طلقات ترامب نحو المناخ تصيب الحلفاء.. كيف تضرر إيلون ماسك؟
تتوقع بنوك وول ستريت أن تنمو مبيعات سيارات تسلا بشكل أبطأ هذا العام مقارنة بتوقعات إيلون ماسك، مالك الشركة، في ظل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهضة للسياسات الداعمة للمناخ.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، من المتوقع أن تبيع تسلا حوالي 2.07 مليون سيارة خلال هذا العام، بزيادة قدرها 16% عن عام 2024.
يُعد هذا الرقم انتعاشًا من العام الماضي، لكنه يقل بكثير عن التوقعات السابقة التي كان يأمل إيلون ماسك في تحقيقها، والتي كانت تتراوح بين 20% إلى 30%. كما أن هذا النمو يقل عن معدل النمو السنوي للعامين السابقين، الذي كان حوالي 40%.
إيلون ماسك هو أحد أكبر المؤيدين للرئيس ترامب في حملته الانتخابية، حيث تبرع بمبلغ 118 مليون دولار لدعم حملته. كما تم تعيينه في منصب رئيس وزارة الكفاءة الحكومية الجديدة.
تؤكد الأرقام على أن شركة تسلا تواجه تحديات كبيرة نتيجة لتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتراجع عن السياسات التي عززت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة. ويُعتبر هذا القرار ضربة كبيرة لتوقعات مبيعات تسلا للعام الجاري.
تعتبر سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديًا كبيرًا لصناعة السيارات الكهربائية، خاصة شركة تسلا. ففي الأسبوع الماضي، أعلن أمر تنفيذي عن إلغاء الإعانات التي أقرتها إدارة الرئيس جو بايدن. ويرى المحلل آدم جوناس من بنك مورغان ستانلي أن معارضة ترامب لحوافز السيارات الكهربائية سوف تؤثر سلبًا على توقعات حجم المبيعات للعام الجاري.
تعتبر شركة تسلا أكثر الشركات تأثرًا إذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء ائتمان ضريبي بقيمة 7500 دولار لمشتري السيارات الكهربائية. يعتبر هذا الائتمان حافزًا كبيرًا للمستهلكين لشراء السيارات الكهربائية، خاصة سيارات تسلا.
وفقًا للمحلل دان ليفي من بنك باركليز، تستفيد حوالي ثلثي مبيعات تسلا في الولايات المتحدة من هذا الائتمان الضريبي. هذا يعني أن إلغاء هذا الائتمان سوف يؤثر سلبًا على مبيعات تسلا في الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تدخل التغييرات على إعانات السيارات الكهربائية حيز التنفيذ اعتبارًا من عام 2026. ومع ذلك، يعتبر إلغاء الائتمان الضريبي ضربة كبيرة لصناعة السيارات الكهربائية، خاصة شركة تسلا، التي تعتمد بشكل كبير على هذه الإعانات لتعزيز مبيعاتها.
وفقًا لبعض المحللين، قد تعزز أرقام مبيعات تسلا نتيجة لاندفاع المشترين لإتمام المبيعات قبل إلغاء الائتمان الضريبي في عام 2026. يعتقد المحلل دان ليفي أن هناك "شراء مسبق كبير للسيارات الكهربائية" في النصف الثاني من عام 2025، قبل أن تنخفض المبيعات في العام التالي.
يعتقد محللون آخرون أن عمليات الشراء المسبقة قد تعزز بالفعل مبيعات تسلا. هذا يعني أن بعض المشترين قد قاموا بشراء السيارات الكهربائية قبل إلغاء الائتمان الضريبي، مما أدى إلى زيادة مبيعات تسلا في الأشهر الأخيرة.
من الجدير بالذكر أن هذا الاندفاع لشراء السيارات الكهربائية قد يكون مؤقتًا، وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار عند تحليل أرقام مبيعات تسلا.
يتساءل بعض المحللين عن مدى ضخامة عملية الشراء المسبق للسيارات الكهربائية قبل إلغاء الائتمان الضريبي في عام 2026. يعتقد هؤلاء المحللين أن نمو مبيعات تسلا قد يكون أقل مما توقع بسبب تأثير عملية الشراء المسبق.
يقدر بنك بي إن بي باريبا أن نمو الحجم هذا العام قد يكون منخفضًا بنسبة 12%. هذا يعني أن نمو مبيعات تسلا قد يكون أقل مما توقع بسبب تأثير عملية الشراء المسبق.
من الجدير بالذكر أن هذه التقديرات قد تتغير بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك تأثير إلغاء الائتمان الضريبي على مبيعات تسلا، وتأثير التغيرات في السوق والاقتصاد على نمو مبيعات الشركة.
تباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة العام الماضي بسبب عدة عوامل، حيث أدى ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية إلى تقليل الطلب عليها، بالإضافة إلى نقص النماذج الجديدة، فلم تكن هناك نماذج جديدة كافية من السيارات الكهربائية في السوق، مما أدى إلى تقليل الطلب عليها.
على الرغم من ذلك، استمرت حصة سوق السيارات الكهربائية في النمو، وبلغت 8% العام الماضي، مقارنة بنحو 7.6% في عام 2023. هذا يعكس نموًا مستمرًا في الطلب على السيارات الكهربائية، على الرغم من التحديات التي واجهتها السوق العام الماضي.
تعتبر سياسة ترامب التجارية تجاه الصين تحديًا كبيرًا لشركة تسلا، حيث أن الصين تعتبر ثاني أكبر سوق للشركة. قد تؤدي هذه السياسة إلى تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والصين، مما قد يؤثر سلبًا على مبيعات تسلا في الصين.
كما قد يكون دعم إيلون ماسك لترامب وتدخلاته في السياسة البريطانية والإيطالية والألمانية قد أدى إلى نفور بعض العملاء المحتملين. قد يعتبر بعض العملاء أن دعم ماسك لترامب يتعارض مع قيمهم، مما قد يؤدي إلى فقدان الثقة في شركة تسلا.
من الجدير بالذكر أن شركة تسلا تعتمد بشكل كبير على السوق الصيني، حيث أن الصين تعتبر واحدة من أكبر الأسواق للسيارات الكهربائية في العالم. لذا، من المهم أن تظل شركة تسلا على تواصل جيد مع السلطات الصينية وتحافظ على علاقاتها التجارية مع الصين.
انخفضت مبيعات تسلا للسيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي بنسبة 13% على أساس سنوي في عام 2024، وفقًا لهيئة صناعة السيارات الأوروبية. وقد كان هذا الانخفاض نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك إلغاء المساعدات الحكومية على شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا، أكبر سوق في القارة.
aXA6IDE4LjExOC45NS4xNzgg جزيرة ام اند امز