أين جثة قائد "فاغنر"؟
لقطات درامية لطائرة خاصة وهي تسقط على الأرض في روسيا بين عشية وضحاها، سرعان ما كان من بين ركابها اسم لطالما أثار الجدل والغموض.
إنه يفغيني بريغوجين، الذي كان ضمن قائمة الركاب العشرة على متن الطائرة التي تحطمت أمس الأربعاء، شمالي روسيا، وأعلنت سلطة الطيران المدني الروسية مقتلهم جميعا.
وفيما أعلنت السلطات الروسية أسماء قائمة الركاب الذين كان بينهم أيضا ديمتري أوتكين، مؤسس المجموعة العسكرية "فاغنر"، لم ترد أية معلومات عن الجثث، أو أية تفاصيل تتعلق بظروف الحادث.
وأظهر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه، نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، طائرة وهي تسقط من السماء.
وفي مقطع آخر لم يتم التحقق منه، ظهرت حطام محترقة على الأرض، في حادث فتح المحققون الروس تحقيقا جنائيا فيه.
واليوم الخميس، أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية بالعثور على أحد أجزاء الطائرة، عند مدخل قرية كوجينكينو، وذلك على بعد نحو كيلومترين من مكان التحطم.
أين الجثث؟
حتى اللحظة لا توجد أية أنباء عن مصير الجثث أو المكان الذي أودعت فيه، لكن تقارير إعلامية تحدثت عن وجودها في مكتب الطب الشرعي.
مراسل رويترز، هو الآخر، شاهد في موقع تحطم الطائرة، رجالا يحملون أكياسا سوداء للجثث على نقالة، بعيدا عن مكان الحادث.
ولم يصدر تعليق رسمي فوري من الكرملين أو وزارة الدفاع على مصرع بريغوجين الظاهرة، والذي يأتي بعد شهرين من تمرده الفاشل، والذي اعتبره كثيرون مهينا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولطالما نفى الكرملين أي تورط للدولة في مثل هذه الحوادث.
في المقابل، لم يشكل مقتل زعيم فاغنر مفاجأة للبعض، وهو ما عبّرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية.
إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "لا أعرف حقيقة ما حدث، لكنني لست مندهشا.. ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا ولم يتخلف عنه بوتين".
كما أن جانيس سارتس، مديرة مركز التميز للاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) صرحت بدورها، للتلفزيون اللاتفي بأن "إسقاط الطائرة لم يكن بالتأكيد مجرد صدفة".
وعشية حادث الطائرة، أعفت روسيا الجنرال سيرجي سوروفيكين من قيادة القوات الجوية الروسية، في أعلى مستوى لإقالة قائد عسكري بعد تمرد زعيم فاغنر الفاشل، في يونيو/حزيران الماضي.
وكان يفغيني بريغوجين هو رئيس الطهاة لدى بوتين، وكان في السابق أحد المقربين من الرئيس الروسي.
وكان يُنظر إلى سوروفيكين على أنه حليف لفاغنر في وزارة الدفاع، حتى إنه أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان هو أو غيره من كبار القادة قد ساعدوا بريغوجين في التمرد أو كان لديهم معرفة مسبقة بخططه.
روايات وتخمينات
إحدى الشائعات المتداولة حول مقتل زعيم "فاغنر" هي أن الطائرة سقطت بقنبلة موضوعة في صندوق نبيذ تم تقديمه للركاب على متن الطائرة.
وفي هذا الصدد، قال ضابط المخابرات البريطاني السابق كريستوفر ستيل لشبكة سكاي نيوز البريطانية: "من المؤكد أنها عملية داخلية، والاحتمال هو أنها قنبلة في صندوق نبيذ".
لكن المحلل العسكري في سكاي نيوز، شون بيل، لفت إلى أن لقطات الطائرة وهي تهبط على الأرض مع فقدان أحد جناحيها تشير إلى أن الحادث لم يكن نتيجة قنبلة.
وأوضح بالقول: "بشكل عام، عندما تكون هناك قنبلة داخل الطائرة فإنها تنفجر، وبالتالي على الأرجح لن يتم نزع جناحها".
وبغض النظر عما كان وراء الحادث أو أيا كان، فإن وفاة زعيم فاغنر، من وجهة نظر مراقبين، من شأنها أن تخلص بوتين من الشخص الذي شكل أخطر تحد لسلطة الزعيم الروسي منذ وصوله إلى السلطة في عام 1999.
وشوهد بريغوجين لآخر مرة في مقطع فيديو، يوم الإثنين الماضي، بدا أنه تم تصويره في أفريقيا، حيث تحدث عن جعل القارة "حرة".
وظهر زعيم فاغنر وهو يرتدي ملابس مموهة ويحمل بندقية، في الفيديو نفسه الذي لم تتحقق "العين الإخبارية" من تاريخ تسجيله.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز