استقالة الحريري.. إيران تدفع لبنان لهوة الفراغ السياسي
إيران تدفع لبنان إلى السقوط في هوة سياسية جديدة
بعدما تمكن لبنان من الوصول إلى هيئة سياسية متكاملة الأركان بعد فترة فراغ طويلة قضاها أفقدته استقراره السياسي، خرج رئيس الوزراء سعد الحريري، السبت، ليعلن استقالته من منصبه، مشيرًا لاستمرار التدخلات الإيرانية في لبنان عبر ذراعها الإرهابي حزب الله.
- الرئاسة اللبنانية: الحريري أبلغ عون باستقالته هاتفيا من الخارج
- الحريري يستقيل: لمست ما يحاك لاستهداف حياتي.. وأيدي إيران ستقطع
فراغ رئاسي طويل
تعاقب على رئاسة الجمهورية اللبنانية منذ تأسيسها عام 1926، ثمانية عشر رئيسا للجمهوريّة، 6 منهم في عهد الانتداب و12 رئيسا بعد الاستقلال، 15 رئيسا من الموارنة و2 من الأرثوذكس (شارل دبّاس وبترو طراد) وواحد بروتستانتي (ألفرد نقّاش)، وعرف لبنان تجديدًا واحدًا لولاية الرئيس بشارة الخوري، إلا أنه استقال بعد مرور ثلاث سنوات على بدايتها، كما عرف تمديدين لولاية كل من الرئيسين إلياس الهراوي وإميل لحّود.
عام 1952، برزت معارضة قوية طالبت الرئيس بشارة الخوري بالاستقالة بعد انتخابه لولاية ثانية، وهو ما دفعه لتعيين اللواء فؤاد شهاب رئيسًا لحكومة انتقالية مهمتها تنظيم وتأمين انتخاب رئيس جديد، ثم عمد فورًا إلى تنفيذ مهمته بانتخاب كميل شمعون خلفًا لبشارة الخوري.
وفي 22 سبتمبر/أيلول 1988، تشكلت بالدقائق الأخيرة في عهد الرئيس أمين الجميّل حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون وتضم الضباط الستة الأعضاء بالمجلس العسكري، وبعد 6 أشهر على انتهاء عهد الرئيس السابق إميل لحود انتخب في 25 مايو/أيار 2008 ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية الذي كان قائداً للجيش منذ 21 ديسمبر/أيلول 1998.
ومنذ 25 مايو/أيار 2014 حتى عام 2016 شهدت البلاد فراغًا رئاسيًا انتهى بانتخاب الرئيس اللبناني ميشال عون رئيسًا للبلاد.
رئاسة الوزراء وحزب الله
سعد الحريري أحد أبرز خصوم حزب الله والحكومة السورية، اللذين يحملهما مسؤولية الضلوع في التفجير الذي أودى بحياة والده عام 2005.
دخل المعترك السياسي بعد اغتيال والده في 14 فبراير/ شباط 2005، حيث دخل الانتخابات النيابية وفاز فيها، وترأس أكبر كتلة برلمانية ضمت 35 نائبا من أصل 128 مقعدا.
أسس الحريري تيار المستقبل عام 2007، وهو بمثابة تجمع سياسي يمثل السنة في لبنان.
في يونيو/ حزيران عام 2009 حقق الحريري فوزًا ثانيًا في الانتخابات التشريعية، وحصل مع حلفائه على 71 مقعدا، وبذلك تولى منصب رئاسة الوزراء لأول مرة في مسيرته السياسية ما بين 2009 وعام 2011.
وفي 7 سبتمبر/أيلول وبعد شهرين ونصف من تكليفه بتشكيل الحكومة قدّم إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تصورا لتشكيل الحكومة إلا أن المعارضة رفضت هذه التشكيلة.
وفي 10 سبتمبر/أيلول أعلن بعد لقائه رئيس الجمهورية اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وفي 16 سبتمبر/أيلول أعاد رئيس الجمهورية بتكليفه لتشكيل الحكومة بعد أن أعاد أكثرية نواب مجلس النواب تسميته لرئاسة الحكومة بالاستشارات النيابية، حيث سماه نواب تحالف 14 آذار الـ71 ونائبو حزب الطاشناق وحصل بذلك على 73 صوتا، وبعد حوارات ومناقشات ومفاوضات شاقة استطاع أن يعلن تشكيل حكومته الأولى بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين ثاني 2009.
لكن عام 2011 سقطت حكومة الحريري بسبب قرار حزب الله سحب وزرائه منها على خلفية الجدل السياسي في البلاد، بخصوص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي تنظر في قضية اغتيال رفيق الحريري.
لكن بعدَ انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية قامَ الأخيرُ بتكليفِ "الحريري" رسميًا برئاسَةِ الحكومة وذلكَ في 11 نوفمبر/ تشرين ثان من عام 2016م، ونال الحريري 110 أصوات من نواب البرلمان البالغ عددهم 126 بعد استقالة أحدِ النواب، ليشكّل حكومته الثانية بعد 40 يوما من التكليف.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز