رصد نشاط نسبي لبركان خامد بقارة أنتاركتيكا
حركات في صهارة القشرة الأرضية على جزيرة "باين" الواقعة في الجهة الغربية من القارة القطبية الجنوبية، تنبئ بوجود بركان نشط.
تتمتع قارة أنتاركتيكا بطبقة من الجليد تبلغ نسبتها حوالي 98% ويبلغ سمكها 1.2 كم في المتوسط، لكن ذلك لم يمنع ظهور بعض البراكين في الماضي.
وهناك على أرض "ماري بيرد" الواقعة في الجزء الغربي من القارة سلسلة بركانية مرئية على السطح تمتد بشكل خطي على طول محور شمالي جنوبي، مع العلم بأن عمر البراكين التي تشكلها يتناقص في هذا الاتجاه.
وتم رصد حركات في صهارة القشرة الأرضية على جزيرة "باين" الواقعة في الجهة الغربية من القارة القطبية الجنوبية، تنبئ بوجود بركان نشط أو يكاد يصبح كذلك، ويقع على عمق ربما يزيد على كم واحد تحت الجليد، ويمكن لهذا البركان أن ينبثق في أي لحظة، لكن هناك فرصة ضئيلة حال ثورانه أن يحدث اختراق في الغطاء الجليدي، إلا أن الحرارة المنطلقة ربما تسرع من انزلاقه، وبالتالي المساهمة في رفع مستوى المحيطات.
وفي الطرف الشمالي مما يعرف بالإنجليزية باسم Executive Committee Range، تقع قمة "ويتني بيك" المكونة من خمسة براكين، والتي ظهرت منذ 13.7 إلى 13.2 مليون سنة، في حين أن جبل "ويسش" خرج من الأرض قبل أقل من مليون سنة في الطرف الجنوبي، ومنذ ذلك الحين لم يتم العثور على أي دليل يشير إلى وجود نشاط صهاري محتمل.
وسجلت أجهزة الكشف في يناير وفبراير 2010 ومارس 2011، إشارتين زلزاليتين تتميزان بموجات بطيئة بشكل مدهش تعرف بـP، وS أثارت اهتمام الباحثة أماندا لوف، وزملائها، وقد ظهرت نتائج ما توصلت إليه هذه الباحثة في جامعة واشنطن في سانت لويس (الولايات المتحدة الأمريكية) ونشرتها في مجلة "نيتشر جيوساينس"؛ إذ ثمة بركان نشط غير معروف أو على وشك أن يصبح كذلك ويقع على عمق يزيد على كم واحد تحت الجليد.
وتوصلت الباحثة إلى أن الموجات الزلزالية ولدت على عمق يتراوح بين 25 و40 كم، وعلى بعد حوالي 55 كم جنوب جبل "الواش"، لكن الغريب أن هذا الموقع يوجد تماماً عندما يعرف باسم Executive Committee Range؛ حيث من المتوقع رؤية بركان جديد يظهر.
ووفقاً للعلماء يمكن أن يحدث ثوران بركاني في أي لحظة، لكن فرصه ضئيلة لإذابة طبقة الجليد السميكة التي تعلو البركان والبالغ سمكها باين 1.2 و2 كم في بعض الأماكن، لكن الحرارة المتولدة جراء تحرر الحمم يمكن أن تذوب طبقة الجليد من الأسفل، ما من شأنه أن يولد الكثير من الماء، فإذا ما اندلع البركان فمن الممكن أن يساهم في رفع مستوى سطح البحار بنسبة لا يزال يتعين تحديدها.
ووفقاً للقياسات التي أجريت فإن الحرارة البركانية التي يمكن وصفها بأنها نشطة تزيد 25 مرة عما يمكن أن يتوقعه المرء من بركان خامد، وإذا ما علمنا بأن الطبقة الجليدية في المنطقة القطبية الجنوبية الغربية تنام فوق نظام بركاني.