«فاغنر» تنزف في مالي.. خسائر فادحة ووضع معقد
خسائر فادحة تكبدتها قوات الجيش المالي وعناصر مجموعة فاغنر الروسية الخاصة على يد الانفصاليين، شمالي مالي.
وأعلن الانفصاليون في شمال مالي أنّهم قتلوا في المعارك، التي دارت بين 25 و27 يوليو/تموز الماضي في تينزاواتني قرب الحدود الجزائرية 84 من مجموعة فاغنر الروسية، و47 عسكرياً مالياً.
وأضاف الانفصاليون أنّ نحو 30 مقاتلاً في صفوف الجيش وحلفائه نقلوا من هذا المعسكر إلى كيدال على متن مروحيات بعد أن قُتلوا أو أصيبوا بجروح خطرة.
وبحسب انفصاليي "الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد"، وهو تحالف جماعات مسلحة انفصالية يهيمن عليها الطوارق، فإنّ جثثاً "متفحّمة" كانت موجودة أيضاً داخل مركّبات مدرّعة وناقلات جند.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقّق من هذه الحصيلة من مصدر مستقل.
ومُني الجيش المالي وحلفاؤه الروس بواحدة من أكبر انتكاساتهم منذ سنوات في شمال مالي الأسبوع الماضي إذ تكبدوا خسائر فادحة بعد معارك مع متمردين انفصاليين وهجوم شنه إرهابيون.
وفي حين لم تُعلَن أيّ حصيلة رسمية، أقرّ الجيش المالي بـ"عدد كبير من الوفيات" في تينزاواتني، كما أكدت قناة على منصة تليغرام مرتبطة بمجموعة فاغنر وقوع خسائر في صفوفها ومقتل أحد قادتها.
ولعبت فاغنر دورا بارزا في بعض من أعنف المعارك في الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن مستقبلها أصبح موضع تساؤل عندما قُتل زعيمها يفغيني بريغوجين في تحطم طائرة في أغسطس/آب الماضي، بعد شهرين من قيادته تمردا قصيرا ضد مؤسسة الدفاع الروسية.
وتواجه مالي، بعد استيلاء السلطات العسكرية على الحكم في انقلابين عامي 2020 و2021، تمردا من جماعات إرهابية منذ سنوات. وقالت إن القوات الروسية الموجودة في البلاد ليست مرتزقة من فاغنر، بل هم مدربون يساعدون القوات المحلية في استخدام المعدات المشتراة من روسيا.
وذكر تقرير قناة بازا الإخبارية، عبر تطبيق "تليغرام" خلال الأسبوع الماضي، أن مقاتلي فاغنر موجودون في مالي منذ عام 2021 على الأقل.
وجعل المجلس العسكري -الذي يتولّى السلطة في مالي منذ 2020- من استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته.
وتدهورت العلاقات بين المجلس العسكري في مالي وفرنسا على خلفية اتهامات السلطات المالية بتهاون فرنسي في الدفاع عن وحدة أراضي البلاد.
وسمحت الخلافات بين باماكو وباريس بالتدخل الروسي في غرب أفريقيا، في تحرك سرعان ما انتشر مثل العدوى بالمنطقة التي تشهد انتشارا لجماعات إرهابية.
ومنذ الاستعانة بفاغنر وطرد القوات الفرنسية فقدت الجماعات الانفصالية المسلّحة السيطرة على مناطق عدة في شمال مالي في نهاية 2023، بعد هجوم شنّه الجيش وبلغ ذروته بسيطرة قوات باماكو على مدينة كيدال، معقل الانفصاليين.
وتعاني مالي منذ 2012 من أعمال عنف ترتكبها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وعصابات إجرامية أخرى.
وتترقب فرنسا سير المعارك في مالي، إذ يعني نجاح المجلس العسكري في السيطرة على التمرد بدعم روسيا تراجع فرصها في العودة لممارسة دور فعال في المنطقة التي ظلت لعقود بمثابة فناء خلفي لباريس.