جلسات رؤية الأبناء.. هل باتت سلاحا ضد الآباء في مصر؟ (خاص)
أبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، غضبهم تجاه مقطع فيديو يعرض لقاء أب بابنه في جلسة رؤية.
خلال المقطع، عامل الصغير والده بشكل غير مألوف، إذ ربط حبه له بالأموال التي يتحصل عليها منه، وطالبه بضرورة الحصول على 50 جنيهًا مصريًا بشكل فوري.
الطريقة التي تعامل بها الصغير أثارت دهشة الأب، الذي بدوره استفهم من نجله عمن لقنه هذه الكلمات، قبل أن يخبر ابنه: "ماما كانت بتعمل كده زيك كانت وحشة".
بتداول هذا المقطع على نطاق واسع، أثيرت النقاشات حول الآثار السلبية التي تعود على الطفل جراء انفصال والديه، كما تطرق البعض إلى فكرة تحول جلسات الرؤية إلى سلاح يُستخدم ضد الأب، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" تسليط الضوء عليه خلال السطور التالية.
الطفل ضحية
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الطفل في المقطع المتداول تعرض لتلقين، فما فعله من تصميم على طلب المال وترديد نفس العبارة خير دليل.
أضاف "فرويز"، لـ"العين الإخبارية": "يبدو أن هناك سوء التربية من الطرفين، حتى في معاتبة الأب لابنه يقول له: (أنت مثل أمك)، لا يجوز إقحام الطفل في المشكلات مع والدته الصغير".
نوه "فرويز" بأن الطفل في هذه الحالة يكون معرضًا للإصابة باضطراب نفسي، مطالبًا بضرورة حل مشاكل الأبوين بعيدًا عن الصغير: "المشاكل الشخصية يجب أن تكون بعيدة عن الصغير الذي لا ذنب له فيها، وهذا لضمان عدم كراهيته لأي طرف منهما، وإحداث مشكلة نفسية له مع المجتمع والمعاناة من اضطرابات سلوكية".
ما سبق أكد عليه الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي، موضحًا: "المسألة أبعد من هذه الجلسة، الابن معرض لعملية استغلال من جانب أمه بحيث بات مشحونًا ضد والده بعدما أجرت والدته عملية غسيل مخ له، هي تعاملت بغير حكمة".
أشار "الباسوسي"، في تصريحه لـ"العين الإخبارية": "حينما يقع الانفصال يجب أن تظل صورة الأب أو الأم داخل الابن طيبة من الناحية النفسية، فمع تشوهها يتعرض لآثار سلبية تتمثل في اضطرابات نفسية تظهر عليه مع بلوغه سن 14 عامًا بحد أقصى".
تابع: "للأسف قليل من الأسر تنفصل بالتراضي، فالخلافات بين طرفي العلاقة تنعكس على الأولاد ويجري استغلالهم بشكل سيء ويدفع الصغار الثمن هذا الوضع".
كشف "الباسوسي": "أكثر من 90% من الحالات التي تُعرض عليّ في عيادتي، من ضمن أساليب العلاج المستخدمة لابد أن يتم إصلاح صورة الأب والأم داخل الابن المصاب بالاضطرابات النفسية، بما جعله غير متكيف مع الواقع المحيط به".
من جانبها، رأت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن المجتمع المصري بات في حاجة إلى تنظيم جلسات لحوارات أسرية يجري تطبيقها بين الزوج والزوجة حتى قبل ارتباطهما.
أضافت "سامية"، لـ"العين الإخبارية"، أن المحبة والعواطف جرى انتزاعها من الشباب.
ما سبق، ترتب عليه، بحسب "سامية"، تفضيل الأجيال الجديدة للمادة وربط مصالحها بها، وهذا كله نتاج التربية التي نشأوا عليها: "بات هناك تقديس للمادة بشكل مرضي".
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز