وول ستريت.. هدوء حذر مع اقتراب إسدال الستار على 2025

تذبذبت الأسهم في تعاملات صباح الثلاثاء في وول ستريت، مع اقتراب نهاية عام 2025، وسط هدوء نسبي في التداولات وترقب المستثمرين لإغلاق عام حافل بالمكاسب.

واستقر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 دون تغير يذكر، مواصلا مساره نحو تحقيق مكاسب سنوية تتجاوز 17%، في أداء يعكس قوة الأسواق الأمريكية خلال العام الجاري.

في المقابل، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 43 نقطة، أي ما يعادل 0.1%، بحلول الساعة 10:02 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بينما حافظ مؤشر ناسداك المركب على استقرار نسبي دون تغيّرات ملحوظة.

• وول ستريت تبدأ أسبوعا قصيرا بتراجع الأسهم وسط مكاسب سنوية مستمرة

وفقا لوكالة أسوشيتد برس، لا تزال شركات التكنولوجيا، ولا سيما تلك المرتبطة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، صاحبة التأثير الأكبر على حركة السوق. وانخفض سهم إنفيديا بنسبة 0.3%، في حين صعد سهم ميتا بلاتفورمز، المالكة لفيسبوك، بنسبة 1.9%، مستفيدًا من ثقل الشركتين السوقي الكبير وتأثيرهما المباشر في اتجاهات المؤشرات الرئيسية.

ومع تبقي يومين فقط على نهاية العام، أغلق معظم كبار المستثمرين مراكزهم الاستثمارية، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في أحجام التداول. ومن المنتظر أن تغلق الأسواق الأمريكية يوم الخميس بمناسبة رأس السنة الميلادية.

وفي أسواق السلع، سُجلت تحركات لافتة، إذ عاودت أسعار الذهب والفضة والنحاس الارتفاع بعد خسائر حادة تكبدتها في جلسة يوم الاثنين.

وارتفع سعر الذهب بنسبة 1%، بينما قفزت الفضة بنسبة 7%، بعد تراجعات جاءت إثر طلب بورصة شيكاغو التجارية، إحدى أكبر بورصات تداول السلع في العالم، من المتداولين زيادة متطلبات الاستثمار في المعادن النفيسة. ويُذكر أن المعدنين حققا مكاسب قوية خلال عام 2025، مدفوعين بمزيج من المخاوف الاقتصادية العالمية ونقص المعروض.

كما صعد سعر النحاس بنسبة 2.7%، مسجلاً مكاسب سنوية تتجاوز 40%، بدعم من الطلب القوي. ويُعد النحاس من المعادن الأساسية في البنية التحتية العالمية للطاقة، مع توقعات باستمرار نمو الطلب عليه نتيجة التوسع في مراكز البيانات والضغط المتزايد على شبكات الطاقة بفعل التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

أما في سوق الطاقة، فقد استقرت أسعار النفط الخام نسبيًا، حيث ارتفع النفط الخام الأمريكي بنسبة 0.5%، فيما صعد خام برنت، المعيار الدولي، بنسبة 0.3%.

وفي سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إذ صعد عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.14% مقارنة بـ4.11% في أواخر تعاملات الاثنين. كما ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل عامين، الأكثر حساسية لتوقعات قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى 3.47% مقابل 3.46% في الجلسة السابقة.

ويعكس هذا الأداء حالة من الترقب والحذر في الأسواق مع اقتراب نهاية عام استثنائي، وسط تساؤلات حول اتجاهات 2026 في ظل استمرار رهانات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتبدل توقعات السياسة النقدية.