حرم إعلامي افتراضي.. ثورة في عالم التعلم بالإمارات
أهمية قصوى توليها المؤسسات العربية لبيئة الإعلام الرقمي توجت بإطلاق أول حرم افتراضي بمنطقة الشرق الأوسط لتطوير مفهوم التعليم المستقبلي.
التجربة غير المسبوقة أطلقتها أكاديمية الإعلام الجديد في دولة الإمارات، باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، بهدف توفير بيئة تفاعلية دامجة للمتعلمين ومساعدتهم على التفاعل والتواصل المستمر.
الحرم الافتراضي الابتكاري يأتي مواكبة لاهتمام دولة الإمارات بالتعليم المتقدم والبيئة الرقمية والتطور التكنولوجي، ليصبح لبنة جديدة في بناء التقدم والابتكار الإعلامي.
تركّز أكاديمية الإعلام الجديد على تأهيل الشباب العربي وتدريبهم على أحدث تقنيات التواصل الرقمي، على يد مجموعة لامعة من أفضل وأبرز الأكاديميين والمتخصصين والخبراء العاملين في ألمع الشركات العالمية والجامعات الأكاديمية الدولية المرموقة.
وتتناسق أهداف الأكاديمية مع 4 احتياجات رئيسية في دولة الإمارات والمنطقة، وهي تنمية المواهب، وبناء القدرات، والاستعداد للمستقبل والتعلم المفتوح، وهي احتياجات تعكس الدور الهام الذي تلعبه الأكاديمية في ضمان مستقبل واعد لدولة الإمارات والمنطقة العربية، وتأمين فرص عمل بقطاع رئيسي للاقتصاد المحلي والإقليمي.
تجربة تعلم ثلاثية الأبعاد
الحرم الافتراضي يعتمد على تقنية الواقع الغامر بهدف تقديم تعليم عالمي المستوى ووضعه في متناول متعلمي المهارات الرقمية ومستخدمي أدوات صناعة المحتوى الإبداعي في الإمارات والمنطقة.
أيضا تهدف هذه التجربة إلى تطوير مفهوم التعليم المستقبلي الذي يتلاءم مع المتغيرات والمتطلبات في أنماط ومفاهيم الحياة ونماذج التعليم الحديث.
ويحاكي الحرم المتكامل في تصميمه مركبة فضائية تدور حول كوكب المريخ؛ استلهاماً من الإنجاز الإماراتي بوصول مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر، ويوفر للمتعلمين تجربة تماثل بيئة استكشافه.
وطورت الأكاديمية حرمها الافتراضي الجديد بالتعاون مع المنصة العالمية المختصة بتصميم البيئات التعليمية المتطورة بتقنيات الواقع الافتراضي والحائزة على جوائز عالمية "إنغايج" ENGAGE .
التجربة التعليمية غير المسبوقة تضيف مستقبلاً تقنيات الواقع الغامر Immersive reality إلى حرمها الأكاديمي الافتراضي.
المدير التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد راشد العوضي، قال إن تدشين الحرم الافتراضي للأكاديمية تجعل الأدوات المتنوعة للتعلم الغامر جسراً للوصول إلى أفضل إمكانات وبيئات التعلم.
أيضا توفر تجربة متكاملة تحاكي الواقع بكل تفاصيله، ليصبح الطلاب والمتعلمون مشاركين فاعلين في عملية تعليمية متطورة تقدم تجارب استثنائية تخاطب الحواس وتسمح بالتفاعل بين المتعلمين ومع المواد، وفقا لتعليقه.
تغير طريقة التعلم مع العادات التكنولوجية اليومية كانت سببا في ابتكار الحرم الافتراضي، "وفيما يغير التحول الرقمي حياتنا، تقدم تقنيات الواقع الافتراضي طرقاً جديدة للتعلم والتعليم. والحرم الافتراضي سيوفر للطلاب تجربة تعليمية متميزة غامرة غير مسبوقة"، حسب قول العوضي.
أحد أهداف الواقع الابتكاري إعداد أجيال عربية متمكنة في مجال صناعة المحتوى المبتكر ووضع معايير نوعية للتعلم الإبداعي والرقمي على مستوى المنطقة، توظف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، وتطوّر باستمرار أنماط التعلّم المستمر وتسهم في بناء كوادر عربية مؤهلة في تخصصات الإعلام الجديد وصناعة المحتوى الإبداعي بطموح لا يعرف الحدود.
بناء مجتمعات المستقبل الذكية
الكاتب العالمي تشارلي فينك، خبير تقنيات الواقع الافتراضي والغامر الذي تنشر مقالاته التخصصية في مجلة "فوربس"، شارك في تدشين الحرم الأكاديمي وتحدث عن مستقبل بيئات التعلّم الافتراضية والتفاعلية، ودورها في تمكين كوادر المؤسسات والمساهمة في بناء مجتمعات المستقبل الذكية.
وقال فينك إن تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع الغامر أثبتت كفاءة عالية في مواكبة التغيرات المتسارعة التي شهدها عالمنا خلال العام الماضي على مستوى نظم التعلّم والعمل والتواصل.
اليوم يمكن لتجارب الواقع الافتراضي الغامرة والمتكاملة أن تعزز مرونة قطاعات الأعمال والتعليم والتدريب والرعاية الصحية، وأن تضمن تواصلنا مهما كانت الظروف بالاستفادة من الأدوات والحلول الرقمية، وفقا للخبير العالمي.
إطلاق أكاديمية الإعلام الجديد للحرم الافتراضي الأول من نوعه في المنطقة يجعل منها نموذجاً يحتذى في تطوير آليات مبتكرة ترسم مستقبل التعلّم وتمنح المتعلمين مساحات جديدة أوسع لاختبار وتجريب المفاهيم والأفكار في بيئة افتراضية لا حدود فيها للإبداع، حسب فينك.