هدوء حذر في وول ستريت مع تعافي النفط وتباين أداء أسهم التكنولوجيا
حافظت الأسهم الأمريكية على استقرار نسبي خلال تعاملات يوم الأربعاء، في وقت استعادت فيه أسعار النفط جزءا من خسائرها الحادة المسجلة منذ بداية العام، ما وفر دعما لأسهم شركات الطاقة وحد من تقلبات السوق.
ولم يشهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تغيرا يذكر في تداولات الصباح، بعدما تراجع لثلاث جلسات متتالية، مع بقائه قريبا من أعلى مستوياته التاريخية. في المقابل، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 219 نقطة، أو ما يعادل 0.5%، بحلول الساعة 10:15 صباحا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.2%.
وفقا لأسوشيتد برس، سجلت غالبية الأسهم المدرجة في وول ستريت مكاسب، وتصدرت أسهم شركات النفط قائمة الرابحين، بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا. ويعد هذا الإجراء أحدث تصعيد في سياسة الضغط على كاراكاس، التي تشير تقديرات إلى أنها تمتلك احتياطيات نفطية قد تفوق أي دولة أخرى في العالم.
وانعكس ذلك على أسعار الخام، إذ ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.6% ليصل إلى 56.02 دولار للبرميل، بعد يوم واحد فقط من تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021. كما صعد خام برنت، المعيار العالمي، بنسبة 1.5% إلى 59.78 دولار للبرميل.
ودعمت هذه التحركات أسهم شركات الطاقة، حيث ارتفع سهم كونوكو فيليبس بنسبة 2.6%، ما قلص خسائره منذ بداية العام إلى 8.5%. كما صعد سهم ديفون إنرجي بنسبة 3.5%، وارتفع سهم هاليبرتون بنسبة 1.6%. ويأتي هذا التعافي بعد فترة من الضغوط على أسعار النفط خلال معظم العام، نتيجة توقعات بأن المعروض العالمي من الخام يفوق مستويات الطلب.
وفي قطاع الشركات، برزت جابيل كأحد أبرز الرابحين، بعدما قفز سهمها بنسبة 5.9% عقب إعلانها تحقيق أرباح وإيرادات فاقت توقعات المحللين في الربع الأخير. وأرجع الرئيس التنفيذي، مايك داستور، هذا الأداء القوي إلى تسارع الطلب على خدمات الحوسبة السحابية وبنية مراكز البيانات، إلى جانب أسواق أخرى، مشيرًا إلى رفع توقعات الإيرادات والمؤشرات المالية للسنة المالية الجارية.
كما ارتفع سهم نتفليكس بنسبة 2.7%، بعد إعلان مجلس إدارة وارنر بروس ديسكفري استمراره في توصية المساهمين بالموافقة على عرض الاستحواذ المقدم من عملاق البث المباشر على أعمال وارنر بروس، بدلاً من عرض الاستحواذ العدائي المنافس المقدم من باراماونت سكاي دانس على الشركة بالكامل.
في المقابل، تراجع سهم وارنر بروس ديسكفري بنسبة 0.4%، بينما انخفض سهم باراماونت سكاي دانس بنسبة 4.7%.
وشهدت الأسواق الأمريكية حركة هادئة نسبيا، رغم استمرار الضغوط على أسهم عدد من شركات الذكاء الاصطناعي، وسط تساؤلات متزايدة بشأن احتمالات تشكل فقاعة استثمارية، وما إذا كانت الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع ستترجم إلى أرباح وإنتاجية كافية لتبرير التقييمات الحالية.
وفي هذا السياق، تراجع سهم أوراكل بنسبة 4.5%، وانخفض سهم كورويف بنسبة 3.4%. كما هبط سهم إنفيديا، الشركة المصنعة للرقائق الإلكترونية والأكثر تأثيرًا في وول ستريت بحكم قيمتها السوقية الضخمة، بنسبة 2.1%.
كذلك، تراجع سهم لينار بنسبة 3.6% عقب صدور نتائج مالية متباينة، إذ جاءت أرباح الشركة في الربع الأخير دون توقعات المحللين، رغم تجاوز الإيرادات للتقديرات. وأوضح الرئيس التنفيذي، ستيوارت ميلر، أن قطاع الإسكان لا يزال يواجه ظروفًا صعبة، مع تراجع ثقة العملاء واتجاههم إلى البحث عن خصومات وخيارات أقل كلفة، ما دفع الشركة إلى تقديم توقعات حذرة لأدائها المالي في الفترة المقبلة.
وفي قطاع التأمين، انخفض سهم بروجريسيف بنسبة 3.3%، بعدما أعلنت الشركة، التي يقع مقرها في مايفيلد فيليدج بولاية أوهايو، تراجع صافي دخلها خلال شهر نوفمبر بنسبة 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أما في سوق السندات، فقد استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية قبيل صدور تقرير مرتقب يوم الخميس، من المنتظر أن يوضح مدى تفاقم التضخم لدى المستهلكين في الولايات المتحدة. واستقر عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات عند مستوى 4.15%، دون تغيير عن جلسة الثلاثاء.
وعلى الصعيد العالمي، تباين أداء أسواق الأسهم الأوروبية عقب مكاسب قوية سجلتها الأسواق الآسيوية. وقفز مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.4%، مسجلاً أحد أكبر المكاسب على مستوى العالم، وقلّص خسائره الأسبوعية حتى الآن إلى 2.7%.