سابقة عن إعجابه بالأسطورة ليونيل ميسي ولذلك رشحه لنيل جوائز هذا العام بكل اقتناع وبدافع الحب والقناعة.
وبالتعمق في عقل فان ديك، فإن تصريحاته وقتها قد تكون منطقية، فالدولي الهولندي كان يدرك بكل تأكيد أن أيا من المدافعين لم ينل شرف التتويج بجائزة الأفضل في أوروبا من قبل، كما أن جائزة الأفضل في العالم لم يفز بها أي مدافع منذ 2006 عندما ذهبت للإيطالي فابيو كانافارو الذي قاد منتخب بلاده للتتويج بالمونديال في العام نفسه.
ووفقا لذلك فإن فان ديك رأى أن فرص أي مدافع في الفوز بجائزة الأفضل تكاد تكون مستحيلة، وربما كانت تلك هي الفرضية التي بنى عليها تصريحاته.
رهان كلوب الناجح
فان ديك الذي راهن عليه الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول، وأجبر إدارة النادي على دفع ما يقرب من 84 مليون يورو قبل موسم ونصف لضمه من صفوف ساوثهامبتون الإنجليزي وجعله أغلى مدافع في التاريخ – وقتها – كسب رهانه على لاعبه بالفعل، حيث كان الموسم الماضي هو موسم الانفجار لموهبة فان ديك الدفاعية بقيادته فريقه للتتويج بدوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي، بالإضافة لوصافة الدوري الإنجليزي في منافسة مع البطل مانشستر سيتي ظلت حتى اللحظة الأخيرة في المسابقة.
الصخرة الهولندية أيضا نال التقدير المناسب من رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية، وتوج بجائزة لاعب الموسم، كما اختاره الاتحاد الأوروبي ضمن فريق العام، وأفضل مدافع في أوروبا، قبل أن ينال جائزة القميص الفضي كأفضل لاعب في 2019.
فان ديك بالإضافة لكونه أول مدافع ينال الجائزة، فإنه أيضا وضع اسم بلاده في لائحة الأفضل، بعد أن أصبح أول هولندي يفوز بها، كما أعاد للدوري الإنجليزي بريقه وأصبح أول لاعب من البريمييرليج يتوج بتلك الجائزة منذ كريستيانو رونالدو الذي فاز بها بقميص مانشستر يونايتد عام 2008، وأول لاعب من ليفربول يفوز بها منذ القائد الأسطوري ستيفن جيرارد عام 2005.
وبالإضافة لأرقامه الفردية والجماعية، فإن فان ديك أجبر كل محبي كرة القدم في العالم على متابعة تحدٍ شخصي لهذا المدافع الصلب الذي حقق رقما استثنائيا بفشل كل لاعبي الخصوم في مراوغته أو المرور منه في 50 مباراة متتالية في الدوري الإنجليزي، قبل أن يوقف نيكولاس بيبي مهاجم أرسنال هذا السجل بنجاحه في مراوغة المدافع الهولندي في مباراة الفريقين الأخيرة ضمن الجولة الثالثة للبريمييرليج، والتي حسمها "الريدز" بنتيجة 3-1.
وسواء كانت تصريحات فان ديك السابقة تحمل قدرا كبيرا من الذكاء، أو قدرا أكبر من التواضع والإيثار، أو حتى عقلانية ومنطقية، فإن النجم الهولندي استحق بالفعل التتويج بجائزة الأفضل في أوروبا.
وما زال مرشحا فوق العادة للفوز بجائزة الأفضل التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم والمقرر إعلان الفائز بها يوم 23 سبتمبر/ أيلول المقبل، في مدينة ميلانو الإيطالية، وقد يكمل فان ديك ثلاثيته بالفوز بالكرة الذهبية ليكون موسما أسطوريا في مسيرة لاعب شديد الذكاء وشديد التواضع اسمه فان ديك.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA=
جزيرة ام اند امز