وليد فارس.. اللبناني الذي يقود سياسات ترامب في الشرق الأوسط
مع وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض برز اسم وليد فارس اللبناني الأصل كأحد أبرز مستشاريه المرشحين لقيادة سياسته تجاه الشرق الأوسط
مع وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، برز اسم وليد فارس ذو الأصل اللبناني كأحد أبرز مستشاريه المرشحين لقيادة سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب خاصة فيما يخص الشرق الأوسط.
ولد فارس، وهو مسيحي ماروني، في لبنان عام 1957 وتخرج في جامعات بيروت في تخصص القانون و العلوم السّياسيّة وأيضًا شهادات في علم الاجتماع. وحصل على شاهدة في القانون الدولي في فرنسا وشهادة في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية من جامعة ميامي.
عمل فارس محاميا في بيروت لفترة، وألّف عدة كتب أبرزها "صراع الهويّات و الحضارات في لبنان" في عام 1979.
خلال الثمانينيات روّج فارس لمعتقدات إيديولوجية لتبرير الحرب الأهلية ضد المسلمين والدروز في لبنان، وفقًا لما قاله زملاؤه السابقون، حيث أكدوا أن فارس دعا إلى وجهة نظر متشددة، وذلك في مؤتمر صحفي في العام 1986 للقوات اللبنانية، وهي مجموعة تضم الميليشيات المسيحية التي اتهمت بارتكاب الفظائع، كما كان مستشارًا مقربًا لسمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، المتهم بارتكاب فظائع ضد المسلمين خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
وفي منتصف الثمانينيات أسس فارس "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، ونشر أطروحة للفصل بين المجتمعين المسيحي والإسلامي في لبنان، وكان داعماً من واشنطن لـ"تحرير لبنان من الجيش السوري".
وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1990، ووصلها غداة دخول الجيش السوري إلى المناطق المسيحية من لبنان في أعقاب اتفاق الطائف (أكتوبر 1990)، ليمتهن التدريس في جامعة فلوريدا الدولية وجامعة ميامي وجامعة فلوريدا أتلاتنتيك، كما عمل أستاذا جامعيا في جامعة الدفاع الوطنية وكبير الباحثين في "هيئة الدفاع عن الديمقراطيات" في الولايات المتحدة ومستشار للكونجرس في مكافحة الإرهاب.
اقرأ أيضا
- إنفوجراف.. تعرف على وليد فارس المستشار العربي لـ"ترامب"
- رجال ترامب المحتملون .. 7 شخصيات يديرون أمريكا
يتقن فارس العربية والإنجليزية والفرنسية، وعمل محللا لأكثر من شبكة تلفزيونية أبرزها "فوكس نيوز".
التقى فارس بترامب لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي في إطار تقديمه الاستشارات لخمسة مرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري كان ترامب أحدهم، كما كان مستشارا للمرشح الجمهوري ميت رومني عام 2012.
وفي مارس/آذار الماضي وافق فارس على الانضمام للفريق الاستشاري لترامب "لأنه يستطيع أن ينجز ما لا يستطيع غيره من المرشحين".
وتتقارب أطروحات فارس كثيراً مع ترامب؛ من خلال آرائه في طريقة التعامل مع "الجماعات الإرهابية "، ويؤكد أن ترامب سيعزز شراكته وتعاونه مع حلفائه في العالم العربي "ضد جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية"، رغم أنه لا يرى تهديدات ترامب للمسلمين مطابقة لسياساته القادمة.
ويصف فارس نفسه في حوار صحفي سابق قائلا "أنا من الذين سيعملون وينصحون بدعم قوى الاعتدال، سواء في الحكومة أو في المجتمع المدني (الفنانون والطلاب والشباب)".
وقال فارس في تصريحات سابقة له إن ترامب في حال فوزه بالرئاسة سيشكل "ناتو عربياً" ، كما سيعمل على إيجاد اتفاق روسي أمريكي من أجل حل الأزمة السورية بقبول كافة الأطراف.
وحول إيران أكد فارس أن ترامب لا يقبل بالاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما مع إيران، وأنه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية فسيعيد التفاوض مع طهران من جديد.
ويرد فارس على الانتقادات الموجهة للرئيس الأمريكي المنتخب قائلا "هناك شخصيتان لترامب؛ الذي ظهر على شاشات الإعلام في شكل تلقائي وعفوي، وترامب الآخر الاستراتيجي في خياراته، فهو رجل أعمال لديه إمبراطورية هائلة، ومشاريع في العالم كله، ولقد راقبته وشاهدت كيفية تعاطيه مع هذه المشاريع".
وأضاف "ترامب لديه القدرة على معرفة الناس بحكم حجم أعماله، وأيضاً له علاقات وثيقة مع شخصيات نافذة في كل مكان، وعلى رأسها الشرق الأوسط ودول الخليج".
ورغم أن فارس معروف بمواقفه المتشددة تجاه الإسلام، إلا أنه يرى توجه ترامب بمنع المسلمين من دخول أمريكا غير منطقي، ولا يعكس سياسته أو توجهه، ولا يمكن أن يكون شعارا، وقال إن "ترامب لن يدخل في خصومة مع 57 دولة مسلمة تضم حوالي ثلث سكان العالم، ثم إن المواجهة مع التكفيريين ومكافحة الإرهاب تتطلبان التحالف مع الدول العربية والإسلامية".
وسيكون ترامب بحسب فارس، "داعماً للشركاء المعتدلين، وللحكومات التي تمثل شعوبها في المنطقة في مواجهة إيران. أمريكا ستحمي هذا التحالف بموقف عنوانه أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء على أمريكا، لكن على الشركاء دفع جزء من التكاليف".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز