ولاء البوشي.. مدافعة عن حقوق المرأة وزيرة "لشباب" السودان
البوشي حصلت على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة بريطانية وقادتها مؤهلاتها للعمل كأول امرأة في ورش مصانع السكر.
قبل ثلاث سنوات من الآن، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة لفتاة سودانية وهي تحاصر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وتهمس في أذنه أثناء مناسبة تبدو اجتماعية، لتحقق لها شهرة عالية.
- حكومة حمدوك في عيون السودانيين.. تفاؤل وتطلع لواقع جديد
- إبراهيم البدوي.. كفاءة أممية تقود اقتصاد السودان
ومنذ ذلك الحين ظلت ذاكرة كثير من السودانيين تحفظ ملامح الناشطة الحقوقية ولاء عصام البوشي، التي عينها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وزيرة للشباب والرياضة في الحكومة الانتقالية.
وكشفت بوشي في وقت لاحق تفاصيل صورتها مع أوباما، مشيرة إلى أنها التقته صيف 2016 خلال دراستها ضمن بعثة برنامج واشنطن لزمالة مانديلا للقادة الأفارقة، وهمست في أذنه تحثه على ضرورة رفع العقوبات عن السودان؛ حيث تضرر المواطن أكثر من نظام عمر البشير.
وبعد إلحاح وهمة على الوطن الجريح، حصلت ولاء البوشي بحسب روايتها وقتها، على وعد من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنهم "يعملون على طرق أخرى لتخفيف آثار العقوبات، وهي موضوعات سرية لا يبوح لها بها".
ولم يمضِ طويلاً على تلك الواقعة إلا وأصدر باراك أوباما في آخر دورته الرئاسية عام 2017 أوامر تنفيذية برفع الحظر الاقتصادي المفروض على السودان منذ 1998 وأبقى على الخرطوم في لائحة الدول الراعية للإرهاب.
تنحدر بوشي من ولاية الجزيرة وسط السودان؛ حيث ولدت في مدينة ودمدني عاصمة الولاية عام 1986، ودرست فيها مراحلها الإعدادية والثانوية، قبل الانتقال لدراسة الهندسة والمعمار في جامعة الخرطوم.
ومضت تلحق في رحاب العلم، لتحصل على درجة الماجستير بتقدير امتياز في الهندسة الميكانيكية المتقدمة من جامعة أمبريال كولج بلندن.
تلك المؤهلات قادت لتعيينها كأول امرأة مهندسة ميكانيكية في ورش مصانع السكر السودانية منذ تأسيسها بالستينيات، كما عملت بورش مصانع حلفا، والجنيد، وسنار، وعسلاية، وكانت من التجارب العملية لاقتحام النساء لجميع المجالات.
إنصاف المرأة
وتعد ولاء البوشي من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة والطفل ودائماً ما تنادي بإنصاف النساء ووقف اضطهادهن، وبعض العادات الضارة بهن كالختان والزواج المبكر، وذلك من خلال ورش عمل تقيمها بمؤسسة فردريش أريربورت الألمانية بالخرطوم.
وأسست ولاء مبادرة يوم قادة زمالة مانديلا الأفارقة لدعم مبدأ العمل المشترك بين الشباب الأفريقي وترسيخ دور الشباب في دعم وتنمية المجتمعات منذ عام 2017، وخدمت المبادرة المئات من الآلاف في جميع أنحاء القارة على كل المستويات؛ أهمها تمكين الشباب، والصحة، والتعليم، والزراعة، والسياسة، والفقر، والإعلام وغيرها.
وفي السودان نظمت البوشي يوماً للتنوع الديني؛ حيث جمعت المسلمين والطوائف المسيحية، كان عن التمازج وبث روح الإخاء والمحبة بين جميع أطياف المجتمع السوداني.
وتعمل البوشي حالياً بالجزائر كباحثة في مجال سياسات الطاقة، وتعمل في خمسة برامج استراتيجية رئيسية تخدم حقل الطاقة، والطاقة المتجددة والنظيفة في كل الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي.
وكانت ولاء عصام أول من بزر اسمه من الوزراء المرشحين للحكومة الجديدة، بعدما كتبت على صفحتها بالفيسبوك منذ وقت مبكر تزف البشرى لأبناء جيلها ورفقائها في النضال، بأنها قد حازت على وزارة الشباب والرياضة التي أسمتها "بوزارة الثورة".
وأصبحت بوشي "35 عاماً" أيقونة نشطاء التواصل الاجتماعي من شباب وشابات السودان، وسط تفاؤل بمستقبل مشرق للشباب والرياضة في البلاد، بعدما عانى هذا القطاع تهميشاً متعمداً طوال فترة حكم الإخوان، وفق مراقبين.
وغداة بروزها كمرشح قوي لوزارة الشباب والرياضة تغلب المنتخب الوطني السوداني على نظيره التشادي في التصفيات المؤهلة لنهايات كأس العالم 2022، وفاز المنتخب الأولمبي بذات الليلة على نيجيريا ضمن تصفيات أولمبياد طوكيو، تلك المصادفة ربطها كثيرون بقدوم ولاء البوشي في داعبة ومزح شغلت مجالس المدينة.
بوشي نفسها ينتابها ذات التفاؤل والأمل بواقع أفضل للسودان؛ حيث تؤكد بمقولتها "انتهى عهد الظلام، ونحن في مقتبل عهد جديد تحقق بمجهود الشباب وتضحياتهم، وسيستمر بنا وسيقوده الشباب عبر وزارة الرياضة لنصنع التاريخ القادم، لتكون أول حكومة ديمقراطية منتخبة بعد الفترة الانتقالية غالبيتها للشباب".
تؤكد سعيها لإعادة السودان إلى سيرته الأولى في مجال الرياضة؛ حيث كان في مصاف الدول في أفريقيا والعالم العربي، وسيظل مع القليل من العمل، لنكون شركاء معاً لنحقق التغيير، فالمرحلة حرجة تحتاجنا جميعاً، لنرى السودان الذي طالما حلمنا به واقعاً معاشاً.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg
جزيرة ام اند امز