مستشار سابق لترامب لـ"بوابة العين": أمريكا ستتصدى لإيران في لبنان
وليد فارس قال إنه رغم الخلافات بين ترامب ومؤسسات داخلية حول بعض القضايا إلا أنه في ملف لبنان فالكل متوحد لمنع إيران من ابتلاعه
توقع وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن تقف واشنطن إلى جانب لبنان في حال تجرؤ إيران عبر ذراعها مليشيا حزب الله إشعال الأمور استغلالا لاستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
- محاولة اغتيال الحريري.. اتهامات تحاصر إيران وحزب الله
- سياسي أمريكي لـ"بوابة العين": استقالة الحريري ضربة استباقية لإيران
وفي حوار مع بوابة العين الإخبارية قال فارس إن ترامب والكونجرس "بجانب الأكثرية الصامتة اللبنانية"، وإلى جانب الرسالة التي أطلقها الحريري خلال إعلانه استقالته أمس السبت، وهي أن التدخلات الإيرانية الفجة من أسباب تخليه عن منصبه.
كما توقع فارس أنه في "حالة ذهاب مليشيا حزب الله الموالية لإيران لخيار السيطرة الكاملة على المؤسسات اللبنانية فإن التحالف العربي والولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيعملون على دعم الشعب اللبناني ضد السيطرة المليشياوية المرفوضة."
وعلى حد وصفه، فإن المرحلة المقبلة "ستكون تعبئة من اللبنانيين وأصدقاء لبنان بالخارج ضد طهران ومليشياتها في الداخل اللبناني".
ووليد فارس مهاجر لبناني إلى الولايات المتحدة، وعمل محاضرا بعدة جامعات في ملف الجماعات الإرهابية، ومستشارا للكونجرس، واختاره ترامب مستشارا للشؤون الخارجية ومكافحة الإرهاب في حملته الانتخابية 2016.
وإلى نص الحوار..
ماذا تجهز إيران للبنان في الفترة الحالية بالتزامن مع استقالة الحريري؟
إيران تجهز للاستيلاء الكامل على لبنان، ولعل التصريحات الأخيرة لرئيس النظام الإيراني والمسؤولين عن الحرس الثوري فيما يتعلق باتخاذ القرارات القومية والدفاعية في لبنان من طهران يفسر وبوضوح أن النظام الإيراني اتخذ قرارا يحسم الوضع في لبنان ويعطي حزب الله القرارات العليا.. وبالتالي يتم إلغاء استقلال وسيادة لبنان، وإلغاء آخر رموز الاستقلال بما فيها رئاسة الوزراء والحكومة.
وهذا الخرق للخط الأحمر الأخير في لبنان كان أحد أسباب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، فمما لا شك فيه أن طهران وصلت لمرحلتها الأخيرة في محاولتها للسيطرة على المنطقة الممتدة بين إيران والبحر الأبيض المتوسط في ظل تقدمها بالعراق وسوريا.
والآن أرادات حسم الوضع لصالحها نهائيا في لبنان، وهذا قد شكل نقطة الانطلاق للمعارضة اللبنانية لمقاومة إيران.
ولكن على الأرض في بيروت.. كيف تقيم رد فعل الشارع اللبناني؟
نحن نذكر أنه في عام 2005 انتفض الشعب اللبناني بأكثريته، وصارت مظاهرة المليون ونصف المليون في بيروت بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وأيضا بعد صدور قرار دولي يطلب من جيش النظام السوري أن ينسحب ومن حزب الله أن يجرد من سلاحه.
واستقالة الحريري الآن في حد ذاتها رسالة أولا للشعب اللبناني، أن هناك معارضة ضد الاستيلاء الإيراني في لبنان، وأيضا رسالة للعالم العربي بأن لبنان متفاعل مع التحالف العربي والشرق أوسطي في مواجهة السياسات الإيرانية، وللمجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، رسالة ثالثة بأن لبنان يحتاج مساعدة سريعة في مواجهة المشروع الإيراني على أراضيه.
إلى أي مدى قطعت استقالة الحريري الطريق على مؤامرة تحويل بيروت لمدينة إيرانية؟
هذا ما سوف نراه في الفترة المقبلة، المهم الآن أن الخط الأحمر قد خرق من قبل إيران، وسيكون هناك مواجهة من اللبنانيين الأحرار من الشعب، والمرحلة المقبلة ستكون تعبئة من اللبنانيين وأصدقاء لبنان بالخارج.
وما المطلوب من الرئيس اللبناني ميشال عون لعدم أخذ لبنان إلى طريق يبعده عن محيطه العربي؟
المطلوب أمر بسيط، التطبيق الفوري للقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1559، فعليه أن يعلن أن لبنان ملتزم بالقرارات الدولية، ويدعو لإقامة خطة أمنية وسياسية لتجريد كل المليشيات من سلاحها وعلى رأسهم "حزب الله".
أما إذا لم ينفذ هذا الطلب، فمن حق اللبنانيين أن يطالبوا رئيسهم بتنفيذ القرارات الدولية، وأن يتم حمايتهم من القوى الإرهابية في لبنان.
كيف ترى دور حزب الله في هذه الفترة داخل لبنان وهل يشعل الداخل بعد الاستقالة؟
حزب الله ينفذ الإرادة الإيرانية، وهو منذ سنوات يحكم سيطرته على جميع الأصعدة الأمنية والدفاعية والاقتصادية والسياسية في لبنان، لذلك فإن المجتمع الدولي بعد استقالة الحكومة اللبنانية قد يصعد من إجراءاته لحماية اللبنانيين من هذا الإرهاب الداخلي الإقليمي.
أما حزب الله فقد يذهب إلى خيارات شبيهة بالخيارات التي اتخذها في عام 2008 (حين اجتاحت مليشيات حزب الله بيروت لاحتلالها) ضد الحكومة عندما حاولت استرداد سيادتها على الدولة، وفي هذه الحالة فإن التحالف العربي والولايات المتحدة سوف يعملان على دعم الشعب اللبناني ضد السيطرة المليشياوية المرفوضة.
وماذا تتوقع أن يكون رد الفعل الأمريكي بالذات؟
المهم في هذه المرحلة، أنه على الرغم من الانقسامات السياسية الداخلية في واشنطن، فإن مواجهة إرهاب حزب الله والسيطرة الإيرانية موضوع يوحد المسؤولين في أمريكا، سواء البيت الأبيض أو الكونجرس أو وزارة الدفاع أو الخارجية، والجمهوريين والديمقراطيين.
وبالتالي فإن واشنطن سواء الرئيس دونالد ترامب أو الكونجرس سيكونان بجانب الأكثرية الصامتة اللبنانية وإلى جانب الرسالة التي أطلقها الرئيس الحريري.
فنحن نرى تماشيا بين السياسة الأمريكية وسياسة التحالف العربي التي تضم عددا من الحكومات العربية في دعم لبنان ومجتمعه المدني في مواجهة السيطرة الإيرانية التي تتجسد في حزب الله.
والعقوبات التي وضعها الكونجرس، والأخرى التي أعلنتها إدارة ترامب، كلها مجموعة من الإجراءات للضغط على حزب الله وإيران لتخفيف الضغط على اللبنانيين.
وبعد الاستقالة في المرحلة المقبلة، إذا كان هناك تصعيد من حزب الله وإيران في لبنان، سيجدون المجتمع الدولي بقيادة واشنطن وبدعم من التحالف العربي يتصدى لأي عمل يقوم به المحور الإيراني.