الاحتجاجات الغاضبة تهز إيران.. عمال الطاقة يتحركون
دفع ارتفاع معدل التضخم فوق 50%، وزيادة البطالة وتأخر دفع الأجور، الآلاف من العمال بقطاع الطاقة في إيران إلى الدخول في احتجاجات متواصلة منذ أشهر.
ذكرت وكالات أنباء إيرانية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أن الآلاف من العمال بقطاع الطاقة بإيران نظموا احتجاجا للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل بحقول غاز الجنوب ومصافي بالمدن الكبرى.
ويعاني الاقتصاد الإيراني من أزمات متتالية جراء العقوبات الأمريكية المفروضة ضد طهران منذ أغسطس/أب 2018، بالإضافة إلى التداعيات السلبية ومعاناة البلاد من أسوأ انتشار لفيروس كورونا بالشرق الأوسط، مما دفع العمال والمتقاعدون لتنظيم احتجاجات شبه متواصلة بإيران منذ شهور.
عقوبات وكورونا
وأدى انتشار فيروس كورونا في إيران إلى وفاة 83 ألف شخص وإصابة 3,1 مليون، وفق أرقام رسمية ينظر إليها على نطاق واسع أنها أقل من الأرقام الحقيقية، بينما تلقى 1,13 مليون إيراني تقريبا جرعتي اللقاح المطلوبة، بحسب فرانس برس.
- حزب الله يقود لبنان لدائرة عقوبات أمريكا.. إيران في المشهد
- إيران تطارد بيتكوين.. 7 آلاف كمبيوتر تكشف تناقض سياسات طهران
وأعادت واشنطن فرض حزمتي عقوبات على إيران في أغسطس/آب، ونوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، ضمن حملة الضغط القصوى التي تهدف من خلالها إلى تغيير سلوك النظام الإيراني العدائي وإجباره على الجلوس لطاولة مفاوضات.
واستهدفت العقوبات الأمريكية ضد طهران قطاعات عديدة من بينها تجارة النفط، بالإضافة إلى فرض عقوبات على التحويلات الرئيسية للريال الإيراني، أو حسابات مصرفية خارج إيران، أو بنوك تخضع لنفوذ الريال الإيراني.
الأجور تفجر الغضب
وذكرت وكالة أنباء العمال شبه الرسمية أن عددا غير معروف من المرتبطين بعقود عمل مؤقتة "لزموا منازلهم" للضغط من أجل زيادة أجورهم وذلك بمنطقة عسلوية المركز الرئيسي لإنتاج الغاز.
وأقر بعض المسؤولين ونواب البرلمان بحدوث الاحتجاجات ودعوا لبذل جهود للمساعدة في حل المشكلات التي أثارتها.
وقال موسى أحمدي، نائب البرلمان عن عسلوية، في تصريح للوكالة "منذ أن علمنا بتحركات العمال وبمطالبهم بشأن الأجور والمزايا ... نتابع بجدية هذه القضايا في لجنة الطاقة (بالبرلمان)".
وتقول جماعات حقوقية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إن مصفاة طهران استغنت عن 700 عامل شاركوا في إضراب. وأظهر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي عمال مصفاة يحملون ما بدا أنها إنذارات فصل.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن شاكر خافاي المتحدث باسم شركة طهران لتكرير النفط نفى صحة التقرير، وقال إن شركة متعاقدة من الباطن استغنت عن 35 موظفا.
احتجاجات متواصلة
وأشارت تقارير صحفية، الأربعاء الماضي، إلى استمرار إضراب العمال المتعاقدين في ومشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات في عدة أجزاء من إيران، بالتزامن مع اتساع رقعة الاضراب والاحتجاج في مدن عدة من البلاد.
وذكر موقع إذاعة "فردا" الإيراني، إن "عمال العقود والمشاريع في ماهشهر وبندر جاسك وبندر عباس وبندر تونباك، وكذلك مصفاة النفط في كل من عبادان وأصفهان، قد أضربوا أو يغادرون أماكن عملهم ويعودون إلى مسقط رأسهم".
وأضرب عمال المصافي والبتروكيماويات ومحطات الكهرباء المتعاقدون مطالبين "بزيادة الأجور إلى 12 مليون تومان في الشهر" (350 دولاراً) و"تغيير الإجازة إلى 20 يوم عمل و10 أيام إجازة".
لكن هناك مطالب أخرى بحسب مجلس تنظيم الاحتجاجات العمالية، ومن بينها، "دفع الأجور في الوقت المحدد، وإنهاء فصل المقاولين والعمال، ويجب إلغاء قوانين العبودية في المناطق الاقتصادية الحرة".
ومن المطالب الأخرى لمجلس تنظيم شؤون العمال المتعاقدين "مراعاة معايير الصحة والبيئة والسلامة في مكان العمل، ورفع المعايير الصحية للمهاجع والخدمات الصحية، وإنهاء انتشار قوات الأمن في أماكن العمل، والاعتراف بالحق في التنظيم وعقد التجمعات والاحتجاجات العمالية".
ويعد إضراب العمال المتعاقدين ومشاريع النفط هو الثاني على التوالي في أقل من عام، فيما أعلن مجلس تنظيم شؤون العمال أن إضراب عمال العقود والمشاريع كان "إضرابًا تحذيريًا وسيستمر لمدة أسبوع، وفي 29 يونيو/حزيران الجاري سننضم إلى صفوف زملائنا الرسميين الذين أعلنوا الاحتجاج".
وتمر إيران بظروف اقتصادية غير مواتية، حيث بلغ التضخم في الاثني عشر شهرًا حتى يونيو من هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ، 43%، وهو أعلى معدل في الربع الأخير من قرن.
وفي هذا الصدد، وبالتوازي مع انخفاض القوة الشرائية في العام أو العامين الماضيين، كانت هناك تقارير عن العديد من المسيرات والإضرابات من قبل العمال وأصحاب الأجور بسبب الظروف المعيشية الصعبة.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA==
جزيرة ام اند امز