شفاء باحميش.. رائدة تطوع يمنية في زمن "الحرب"
اتخذت "شفاء" من اسمها تجسيداً عملياً لما تقوم به طيلة 3 عقودٍ من حياتها في تطبيب قلوب الناس وجبر كسرهم و"شفاء" أحزانهم ومد يد العون لهم وحل مشاكلهم.
منذ نعومة أظافرها، اقتحمت اليمنية شفاء سعيد باحميش، العمل التطوعي والإنساني، حتى باتت اليوم إحدى الرائدات في المجال المجتمعي اللائي يشار إليهن بالبنان في مدينة عدن اليمنية.
لا يمكن أن تمر ذكرى 8 مارس/آذار، الموافق اليوم العالمي للمرأة، في اليمن، دون أن تستحضر معها تضحيات نساء ورائدات العمل المجتمعي والإنساني، اللائي واجهن أزمنة الحرب وظروفها، وشفاء باحميش إحداهنّ، إن لم تكن أبرزهنّ.
تتحدث شفاء لـ"العين الإخبارية" عن بدايتها في العمل المجتمعي والتطوعي، مشيرةً إلى أن ذلك يعود لمنتصف تسعينيات القرن الماضي، حين كانت في المرحلة الثانوية من دراستها وتعمل في مجال الإسعافات الأولية.
وتضيف باحميش: "استمريت بالعمل التطوعي حتى توظفت في قطاع الصحة عام 2002، غير أني لم أترك العمل التطوعي والمجتمعي، بل توسعت فيه أكثر، إلى أن أصبحت ناشطة مجتمع مدني أخدم مجتمعي من خلال مناصرة قضايا الوطن الخدمية والاجتماعية والإنسانية".
وتؤكد أنها "وجدت ذاتها أكثر في هذا المجال. وأسعى للمساعدة في إيجاد حلول لأي مشكلة قائمة، سواءً كانت خدماتية أو مجتمعية أو انسانية".
وكل ذلك كان بفضل دعم أولي القربى، الذين ساندوها في مشوار حياتها العملي والمجتمعي، ووقفوا إلى جانبها، والمتمثلين في أسرتها وزوجها وأبنائها، ووالديها الراحلين.
تخفيف المعاناة رغم العوائق
"واصلت مسيرتي العملية في المجتمع المدني وعلى المستوى المحلي والخارجي أيضاً. ورغم وجود عوائق وعقبات كثيرة أمامي إلا أني بإصراري وإيماني بالعمل المجتمعي سأصل يوماً ما إلى ما أريد"، تقول شفاء باحميش.
وتضيف: "بفضل الله استطعت أن أخفف من معاناة المحتاجين بقدر استطاعتي وفي ظل أسوأ الظروف، وذلك رغم عدم وجود مَن يموِّل عملنا ولا مَن ينظر لما نسعي للقيام به من خدمة تطوعية ووطنية بحتة".
ورغم كل تلك العوائق إلا أن شفاء باحميش وأقرانها من العاملين في المجال التطوعي لم يفقدوا الأمل، لأنهم ببساطة يؤمنون بأن هدفهم هو الإنسان.
وتؤكد: "لم نفقد الأمل أبدًا، وسخر الله لما أناسًا خيرين يتفاعلون معنا ويقفون إلى جانبنا لانتشال الأوضاع من ترديها، وتخفيف معاناة الناس، والحد من النزاعات المحلية وغيرها".
مواجهة الحرب وتعزيز السلام
وخلال اجتياح مليشيات الحوثي الانقلابية لمدينة عدن خلال عام 2015، برز الدور الأكبر لرائدة العمل المجتمعي، شفاء باحميش، في المدينة.
في هذه الظروف كانت الكلمة العليا هي للفاعلات والفاعلين من ناشطي ومتطوعي المجتمع المدني، الذين واجهوا الخرب ودمار المليشيات، بالعمل الخيري وإيصال المساعدات إلى النازحين والمحتاجين، وتأتي شفاء على رأسهنّ.
وبعد تحرير عدن من المليشيات واستعادة حريتها، تفرغت باحميش وأخريات كثيرات من رائدات العمل المجتمعي في عدن إلى العمل في ظل الاستقرار، لتعزيز السلام والتنمية.
تقول شفاء: "سعينا خلال فترة ما بعد تحرير عدن إلى نشر الأمن والسلام من خلال مجموعات نسائية تعمل على تعزيز مشاركة النساء، بعد أن ساهمت الحرب على طمس أدوارهن على المستوى العام".
رسالة للنساء
في يومهنّ العالمي، تبعث شفاء برسالةٍ إلى النساء اليمنيات نصها: "إلى كل النساء.. كلما كنتنّ متكاتفات ومتقبلات لبعضكن البعض وكنتنّ على كلمة وهدف واحد سيكون حضوركن أقوى، وكلما دعمتنّ بعضكنّ بعضاً لن يستطيع أحد إقصائكنّ".
وتضيف: "يؤسفني بالأخير أنني أقول لن يكون للنساء ظهور ومشاركة ولن يصلوا إلى حقهنّ بالمشاركة وفرض تواجدهنّ إلا إذا اتاحوا الفرص لبعضهنّ البعض ودعمت كل واحدة الأخرى".
وأشارت إلى أن شهر مارس/آذار شهر المرأة، فلنرفع أصواتنا جنباً إلى جنب وليكون مطلبنا واحد ورئيسي وهو: "كفانا حروب ونريد الأمن والسلام، والعيش الكريم"، مهنئةً كل نساء العالم بالذكرى الـ112 ليومهنّ العالمي.
ودعت في ختام حديثها مع "العين الإخبارية" الحكومة اليمنية وجميع الجهات المختصة إلى إنهاء معاناة الشعب والنظر بعين الاعتبار لأهمية مشاركة النساء ضمن صانعي القرار.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز