عالم مصري يكشف علاقة كورونا بمرضى القلب والسكري
العالم المصري يوضح أن حالات الوفاة من بين المصابين بالفيروس تزيد على النساء بمقدار الضعف بسبب زيادة معدلات التدخين بين الرجال.
أرجع الدكتور إسلام حسين الخبير المتخصص في علم الفيروسات، زيادة احتمالات الوفاة من جراء فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) بالنسبة للمرضى بأمراض القلب والسكري، إلى أن الإصابة بالفيروس تزيد لدى من يعانون من مشكلات في الجهاز المناعي ومن يتعاطون أدوية الكورتيزون.
وأوضح الباحث السابق بقسم الهندسة البيولوجية في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT)، خلال ندوة لمجلة "للعلم" (الطبعة العربية من مجلة "ساينتيفيك أمريكان) في مصر، أن حالات الوفاة بين المصابين بالفيروس من الرجال في الصين تزيد على النساء بمقدار الضعف، بسبب زيادة معدلات التدخين بين الرجال مقارنة بالنساء.
وقدّر حسين مدة بقاء فيروس كورونا الجديد على الأسطح بفترة تتراوح بين 4 إلى 6 أيام، وقد تصل إلى 9 أيام.
وفيما يتعلق باحتمالات وجود مؤامرة تربط بين انتشار الفيروس وما يعرف بـ"الحروب الناعمة"، رأى عالم الفيروسات المصري أنه من الصعب جداً التعامل مع مثل هذه الأمور بنظرية المؤامرة.
ولفت إلى أن فيروس "سارس"، على سبيل المثال، كلف الإنسانية مليارات الدولارات بسبب تأثيراته على الشحن والطيران وحركة النقل والسياحة وجميع النواحي الاقتصادية في العالم كله وليس في مكان محدد دون غيره.
وشدد على أهمية دعوة جميع البلدان إلى تثقيف شعوبها وتكثيف رقابتها لاكتشاف كل حالة وعزلها وتقديم الرعاية لها، بما يضمن حماية كل فرد بحماية نفسه والآخرين من حوله من خلال الحرص على غسل اليدين بشكل منتظم بفركهما بمطهر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون، والمواظبة على تنظيف الأسطح بمحلول معقم، مثلاً منضدة المطبخ ومكاتب العمل؛ واستخدام المناديل في حالة العطس أو السعال.
وحول اكتفاء منظمة الصحة العالمية بوصف الفيروس باعتباره "فاشية" وعدم إعلانها عنه باعتباره "وباء"، قال إن "مصطلح الفاشية يشير إلى وجود مصدر المرض في بؤرة رئيسية؛ بينما يشير مصطلح الوباء إلى انتشار محلي للفيروس لا يرتبط بالسفر وأن ينتشر المرض في دولتين أو أكثر، علاوة على الدولة الرئيسية التي ينتشر بها المرض"، موضحاً أنه "سيتم على الأغلب الإعلان عن الفيروس باعتباره وباء في ظل انتشاره في كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا إضافة إلى الصين".
وأوضح أن فيروس كورونا الجديد ينتمي إلى عائلة كبيرة من الفيروسات التاجية التي اكتسبت اسمها من شكل البروتينات الخارجية المحيطة بالفيروس، التي تضم عائلة كبيرة منها ما يعدي الحيوانات؛ ومنها ما يعيش مع العائل الطبيعي، وأعداد أخرى تكيفت مع الخفافيش وتتعايش معها دون أن تنقل لها أي أمراض.
وتابع: "خلال الـ20 عاماً الماضية، كانت لدينا 4 أنواع متوطنة من تلك الفيروسات لدى البشر؛ وجميعها لا تؤدي سوى الإصابة بنزلات البرد؛ وتعود جميع تلك الأنواع إلى مرحلة ما قبل ظهور فيروس سارس؛ ففي عام 2002 تغيرت الصورة المسالمة لتلك الفيروسات، إذ بدأت بعض عناصر تلك العائلة الفيروسية القفز من الحيوان إلى الإنسان؛ ما أثار مشكلات بدأت مع (سارس) ثم (ميرس)".
وفسر حسين عملية الانتقال تلك قائلاً: "كانت بداية ظهور (سارس) مع الخفافيش، ثم انتقلت إلى عوائل وسيطة تشبه القطط التي يتم تناولها في الصين؛ أما (ميرس) فلعبت الجمال دور العائل الوسيط؛ إذ ظهرت أول حالة للإصابة به في الأردن؛ وكان المصاب يقوم بتربية الجمال في بيت به نخيل يحمل عششاً للخفافيش؛ ما أدى لانتقال الفيروس من الخفافيش إلى الجمال، ومنها إلى الإنسان؛ وكان مصدر الخطورة هنا الجمع بين الإنسان والحيوانات البرية في مكان واحد".
وفيما يتعلق بفيروس كورونا الجديد، قال عالم الفيروسات إن المشتبه الرئيسي في نقل المرض هو حيوان آكل النمل؛ الذي يستخدم في الصين كجزء من وسائل العلاج الشعبي في حالات الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل.
وأشار إلى أن هذا النوع من الحيوانات يواجه خطر الانقراض بصورة دفعت السلطات هناك إلى شن حملات لمطاردة من يتاجرون فيه؛ وتتغذى هذه الحيوانات على فضلات الخفافيش بصورة تجعلها عاملاً لنقل المرض إلى الإنسان؛ حتى إن دراسات سابقة أجريت على فيروسي سارس وميرس أظهرت وجود قواسم مشتركة في التركيب الجيني تقدر بـ50% بالنسبة لفيروس ميرس؛ فيما يتطابق تسلسل مجموع التركيب الجيني المأخوذ من مرضى سارس التسلسل الجيني للفيروس في الخفافيش بنسبة تقدر بـ96%.
أما فيما يتعلق بإعلان منظمة الصحة العالمية عن أن هناك أكثر من 20 لقاحاً يجرى العمل على تطويرها عالمياً، أشار حسين إلى أنه على دراية بالفعل بأن هناك شركتين، على الأقل، تعملان على إنتاج لقاحين، مضيفاً: "لكن من المبكر الحديث عن ذلك؛ والأمر يحتاج إلى فترة ليست بالقصيرة لتأكيد مثل هذا الأمر".
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز